قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة العاصمة اليمنية

انفجار عبوة ناسفة في جامعة صنعاء خلال احتفال للمتمردين

قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
TT

قوات الشرعية تسيطر على مواقع جديدة العاصمة اليمنية

قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)
قتيلان وعدد من الجرحى في الانفجار في إحدى قاعات كلية الآداب (رويترز)

تمكن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من كسر هجمات لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في كل من مديرية نهم شرق صنعاء، ومديريتي المصلوب والغيل بمحافظة الجوف، ورد عليهم بتحرير مواقع جديدة وتكبيد الميليشيا خسائر في الأرواح والمعدات.
وقال عبد الله الشندقي الناطق الرسمي للمجلس الأعلى لمقاومة محافظة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من 22 مسلحًا من الميليشيا قتلوا، وجرح العشرات، فيما قتل من الجيش مقاتلان وجرح اثنان آخران، في معارك عنيفة اندلعت فجر أمس، وأسفرت عن تحرير ثلاث قرى في مديرية نهم البوابة الشرقية لعاصمة صنعاء، وأضاف: «الهجوم المعاكس نفذته وحدات الجيش بعد خرق الميليشيات الهدنة وعدم التزامهم بها منذ الإعلان عنها في 10 أبريل (نيسان) الماضي».
وأوضح الشندقي أن الانقلابيين هاجموا فجر أمس مواقع المقاومة والجيش الوطني بمنطقة حريب نهم، وتصدى لهم المقاومة والجيش وقاموا بكسر هجومهم وتنفيذ عملية معاكسة تمكنوا من خلالها من تحرير مناطق واسعة من مديرية نهم هي «قرى آل عامر والضبيعة والذراع ونملة». إضافة إلى مواقع استراتيجية هي «الحمرة، ونصيب مفتاح، والشرية، والقصباء، والجامع، والقرين، والنجفة، والزعزوع، والمشبة، ومنفذ الشويحط الذي يسيطر على مناطق ووادي وسط».
وذكر ناطق باسم المقاومة أن الميليشيات الانقلابية - الحوثيون وقوات المخلوع صالح - في منطقة وسط في مرمى خط النيران ومحاصرون، مشيرًا إلى أن هجومهم على الميليشيات يأتي بعد استنفاد كل الخيارات لردعهم وإلزامهم بالهدنة التي رفضوا الالتزام بها.
وفي محافظة الجوف أكد عبد الله الأشرف المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية، أن الجيش والمقاومة أسرا 25 مسلحًا من الميليشيات على الأقل، في تقدم محدود لقوات الشرعية بمناطق الغيل والمصلوب والمتون. وذكر الأشرف لـ«الشرق الأوسط» أن هجوم الجيش جاء ردًا على محاولة للميليشيات للسيطرة على مواقع الجيش والمقاومة.
وأوضح أن الميليشيات هاجمت مساء أول من أمس الجيش والمقاومة، واستمر الهجوم حتى فجر أمس الثلاثاء، وتمكنت قوات الشرعية من كسر الهجوم والرد بهجوم مماثل على مواقع الميليشيات وكبدتهم خسائر في الأرواح، وغنمت المقاومة أطقم محملة بالعتاد العسكري، فيما فر المشرف العسكري للميليشيات، ويدعى أبو نجيب محسن بن مانع.
وفي العاصمة صنعاء، نفذت رابطة أمهات المختطفين صباح أمس وقفة احتجاجية أمام القصر الجمهوري الذي يدير المتمردون منه سلطتهم، احتجاجًا على استمرار اختطاف الآلاف من أبنائهن في سجون الميليشيات الانقلابية وتعرضهم للتعذيب اليومي، مما جعلهم يعلنون إضرابهم عن الطعام لليوم الخامس عشر على التوالي. وفي رسالة لأمهات المختطفين حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، ناشدن المجتمع الدولي الضغط على الميليشيات، لإطلاق سراح أبنائهن ووقف عمليات التعذيب بحقهم. وأحرقت المشاركات في الوقفة قطعة قماش عبارة عن الزي الشعبي الصنعاني تسمى «ستارة»، إضافة إلى حرق إحدى الأمهات ضفيرتها، كتعبير رمزي ودعوة إنسانية للوقوف إلى جانبهن في قضية أبنائهن المختطفين في سجون الميليشيات.
وفي سياق آخر قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح أمس الثلاثاء إثر انفجار عبوة ناسفة في إحدى قاعات كلية الآداب بجامعة صنعاء، خلال احتفال كان يقيمه المتمردون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية، بحسب مصدر أمني.
وأفاد المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية بـ«سقوط قتيلين وعدد من الجرحى في انفجار عبوة ناسفة في إحدى قاعات كلية الآداب» في الجامعة. وأوضح أن الانفجار وقع «أثناء احتفال للحوثيين بيوم الوحدة»، في إشارة لذكرى توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي في 22 مايو (أيار) 1990.
وسيطر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح على صنعاء منذ سبتمبر (أيلول) 2014. وتابعوا بعد ذلك تقدمهم للسيطرة على مناطق في وسط البلاد وشمالها، قبل تدخل التحالف العربي، إلى جانب قوات الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس (آذار) 2015. ومكن التحالف قوات هادي من استعادة خمس محافظات جنوبية منذ يوليو (تموز) الماضي، بينما تتواصل المعارك في محافظات أخرى. ولم تعلن أي جهة في الحال مسؤوليتها عن التفجير.
وسبق لتنظيم «داعش» أن تبنى سلسلة هجمات في صنعاء خلال العام الماضي أدت إلى مقتل العشرات.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.