الخلافات تتجدد بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب الهجرة

أنقرة تستدعي هانزيورج بسبب تصريحاته حول الاتفاق بين الجانبين

الخلافات تتجدد بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب الهجرة
TT

الخلافات تتجدد بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب الهجرة

الخلافات تتجدد بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب الهجرة

استدعت تركيا سفير الاتحاد الأوروبي لديها إلى وزارة الخارجية في أنقرة، الأسبوع الحالي، عقب تصريحات مثيرة للجدل أدلى فيها بشأن اتفاق للهجرة جرى إبرامه بين الجانبين.
وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية، أمس، أن اللقاء مع الدبلوماسي الألماني هانزيورج هابر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، جاء عقب تصريحات أدلى بها للصحافيين الأسبوع الماضي. ونقل عن هابر قوله «لدينا مثل يقول ابدأ كالأتراك، لكن أكمل عملك كالألمان. لكن يبدو أن الأمر على العكس هنا».
وأكدت مايا كوسيانسيتش، المتحدثة باسم سياسة الشؤون الخارجية التركية، أول من أمس، أنه تم استدعاء هابر إلى وزارة الخارجية، مضيفة أنه «أوضح» فحوى تصريحاته، وحدد موقف الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاق الهجرة.
وبموجب الاتفاق، فقد وافقت تركيا على إعادة المهاجرين الذين انطلقوا من شواطئها وبلغوا الجزر اليونانية، مقابل مجموعة من التنازلات الأوروبية، ومن أهمها لدى أنقرة الدخول من دون تأشيرة لمواطني تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ويأتي أحدث خلاف دبلوماسي وسط مناقشات محتدمة بشأن مسألة التأشيرة، وفي وقت ما زال يتوجب فيه على أنقرة الوفاء بخمس نقاط من أصل 72 نقطة قبل منحها الدخول من دون تأشيرة للاتحاد الأوروبي.
وأعلن البرلمان الأوروبي الشهر الحالي أنه لن يدرس مقترح تحرير التأشيرة حتى تغير أنقرة قوانين الإرهاب الخاصة بها، وهي إحدى النقاط العالقة.
وهاجم المسؤولون الأتراك استخدام المسؤول الأوروبي هانزيورج هابر عبارة باللغة الألمانية لوصف كيف أن الاتفاق بدأ يواجه بعض المشكلات، وهو الاتفاق الذي يقضي بتسهيل إجراءات دخول الأتراك لأوروبا دون تأشيرات مقابل مساعدة تركيا في منع سفر اللاجئين.
وتبحث تركيا والاتحاد الأوروبي إلغاء تأشيرات الدخول منذ 2013. وقد اتفقا في مارس (آذار) الماضي على المضي قدما في تلك الخطوة في إطار اتفاق يقضي بوقف تدفق موجات المهاجرين بصورة غير مشروعة من تركيا إلى دول الاتحاد. لكن التقدم توقف حين تمسك الاتحاد الأوروبي بأن تعدل أنقرة قانون مكافحة الإرهاب ليتسنى البدء في جزء آخر من الاتفاق، يتعلق بمفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد. وقالت تركيا إن ذلك غير وارد.
وقال مصدر بوزارة الخارجية «لقد نقلنا للسفير الغضب الذي شعرنا به بسبب تعليقاته وعبرنا عن إدانتنا للتعبيرات التي استخدمها».
وتقول تركيا إن الاتحاد الأوروبي يطالبها بتخفيف قوانين مكافحة الإرهاب، التي يقول بعض القادة الأوروبيين والجماعات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إنها تستغل لقمع المعارضة. كما يؤكد الأتراك أن ذلك غير وارد في وقت تحارب فيه الدولة مسلحين أكراد وآخرين من تنظيم داعش.
وانتقد الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي، فولكان بوزقر، تعليقات هابر، وقال إنها غير ملائمة لوضعه بصفته سفيرا، وطالبه بتفسير معناها.



الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الاحترار يتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية في 2023 و2024

آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)
آثار الجفاف في جنوب كاليفورنيا يوليو الماضي (أ.ف.ب)

تجاوز الاحترار خلال العامين الأخيرين في المتوسط عتبة 1.5 درجة مئوية التي حدّدتها اتفاقية باريس، ما يؤشر إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة غير مسبوق في التاريخ الحديث، بحسب ما أفاد، الجمعة، مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. وكما كان متوقعاً منذ أشهر عدة، وأصبح مؤكَّداً من خلال درجات الحرارة حتى 31 ديسمبر (كانون الأول)، يُشكّل 2024 العام الأكثر حرّاً على الإطلاق منذ بدء الإحصاءات سنة 1850، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مرصد «كوبرنيكوس» الأوروبي. ومن غير المتوقع أن يكون 2025 عاماً قياسياً، لكنّ هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حذّرت من أن هذه السنة يُفترض أن تكون من الأعوام الثلاثة الأكثر حراً على الأرض.

اتفاقية باريس

وسنة 2025، العام الذي يعود فيه دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يتعيّن على الدول أن تعلن عن خرائط الطريق المناخي الجديدة، التي تُحَدَّث كل خمس سنوات في إطار اتفاقية باريس. لكن خفض انبعاث الغازات الدفيئة المسبّبة للاحترار يتعثر في بعض الدول الغنية؛ إذ لم تستطع الولايات المتحدة مثلاً خفض هذا المعدّل سوى بـ0.2 في المائة في العام الماضي، بحسب تقرير «كوبرنيكوس». ووفق المرصد، وحده عام 2024 وكذلك متوسط عامي 2023 و2024، تخطى عتبة 1.5 درجة مئوية من الاحترار، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، قبل أن يؤدي الاستخدام المكثف للفحم والنفط والغاز الأحفوري إلى تغيير المناخ بشكل كبير.

احترار المحيطات

خلف هذه الأرقام، ثمّة سلسلة من الكوارث التي تفاقمت بسبب التغير المناخي؛ إذ طالت فيضانات تاريخية غرب أفريقيا ووسطها، وأعاصير عنيفة في الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي. وتطال الحرائق حالياً لوس أنجليس، وهي «الأكثر تدميراً» في تاريخ كاليفورنيا، على حد تعبير الرئيس جو بايدن.

قال علماء إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (أ.ب)

اقتصادياً، تسببت الكوارث الطبيعية في خسائر بقيمة 320 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم خلال العام الماضي، بحسب ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة «ميونيخ ري» لإعادة التأمين. من شأن احتواء الاحترار عند عتبة 1.5 درجة مئوية بدلاً من درجتين مئويتين، وهو الحد الأعلى الذي حدّدته اتفاقية باريس، أن يحدّ بشكل كبير من عواقبه الأكثر كارثية، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي. وتقول نائبة رئيس خدمة التغير المناخي (C3S) في «كوبرنيكوس»، سامانثا بيرجس: «إنّ كل سنة من العقد الماضي كانت أحد الأعوام العشرة الأكثر حرّاً على الإطلاق».

ويستمرّ الاحترار في المحيطات، التي تمتصّ 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية. وقد وصل المتوسّط السنوي لدرجات حرارة سطح المحيطات، باستثناء المناطق القطبية، إلى مستوى غير مسبوق مع 20.87 درجة مئوية، متجاوزاً الرقم القياسي لعام 2023.

«النينيا»

التهمت حرائق غابات الأمازون في شمال البرازيل سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بالإضافة إلى التأثيرات المباشرة لموجات الحرّ البحرية على الشعاب المرجانية أو الأسماك، يُؤثّر الاحترار الدائم للمحيطات على التيارات البحرية والجوية. وتطلق البحار التي باتت أكثر احتراراً مزيداً من بخار الماء في الغلاف الجوي، مما يوفر طاقة إضافية للأعاصير أو العواصف. ويشير مرصد «كوبرنيكوس» إلى أن مستوى بخار الماء في الغلاف الجوي وصل إلى مستوى قياسي في عام 2024؛ إذ تجاوز متوسطه لفترة 1991 - 2020 بنحو 5 في المائة. وشهد العام الماضي انتهاء ظاهرة «النينيو» الطبيعية التي تتسبب بالاحترار وبتفاقم بعض الظواهر المتطرفة، وبانتقال نحو ظروف محايدة أو ظاهرة «النينيا» المعاكسة. وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت في ديسمبر من أنّ ظاهرة «النينيا» ستكون «قصيرة ومنخفضة الشدة»، وغير كافية لتعويض آثار الاحترار العالمي.