محامي بيستوريوس يحاول إثبات حبه لصديقته المتهم بقتلها

عبر رسائل نصية وفيلم يصورهما في سوبر ماركت

بيستوريوس وقد بدا عليه التأثر في المحكمة أمس (رويترز)
بيستوريوس وقد بدا عليه التأثر في المحكمة أمس (رويترز)
TT

محامي بيستوريوس يحاول إثبات حبه لصديقته المتهم بقتلها

بيستوريوس وقد بدا عليه التأثر في المحكمة أمس (رويترز)
بيستوريوس وقد بدا عليه التأثر في المحكمة أمس (رويترز)

بعد عرض الرسائل الرقمية بين ريفا ستينكامب وأوسكار بيستوريوس التي أشارت إلى وجود مشكلات في العلاقة بينهما قلل محامي بيستوريوس أمس الثلاثاء من أهمية الأدلة وحاول إثبات العكس.
وقال المحامي باري روكس إن الأغلبية العظمى من الرسائل النصية التي جرى تفريغها من على الهواتف الجوالة لهما تشير إلى أنهما كانا حبيبين.
وكانت المحكمة قد استجوبت في اليوم الخامس عشر من محاكمة بيستوريوس المحامي خبير الهواتف الجوالة من الشرطة فرانسوا مولر الذي تولى تفريغ أكثر من 1700 رسالة نصية تبادلها بيستوريوس وستينكامب، واعتمد مولر على تحليل المعلومات الموجودة على أجهزة الهاتف والآيباد التي جمعت من منزل بيستوريوس بعد الحادث. وجدير بالذكر أن فريق التقصي لم يستطع تشغيل جهاز آيفون الخاص بالمتهم لعدم حصولهم على كلمة المرور التي قال بيستوريوس إنه نسيها، واضطر الفريق للسفر إلى الولايات المتحدة للقاء خبراء شركة أبل لمساعدتهم في فتح الجهاز.
وخلال شهادته قدم مولر رسائل تصور بيستوريوس كرجل غيور سيئ الطباع كانت ستينكامب تخشاه. وأضاف مولر للمحكمة أن بيستوريوس وستينكامب تبادلا خمسة اتصالات تليفونية يوم الجريمة.
وفي دفاعه أشار روكس إلى أن أربع رسائل فقط كانت تشير إلى وجود خلافات، في حين أن أكثر من 90 في المائة من الرسائل يعكس علاقة طبيعية يسودها الحب. واستدل أيضا بأن بيستوريوس كان يدعو ستينكامب في الرسائل بألفاظ ودودة منها «صغيرتي» و«ملاكي».
وقبل أسبوعين من الحادث الذي وقع في فبراير (شباط) 2013، كتبت عارضة الأزياء لصديقها في رسالة «الحقيقة، أفتقدك».. ورد بيستوريوس برسالة كتب فيها «أفتقدك كثيرا للغاية».
ومع ذلك، جاء في رسالة من ستينكامب إلى صديقها قبل الحادث بأسبوع «لا يمكن أن أتعرض لهجوم من آخرين بسبب مواعدتي لك ولهجوم منك - الشخص الذي أستحق حمايته».
وخلال ذلك كان بيستوريوس مشغولا بقراءة الرسائل التي قدمها مولر وقام بالحديث مع أعضاء فريق الدفاع أكثر من مرة لتوضيح بعض العبارات والكلمات التي وردت في الرسائل. ومن المتوقع أن يستدعي الدفاع بيستوريوس لمنصة الشهود عند عودة المحكمة للانعقاد يوم بعد غد الجمعة.
كما قامت المحكمة بمشاهدة فيلم فيديو من كاميرا المراقبة في أحد محال السوبر ماركت حيث كان بيستوريوس وستينكامب يتبضعان واستخدم محامي الدفاع ذلك الفيلم للدلالة على العلاقة القوية بين الاثنين.
وغلب التأثر والدة ستينكامب وبعض قريباتها عند قراءة الرسائل وعرض الفيديو.
ويواجه بيستوريوس - بطل أولمبياد المعاقين والذي شارك في أولمبياد الأسوياء للمرة الأولى خلال أولمبياد لندن عام 2012 - تهمة قتل ستينكامب عمدا بإطلاق النار عليها من خلال باب مغلق بينما كانت داخل حمام شقته في بريتوريا. ويقول بيستوريوس إنه أعتقد أن لصا داخل الحمام.
وقال مولر إنه فور إطلاق النار، أجرى بيستوريوس اتصالات هاتفية بمدير المبنى الذي يعيش به وبالإسعاف وأمن المبنى وبصديقه جاستن ديفاريس ووالده ومدير أعماله.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».