الناظوري ينتقد السراج ويتعهد بطرد الميليشيات من طرابلس

الاتحاد الأوروبي وعد بمساعدات أمنية وعسكرية

الناظوري ينتقد السراج ويتعهد بطرد الميليشيات من طرابلس
TT

الناظوري ينتقد السراج ويتعهد بطرد الميليشيات من طرابلس

الناظوري ينتقد السراج ويتعهد بطرد الميليشيات من طرابلس

شن رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، اللواء عبد الرزاق الناظوري، هجوما حادا ولاذعا، أمس، ضد فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، فيما أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي استعداده لتقديم دعم أمني وعسكري إلى السراج بناء على طلبه الرسمي.
ووصف اللواء الناظوري، رئيس الوزراء الليبي الجديد بأنه «كرزاي ليبيا»، وتعهد بتحرير وشيك للعاصمة طرابلس من ميلشيات فجر ليبيا المتشددة التي تسيطر عليها منذ نحو عامين.
ووجه الناظورى في كلمة ألقاها أمس لدى مشاركته في حفل تخريج دفعة جديدة من القوات الخاصة التابعة للجيش الليبي، في مدينة الزنتان بالمنطقة الغربية، عدة رسائل أبرزها إلى حكومة السراج، حيث قال: «لن نقبل بحكومة الوصاية، ولن نقبل بوزراء كانوا يمولون الجماعات الإرهابية». وأضاف: «العاصمة طرابلس لا تبعد كثيرا عنا، نحن على بعد عشرة كيلومترات فقط من طرابلس وسنحررها قريبا». وزار الناظوري برفقة وزير الداخلية الليبي اللواء محمد المدني، المنطقة الغربية العسكرية، كما اجتمع مع عدد من ضباط وعناصر الجيش الليبي في قاعدة الوطية العسكرية.
إلى ذلك، رحب الاتحاد الأوروبي باستعداد رئيس الحكومة الجديدة فائز السراج للتعاون معه حول العملية البحرية الأوروبية في المتوسط، المعروفة باسم صوفيا، لمكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية والمساهمة في تحقيق أمن أوسع دعمًا للسلطات الليبية الشرعية.
وقال بيان صدر عقب اجتماع عقده وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، مساء أول من أمس، إنه وافق على تمديد تفويض العملية البحرية الأوروبية في المتوسط لمدة سنة أخرى، مشيرا إلى أنه تقرر إضافة مهمتين إضافيتين أخرى للدعم، تشمل بناء القدرات والتدريب وتبادل المعلومات مع خفر السواحل والبحرية الليبية بناء على طلب السلطات الليبية الشرعية.
كما أعلن أنه تقرر المساهمة في تبادل المعلومات، وكذلك تنفيذ حظر السلاح المفروض في أعالي البحار قبالة الساحل الليبي، بناء على قرار مجلس الأمن الجديد.
وبعدما شدد المجلس على أهمية استمرار التنسيق مع الشركاء الدوليين، مثل الأمم المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، أكد ما سماه الحاجة الملحة بشأن الوضع في ليبيا والتهريب والاتجار بالبشر بوسط البحر الأبيض المتوسط، موضحا أنه سيعمل على إجراءات الاتحاد الأوروبي ردًا على ذلك في الوقت المناسب.
وأعرب المجلس عن استنكاره فقدان كثير من الأرواح في البحر، وأثنى على الدور والعمليات التي قامت بها الدول الأعضاء لإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح البشرية.
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، قد كشفت مؤخرا عن تلقيها رسالة عبر الإلكتروني من السراج، يدعو فيها الاتحاد الأوروبي إلى المساهمة في تدريب خفر السواحل الليبيين. وقالت موغيريني إن السراج الذي لم يبسط سلطته بعد على كل البلاد، طلب «دعما سريعا للمساهمة في تدريب البحرية وخفر السواحل في ليبيا والجهاز الأمني».
وبانتظار صياغة تفاصيل المساعدة الأوروبية لليبيا، لفتت موغيريني إلى أنه سيتم التوصل لخطة عمل «في الأيام المقبلة».
وعلى الرغم من أن طلب السراج ما زال عاما، فإن الحكومات انقسمت بشأن مدى تدخلها في ليبيا. وقالت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إنها تريد رؤية تقديم حلف الناتو مزيدا لمساعدة البعثة البحرية للاتحاد الأوروبي ومشاركة بريطانية إيجابية.
في المقابل، قالت إيطاليا إنها ترغب في إرسال نحو خمسة آلاف فرد لمساعدة ليبيا، لكن ألمانيا وفرنسا قالتا إن أي تحرك لتدريب الشرطة وحرس الحدود لا بد أن يتم بالتنسيق مع حلف شمال الأطلنطي (الناتو) والأمم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.