«الداخلية» السعودية تواجه الفكر المتطرف بمسابقة لرسوم الكاريكاتير

معرض متنقل بين الرياض وجدة والدمام لكل الرسومات المشاركة

«الداخلية» السعودية تواجه الفكر المتطرف بمسابقة لرسوم الكاريكاتير
TT

«الداخلية» السعودية تواجه الفكر المتطرف بمسابقة لرسوم الكاريكاتير

«الداخلية» السعودية تواجه الفكر المتطرف بمسابقة لرسوم الكاريكاتير

في موازاة الجهود الأمنية لملاحقة المتطرفين، أطلقت السعودية مسابقة لمواجهة الفكر المتطرف عبر الرسوم الكاريكاتيرية.
وتحمل المسابقة التي أطلقتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية اسم: «رسوم الكاريكاتير في مواجهة الفكر المتطرف».
وأوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام بالوزارة اللواء الدكتور محمد بن عبد الله المرعول، في بيان أمس، أن المسابقة تفسح المجال أمام الرسامين الهواة والمحترفين في جميع أرجاء الوطن، «إيمانًا بأهمية التوعية للفرد والمجتمع، وضرورة الإسهام في تنمية فكر الشباب، وبيان خطورة الفكر المتطرف»، مشيرًا إلى أن المسابقة تأتي في إطار الشراكة مع الجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة.
وأضاف أن فعاليات المسابقة ستشمل إقامة معرض متنقل بين الرياض وجدة والدمام، لكل الرسومات المشاركة بعد نهايتها، كما يقام على هامشها مرسم للأطفال.
وبيّن اللواء المرعول أن تتويج الفائزين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى سيتم أثناء الاحتفال باليوم الوطني للمملكة، وسيحصل الفائز بالمركز الأول على 15 ألف ريال مع شهادة تقدير ودرع، والفائز بالمركز الثاني على 10 آلاف ريال مع شهادة تقدير ودرع، والفائز بالمركز الثالث على 5 آلاف ريال مع شهادة تقدير ودرع، إضافة إلى نشر أجمل 30 مشاركة على صفحات أبرز الصحف المحلية.
وتطرق إلى المواصفات الفنية للأعمال، وهي أن تكون لوحات الكاريكاتير أصلية فكرة ورسمًا وموضوعًا، وليست منقولة ولا مقتبسة، وأن يكون محتواها الفني من إبداع المتسابقين، وأن تكون الخطوط الخارجية مرسومة بالحبر الأسود بشكل يدوي أو رقمي، وأن تكون ملونة بشكل يدوي أو رقمي، وأن ترسل الأعمال بدرجة وضوح لا تقل عن dpi300 ولا تزيد على dpi500، وأن تكون مناسبة للتكبير والطباعة على ورق A3 بوضوحٍ عالٍ.
وأشار إلى أن شروط المسابقة تتضمن أن تعبر الأعمال عن أهمية محاربة التطرف والأثر الإيجابي للتصدي للتطرف على الفرد والمجتمع بشكل عام، وأن تصور أعمال المتسابقين الآثار السلبية للتطرف بمختلف أشكاله، وترسل مشاركات المتسابقين على الإيميل: [email protected]، وألا تقل لوحات كل متسابق عن اثنتين ولا تزيد على أربع، مع توضيح الاسم الثلاثي، وعناوين الاتصال لكل متسابق في البريد الإلكتروني المرسل، لافتًا إلى أن المشاركات ستقفل بتاريخ 30/ 10/ 1437هـ، وستعلن النتيجة في نهاية شهر ذي القعدة، وستكون حقوق الملكية لكل الأعمال المشاركة في المسابقة للوزارة للاستفادة منها في برامجها التوعوية.
ودعا مدير عام العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية، الرسامين الهواة والمحترفين إلى المشاركة في هذه المسابقة لدعمها، وذلك في إطار المسار النشاطي المعرفي للوزارة الذي يسهم في التواصل والتفاعل والتقارب مع المجتمع. وتأتي كذلك ضمن منظومة تشجيع المواهب واكتشاف المنتج الإبداعي لتطويعه في خدمة المجال التوعوي الأمني.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».