قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة العاصمة اليمنية

انفجار عبوة ناسفة في جامعة صنعاء خلال احتفال للمتمردين

قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
TT
20

قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة العاصمة اليمنية

قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)

تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من كسر هجمات لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في كل من مديرية نهم شرق صنعاء، ومديريتي المصلوب والغيل بمحافظة الجوف، ورد عليهم بتحرير مواقع جديدة وتكبيد الميليشيا خسائر في الأرواح والمعدات.
وقال عبد الله الشندقي الناطق الرسمي للمجلس الأعلى لمقاومة محافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 22 مسلحًا من الميليشيا قتلوا، وجرح العشرات، فيما قتل من الجيش مقاتلان وجرح اثنان آخران، في معارك عنيفة اندلعت فجر أمس، وأسفرت عن تحرير ثلاث قرى في مديرية نهم البوابة الشرقية لعاصمة صنعاء، وأضاف: «الهجوم المعاكس نفذته وحدات الجيش بعد خرق الميليشيات الهدنة وعدم التزامهم بها منذ الإعلان عنها في 10 أبريل (نيسان) الماضي».
وأوضح الشندقي أن الانقلابيين هاجموا فجر أمس مواقع المقاومة والجيش الوطني بمنطقة حريب نهم، وتصدى لهم المقاومة والجيش وقاموا بكسر هجومهم وتنفيذ عملية معاكسة تمكنوا من خلالها من تحرير مناطق واسعة من مديرية نهم هي «قرى آل عامر والضبيعة والذراع ونملة». إضافة إلى مواقع استراتيجية هي «الحمرة، ونصيب مفتاح، والشرية، والقصباء، والجامع، والقرين، والنجفة، والزعزوع، والمشبة، ومنفذ الشويحط الذي يسيطر على مناطق ووادي وسط».
وذكر ناطق باسم المقاومة أن الميليشيات الانقلابية - الحوثيون وقوات المخلوع صالح - في منطقة وسط في مرمى خط النيران ومحاصرون، مشيرًا إلى أن هجومهم على الميليشيات يأتي بعد استنفاد كل الخيارات لردعهم وإلزامهم بالهدنة التي رفضوا الالتزام بها.
وفي محافظة الجوف أكد عبد الله الأشرف المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية، أن الجيش والمقاومة أسرا 25 مسلحًا من الميليشيات على الأقل، في تقدم محدود لقوات الشرعية بمناطق الغيل والمصلوب والمتون. وذكر الأشرف لـ«الشرق الأوسط» أن هجوم الجيش جاء ردًا على محاولة للميليشيات للسيطرة على مواقع الجيش والمقاومة.
وأوضح أن الميليشيات هاجمت مساء أول من أمس الجيش والمقاومة، واستمر الهجوم حتى فجر أمس الثلاثاء، وتمكنت قوات الشرعية من كسر الهجوم والرد بهجوم مماثل على مواقع الميليشيات وكبدتهم خسائر في الأرواح، وغنمت المقاومة أطقم محملة بالعتاد العسكري، فيما فر المشرف العسكري للميليشيات، ويدعى أبو نجيب محسن بن مانع.
وفي العاصمة صنعاء، نفذت رابطة أمهات المختطفين صباح أمس وقفة احتجاجية أمام القصر الجمهوري الذي يدير المتمردون منه سلطتهم، احتجاجًا على استمرار اختطاف الآلاف من أبنائهن في سجون الميليشيات الانقلابية وتعرضهم للتعذيب اليومي، مما جعلهم يعلنون إضرابهم عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي. وفي رسالة لأمهات المختطفين حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، ناشدن المجتمع الدولي الضغط على الميليشيات، لإطلاق سراح أبنائهن ووقف عمليات التعذيب بحقهم. وأحرقت المشاركات في الوقفة قطعة قماش عبارة عن الزي الشعبي الصنعاني تسمى «ستارة»، إضافة إلى حرق إحدى الأمهات ضفيرتها، كتعبير رمزي ودعوة إنسانية للوقوف إلى جانبهن في قضية أبنائهن المختطفين في سجون الميليشيات.
وفي سياق آخر قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح أمس الثلاثاء إثر انفجار عبوة ناسفة في إحدى قاعات كلية الآداب بجامعة صنعاء، خلال احتفال كان يقيمه المتمردون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية، بحسب مصدر أمني.
وأفاد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية بـ«سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في انفجار عبوة ناسفة في إحدى قاعات كلية الآداب» في الجامعة. وأوضح أن الانفجار وقع «أثناء احتفال للحوثيين بيوم الوحدة»، في إشارة لذكرى توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) 1990.
وسيطر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح على صنعاء منذ سبتمبر (أيلول) 2014. وتابعوا بعد ذلك تقدمهم للسيطرة على مناطق في وسط البلاد وشمالها، قبل تدخل التحالف العربي، إلى جانب قوات الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس (آذار) 2015. ومكن التحالف قوات هادي من استعادة خمس محافظات جنوبية منذ يوليو (تموز) الماضي، بينما تتواصل المعارك في محافظات أخرى. ولم تعلن أي جهة في الحال مسؤوليتها عن التفجير.
وسبق لتنظيم «داعش» أن تبنى سلسلة هجمات في صنعاء خلال العام الماضي أدت إلى مقتل العشرات.



مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
TT
20

مصر: التحقيق في رفض منتجع بسيناء استقبال سائح إسرائيلي

شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)
شواطئ جنوب سيناء تجتذب السياح الإسرائيليين (الشرق الأوسط)

فتحتْ السلطات المصرية تحقيقاً بشأن «رفض أحد المنتجعات في مدينة دهب بجنوب سيناء استقبال سائح إسرائيلي»، حسب ما كشفه مسؤول مصري لـ«الشرق الأوسط».

وكانت تقارير صحافية إسرائيلية أفادت بأن سائحاً إسرائيلياً يُدعى يهودا شليزنجر، يسافر كثيراً إلى سيناء بمصر، تم إخباره بأنه لم يعد بإمكانه الإقامة في منتجع سبق أن زاره لأنه «إسرائيلي».

وحسب التقارير، حاول شليزنجر، البالغ من العمر 38 عاماً، حجز إجازة في «روكسي» (Rocksea)، وهو مخيم ساحلي أقام فيه مرتين سابقاً، لكنه تلقى رداً عبر البريد الإلكتروني يبلغه بأن «المواطنين الإسرائيليين غير مرحب بهم حالياً بسبب الوضع الحساس».

السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)
السائح الإسرائيلي قال إنه شعر بصدمة لرفض استقباله (صحف إسرائيلية)

ونقلت التقارير عن شليزنجر قوله: «أزور سيناء منذ أكثر من عقد، عادة في فترة عيد الفصح وعيد العرش... لا تزال معظم الأماكن ترحب بي بحفاوة. كنت أرغب بالعودة إلى (روكسي) لتنظيمه الجيد وشاطئه الجميل، ولأنني أعرف مالكته، روكسي، وطاقم العمل، ولكن عندما تواصلت معه عبر البريد الإلكتروني للحجز، تلقيت رداً مفاجئاً».

وأوضح أن إدارة المنتجع كتبت: «نظراً للوضع الحساس للغاية الحالي والمخاوف التي يبديها بعض ضيوفنا المحليين، نعتقد أن الوقت غير مناسب لاستضافة زوار من إسرائيل».

ونشر شليزنجر صورةً من البريد الذي وصله من المنتجع، وتضمنت أنه «يُرجى العلم أن هذا القرار ليس شخصياً، ولا يستند إلى أي شكل من أشكال التمييز. إنه ببساطة انعكاس للأجواء المتوترة على الأرض حالياً، والتي علينا التعامل معها بحذر حرصاً على سلامة وراحة الجميع».

صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع
صورة من البريد الإلكتروني الذي قال السائح الإسرائيلي إنه تلقاه من إدارة المنتجع

وزعم شليزنجر أن الرد جاء من مدير مصري، مضيفاً: «إنه أمرٌ مُثيرٌ للغضب. كيف يُرسلون لي بريداً إلكترونياً يُفيد بأنهم لا يقبلون الإسرائيليين ويدّعون أن الأمر ليس شخصياً؟ إنه أمرٌ شخصيٌّ للغاية. هذا مُوجّهٌ لجميع الإسرائيليين»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «البدو في سيناء يرحبون بنا دائماً»، حسب تعبيره.

ورد السائح الإسرائيلي على إدارة المنتجع في رسالة إلكترونية قائلاً: «هذا قرار مروع، فعلى حد علمي هناك اتفاقية سلام بين إسرائيل ومصر».

وأثارت قصة هذا السائح جدلاً في إسرائيل، ونقلت التقارير الإسرائيلية أن إدارة «منتجع روكسي» أرسلت رداً على هذا الجدل جاء فيه: «أولاً وقبل كل شيء، نأسف بشدة لأن رسالتنا تسببت في أي ضرر - لم يكن هذا قصدنا أبداً. كان ردنا يهدف فقط إلى ضمان سلامة وراحة ورفاهية جميع ضيوفنا خلال فترة حساسة للغاية. وللأسف، يعكس هذا التوتر والاستقطاب الذي ذكرناه».

وتوجهت «الشرق الأوسط» إلى إدارة «منتجع روكسي» للاستفسار عن أسباب هذا القرار، فأوضح أحد المسؤولين بالمنتجع (رافضاً ذكر اسمه) أن «من كتبت هذا البريد هي روكسي وهي سيدة ألمانية مالكة للمكان، ولا نعلم تفاصيل الأمر، خاصة أن هناك حالياً 5 سياح إسرائيليين بالمنتجع».

وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بروكسي، لكنها طلبت إرسال أي استفسارات عبر البريد الإلكتروني مع وعد بالرد عليها، ولم تفعل حتى كتابة هذه السطور.

منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)
منتجع روكسي في نويبع مملوك لثلاثة ألمان (موقع المنتجع)

بدوره كشف رئيس الإدارة المركزية للمنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية بمصر، محمد عامر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «تم فتح تحقيق في الواقعة لكشف جميع ملابساتها»، مشيراً إلى أن «المكان المذكور غير مرخص ضمن المنشآت السياحية من وزارة السياحة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنه بعد التحقيق في الواقعة المذكورة».

وأوضح عامر: «المنشآت السياحية في سيناء، خصوصاً في طابا ونويبع بها مئات بل آلاف السائحين من إسرائيل حالياً، ويتم استقبالهم دوماً مثل أي سياح من أي دولة، لأن هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل، كما أن أنشطة السياحة ليست لها علاقة بأي أمور سياسية مطلقاً».

وأكد أن «القانون واضح بأنه لا تمييز على أساس اللون والعرق والجنس، ولا أي شيء آخر، وأي منشأة تفعل ذلك يصل الأمر إلى إلغاء الترخيص الخاص بها ومنعها من مزاولة النشاط».

وحسب المعلومات التي جمعتها «الشرق الأوسط»، فإن «روكسي» هو مخيم شاطئي في نويبع مملوك لفتاتين وشاب من ألمانيا هم روكسي وريكاردا ومايكل، ويزاول المخيم نشاطه منذ سنوات بالتنسيق مع سكان المنطقة من البدو كالعديد من المخيمات الأخرى في نوبيع وطابا التي تعمل في الأغلب دون ترخيص.

تجدر الإشارة إلى أن التقارير أفادت بأن سيناء استقبلت خلال الأيام الماضية نحو 40 ألف إسرائيلي لقضاء إجازة عيد الفصح، مع تأكيدات مصرية بأنهم مرحب بهم مثل جميع الجنسيات الأخرى.