العراق: اقتحام المنطقة الخضراء للمرة الثانية.. ومقر الحكومة الهدف الجديد

بغداد تعيش يومًا عصيبًا.. وناشطون: لم نتوقع الرصاص الحي * أصوات برلمانية تدعو الجهات الأمنية إلى ضبط النفس

مخترقو المنطقة الخضراء من أنصار الصدر أمس (رويترز)
مخترقو المنطقة الخضراء من أنصار الصدر أمس (رويترز)
TT

العراق: اقتحام المنطقة الخضراء للمرة الثانية.. ومقر الحكومة الهدف الجديد

مخترقو المنطقة الخضراء من أنصار الصدر أمس (رويترز)
مخترقو المنطقة الخضراء من أنصار الصدر أمس (رويترز)

في ثاني عملية اختراق خلال أقل من أشهر، اقتحم متظاهرون المنطقة الخضراء في بغداد، مستهدفين مقر الحكومة، ووصلوا إلى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، وفقا لما نقلته وكالات الأنباء أمس.
وينتمي أغلب المقتحمين للتيار الصدري وجماعات أخرى، أغضبهم فشل الحكومة في إقرار إصلاحات لمكافحة الفساد وفي توفير الأمن.
وحظرت السلطات العراقية التجول في العاصمة، وأعلن التلفزيون الرسمي حالة الطوارئ القصوى إثر الاقتحام، في حين أفادت وكالة الأنباء الألمانية بمقتل 3 متظاهرين وإصابة 22 آخرين بعد إطلاق الرصاص عليهم من قبل قوات حماية المنطقة الخضراء وإطلاق قنابل مسيلة للدموع.
وتجمع المتظاهرون في مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي، ومكتب المركز الصحافي، وأقسام الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والبرلمان العراقي.
وتمركزت أعداد كبيرة من المتظاهرين داخل مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء والبرلمان العراقي، رغم إطلاق النار عليهم من قبل قوات حماية المنطقة الخضراء.
وتسمع أصوات سيارات الإسعاف وهي تهرع لنقل المصابين إلى المستشفيات في حالة من الاضطراب الأمني.
واستخدمت قوات عراقية أمس (الجمعة) قنابل مسيلة للدموع لتفريق مظاهرات نظمها المئات من العراقيين قرب إحدى بوابات المنطقة الخضراء للمطالبة بإصلاحات ومعاقبة الفاسدين.
وقال شهود عيان: «إن قوات عراقية من مختلف الصنوف شوهدت تنتشر لمنع تدفق المتظاهرين».
وردد المحتجون هتافات تناشد الجيش بعدم الوقوف في صف الفساد، وواجهوا في بداية الأمر مقاومة شديدة من قوات الأمن، لكنهم تمكنوا في النهاية من اقتحام المنطقة المحصنة والدخول إلى مكتب رئيس الوزراء.
وتجمع آلاف من المتظاهرين أمس في ساحة التحرير قبل أن ينطلقوا باتجاه المنطقة الخضراء، رافعين أعلاما عراقية، مرددين «سلمية، سلمية».
وحاول المتظاهرون الدخول، لكن قوات الأمن التي انتشرت بشكل كثيف منعتهم، وأطلقت باتجاههم قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية، كما استخدمت خراطيم المياه لتفريقهم، حتى أن عددا من المتظاهرين تعرضوا لحالات من الاختناق إثر استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع.
وعاش العراقيون في العاصمة العراقية بغداد، خصوصا المقيمين قرب المنطقة الخضراء، في جانبي الكرخ والرصافة، أحداثا قلقة ومخيفة للغاية، وهم يسمعون إطلاق الرصاص وانتشار المروحيات في سماء المنطقة وما يحيط بها.
من جهته، حمل حامد المطلك، النائب عن كتلة الوطنية، التي يتزعمها إياد علاوي، وعضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، «الحكومة ومجلس النواب ما وصلت له الأوضاع من تأزم أمني في بغداد».
وقال المطلك لـ«الشرق الأوسط»، في بغداد أمس، «ماذا كانت تتوقع رئاستا مجلس الوزراء ومجلس النواب من الشعب العراقي المظلوم الذي أوغل في ظلمه ومصادرة حقوقه وأمواله وحياته، حيث يتعرض العراقيون للاختطاف والقتل من قبل ميلشيات مسلحة، حتى أن العراقيين لم يعودوا يعرفون من يحكمهم، الميلشيات أم إيران، وهذا الظلم يجب أن توضع له حدود إذ بلغ السيل الزبى».
وأضاف المطلك قائلا إن «المتظاهرين الذين يحملون الأعلام العراقية فقط تعبيرا عن سلمية مطالبهم، تلقوا اليوم الرصاص الحي بصدورهم لإنهاء الظلم الذي يتعرضون له، والذي أدى إلى تهجير الناس من مدنهم وهجرة الشباب من بلدهم والغرق في بحر إيجة، بينما يهتم القادة السياسيون المسيطرون على زمام الأمور بامتيازاتهم ومصالحهم وحياتهم».
وقال إن «العراقيين لم يسكتوا على الظلم، وهذه المظاهرات هي بداية الإعلان عن إصرار الناس على تغيير الأوضاع السياسية في البلد». متوقعا أن «تستمر هذه المظاهرات حتى تذعن الحكومة والبرلمان لتحقيق المطالب المشروعة للعراقيين».
وفيما إذا كان رئيسا مجلس النواب والوزراء سيبقون في مناصبهم بعد هذه الأحداث، قال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية: «إذا لم يقم مجلس النواب ومجلس الوزراء بإصلاحات جذرية حقيقية تحقق مطالب الشعب العراقي، فإننا سنطالب بإقالتهم، بل إن الشعب العراقي سيدعو لإقالتهم». مطالبا بتشكيل «حكومة إنقاذ وطني تحضر لانتخابات مبكرة مع تغيير المفوضية العليا للانتخابات التابعة للأحزاب السياسية»، ودعا الأجهزة الأمنية إلى «ضبط النفس وعدم استخدام الرصاص، فالرصاص لا يوجه لصدور العراقيين، بل لأعداء العراق، وفي الوقت ذاته أحيي المتظاهرين لسلمية ممارساتهم».
وأعرب المطلك عن مخاوفه من قيام الجماعات المسلحة المنفلتة بالسيطرة على الشارع ببغداد أو بقية المحافظات، لا سيما أن «الحكومة غير قادرة على السيطرة على هذه المجاميع».



الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.