بدلة باللون الأزرق.. كيف توظفها؟

تأتي بدرجات تتنوع حسب المناسبات

بدلة كلاسيكية من تصميم جون فيزوني لدار «سيفونيلي» الباريسية و بدلة زرقاء مائلة للبنفسجي من «بيرلوتي» و بدلة تجمع الأناقة بالعصرية من «ريتشارد جيمس» و بدلة زرقاء شبابية  من «بيرلوتي»
بدلة كلاسيكية من تصميم جون فيزوني لدار «سيفونيلي» الباريسية و بدلة زرقاء مائلة للبنفسجي من «بيرلوتي» و بدلة تجمع الأناقة بالعصرية من «ريتشارد جيمس» و بدلة زرقاء شبابية من «بيرلوتي»
TT

بدلة باللون الأزرق.. كيف توظفها؟

بدلة كلاسيكية من تصميم جون فيزوني لدار «سيفونيلي» الباريسية و بدلة زرقاء مائلة للبنفسجي من «بيرلوتي» و بدلة تجمع الأناقة بالعصرية من «ريتشارد جيمس» و بدلة زرقاء شبابية  من «بيرلوتي»
بدلة كلاسيكية من تصميم جون فيزوني لدار «سيفونيلي» الباريسية و بدلة زرقاء مائلة للبنفسجي من «بيرلوتي» و بدلة تجمع الأناقة بالعصرية من «ريتشارد جيمس» و بدلة زرقاء شبابية من «بيرلوتي»

عندما يتعلق الأمر بالبدلة، فإن الألوان الداكنة، مثل الكحلي الأسود وما شابهها، أول ما يتبادر إلى ذهن الرجل، فهذه الدرجات مضمونة بحكم تعوده عليها، يليها الرمادي لما يتمتع به أيضًا من تنوع في درجاته، الأمر الذي يجعل تنسيقه سهلا. لكن هذا لا يعني أن ألوانا أخرى لا تحظى بنفس الشعبية والإقبال، في السنوات الأخيرة، حيث بدأ الرجل يُقبل على الموضة من ناحية، ويتقبل بعض جرأتها من ناحية ثانية، وليس أدل على هذا من اللون الأزرق الذي بات البعض يعتبره البديل الأمثل للأسود في المناسبات المهمة خصوصا. فعدا أنه مناسب لكل الفصول والمناسبات، بما فيها الحفلات الكبيرة والمقابلات الرسمية، فهو أيضًا لون سترات «البلايزر» المفضل، وبالتالي يناسب الرحلات البحرية على اليخوت.
ولا يختلف اثنان على أنه كلما كان غامقا اكتسب كلاسيكية أكبر، علما بأن درجاته قد تتراوح بين السماوي الفاتح إلى الداكن الذي يقارب الكحلي أحيانا. وكثير من بيوت الأزياء طرحته بتصاميم إما رسمية للغاية، بسترة مزدوجة مثل «دانهيل»، أو ياقات بلون مختلف، لا سيما في التوكسيدو، مثل «سيفونيللي» الفرنسية، وإما بتصاميم شبابية، بسترة محددة على الجسم، قصيرة بصف أزرار واحد، مثل «بيرلوتي» و«بيربري» و«ريتشارد جيمس» وغيرها. ورغم أن القاعدة الذهبية عندما يتعلق الأمر بالبدلة عموما، أن تكون على مقاس صاحبها وبقماش جيد، فإن هناك أبجديات أخرى لا بأس من التعرف عليها حتى لا يتحول المظهر إلى ممل وعادي، فقط لأن الألوان غير متناسقة أو تصميم الحذاء غير مناسبا.
- إذا لم تكن جريئا، فإن تنسيق بدلة زرقاء مع قميص أبيض أو سماوي أو وردي خفيف هو الأضمن والأسهل، فيما يمكن أن يكون الحذاء بلون بني أو أسود، حسب الإطلالة التي تطمح إليها ودرجة الأزرق في البدلة. فكلما كانت داكنة تناغمت مع الأسود والبني على حد سواء، أما إذا كانت فاتحة، فيفضل أن يكون الحذاء بنيا.
- بالنسبة لربطة العنق، فإن الاختيارات كثيرة، وليس هناك قيود. ومع ذلك، لا بأس من الإشارة إلى أن أنها بالأسود أو الأزرق الداكن دارجة وتميل إلى الكلاسيكية. والأحمر والأخضر أيضًا ممكنان لضخ بعض اللون على الإطلالة ككل. أما إذا اخترتها بالأزرق، فيفضل أن تكون أخف من لون البدلة بدرجتين.
- إذا كانت البدلة بدرجة لون أزرق بترولي، أي تدخل فيه لمسة خفيفة جدا من اللون الأخضر، فإن اختيار لون ربطة عنق بدرجة من درجات الأخضر من شأنها أن تضفي عليك بعض الديناميكية، خصوصا إذا كان القميص أبيض.
- إذا كانت البدلة شبابية، أي بسترة قصيرة ومحددة عند الخصر والأكتاف، وببنطلون يظهر منه الكاحل، فيمكن تنسيقها مع «تي - شيرت» بولو وحذاء رياضي، بدون جوارب، لمظهر منطلق هذا الصيف.
- في كل الحالات، يجب تجنب ارتداء جوارب بلون أسود هنا لأن المتعارف عليه أن تكون ألوان الجوارب قريبة من لون البنطلون.
- في أماكن العمل والمقابلات الرسمية، يمكن اختيار القميص مقلما بخطوط رفيعة بالأزرق، وإكمال المظهر بحذاء «أوكسفورد» المتميز بأربطة، بلون بني كستنائي
- للمناسبات العادية التي تريد فيها إظهار لمستك الخاصة، يمكن تنسيق البدلة مع قميص بمربعات كبيرة، مع منديل يُربط حول الرقبة، بدل ربطة العنق الرسمية، على أن يكون الحذاء بتصميم «اللوفر»، أي دون أربطة، مع الاستغناء عن الجوارب
- في الشتاء، يفضل أن تكون البدلة غامقة من الصوف أو الكشمير، وفي الصيف من الكتان أو القطن بدرجات خفيفة، يتم تنسيقها مع قميص أبيض، ومن دون ربطة عنق.
- الأزرق اليشبي أو السماوي مناسبان للصيف، خصوصا إذا كانت البدلة من الكتان بصف أزرار واحد. فهي هنا تكون شبابية وعصرية، ما يفتح المجال لإضافة بعض التفاصيل الكلاسيكية عليها، مثل قميص مفصل أبيض ومنديل جيب بألوان من نفس «الفصيلة»، لكن بدرجات أقوى.
- بدرجاته الغامقة، يناسب اللون الأزرق مناسبات المساء والسهرة والأعراس. فهو في هذه الحالة بديل أنيق للأسود، علما أن هذه الدرجات الداكنة عندما تكون بتقليمات، فإنها تكتسب رسمية مناسبة لأماكن العمل والمقابلات الرسمية.



الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
TT

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)
في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

تحظى سراويل الجينز اليابانية المصبوغة يدوياً بلون نيلي طبيعي، والمنسوجة على أنوال قديمة، باهتمام عدد متزايد من عشاق الموضة، الذين لا يترددون في الاستثمار في قطع راقية بغض النظر عن سعرها ما دامت مصنوعةً باليد. وعلى هذا الأساس يتعامل كثير من صُنَّاع الموضة العالمية مع ورشات يابانية متخصصة في هذا المجال؛ فهم لا يزالون يحافظون على كثير من التقاليد اليدوية في صبغ قطنه وتصنيعه من الألف إلى الياء.

يوضع القطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن لا يلوّنها وحدها بل أيضاً أيدي العاملين (أ.ف.ب)

داخل مصنع «موموتارو جينز» الصغير في جنوب غربي اليابان، يغمس يوشيهارو أوكاموتو خيوط قطن في وعاء يحتوي على سائل أزرق داكن يلوّن يديه وأظافره في كل مرّة يكرر فيها العملية. يتم استيراد هذا القطن من زيمبابوي، لكنّ الصبغة النيلية الطبيعية المستخدَمة مُستخرجةٌ في اليابان، ويؤكد أوكاموتو أنّ لونها غني أكثر من الصبغات الاصطناعية. وكانت هذه الطريقة التي يشير إلى أنها «مكلفة» و«تستغرق وقتاً طويلاً»، شائعةً لصبغ الكيمونو في حقبة إيدو، من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر.

العمل في هذه المصانع صارم فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع من صبغة إلى خياطة (أ.ف.ب)

وتشكِّل «موموتارو جينز» التي أسستها عام 2006 «جابان بلو»، إحدى عشرات الشركات المنتِجة لسراويل الجينز، ويقع مقرها في كوجيما، وهي منطقة ساحلية تشتهر بجودة سلعها الحرفية، بعيداً عن سراويل الجينز الأميركية المُنتَجة على نطاق صناعي واسع. ويقول رئيس «جابان بلو»، ماساتاكا سوزوكي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نحن صارمون جداً فيما يتعلق بمختلف جوانب التصنيع». ويشمل ذلك «جودة الخياطة والصبغة»، ما يجعل الاعتماد على مهارات التصنيع التقليدية للحرفيين المحليين، مسألة ضرورية.

بيد أن كل ما هو منسوج يدويا ومصنوع بهذا الكم من الحرفية له تكلفته، إذ يبلغ سعر النموذج الرئيسي من الجينز الذي تنتجه «موموتارو» نحو 193 دولاراً. أما النموذج الأغلى والمنسوج يدوياً على آلة خشبية محوّلة من آلة نسج كيمونو فاخرة، فيتخطى سعره 1250 دولاراً.

يعمل أحد الحرفيين على تنفيذ بنطلون جينز باليد بصبر رغم ما يستغرقه من وقت (أ.ف.ب)

ومع ذلك، ازداد الاهتمام بما تنتجه «جابان بلو» على أساس أنها إحدى ماركات الجينز الراقية على غرار «إيفيسو»، و«شوغر كين». وتمثل الصادرات حالياً 40 في المائة من مبيعات التجزئة، كما افتتحت الشركة أخيراً متجرها السادس في كيوتو، ويستهدف السياح الأثرياء بشكل خاص. يشار إلى أن صناعة الجينز ازدهرت في كوجيما بدءاً من ستينات القرن العشرين لما تتمتع به المنطقة من باع طويل في زراعة القطن وصناعة المنسوجات. وخلال حقبة إيدو، أنتجت المدينة حبالاً منسوجة للساموراي لربط مقابض السيوف. ثم تحوّلت بعد ذلك إلى صناعة «تابي»، وهي جوارب يابانية تعزل إصبع القدم الكبير عن الأصابع الأخرى، وانتقلت فيما بعد إلى إنتاج الأزياء المدرسية.

تعدّ سراويل الجينز الياباني من بين أغلى الماركات كونها مصنوعة ومصبوغة باليد (أ.ف.ب)

ويقول مايكل بندلبيري، وهو خيّاط يدير مشغل «ذي دينيم دكتور» لتصليح الملابس في بريطانيا، إنّ سوق سراويل الجينز اليابانية «نمت خلال السنوات الـ10 إلى الـ15 الماضية». ومع أنّ محبي الجينز في الدول الغربية يبدون اهتماماً كبيراً بهذه السراويل، «لا يمكن للكثيرين تحمل تكاليفها»، بحسب بندلبيري. ويتابع قائلاً: «إن ماركات الجينز ذات الإنتاج الضخم مثل (ليفايس) و(ديزل) و(رانغلر) لا تزال الأكثر شعبية، لكن في رأيي تبقى الجودة الأفضل يابانية». ويرى في ضعف الين وازدهار السياحة فرصةً إضافيةً لانتعاش سوق هذه السراويل.

رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها فإن الأنوال القديمة لا تزال هي المستعملة احتراماً للتقاليد (أ.ف.ب)

يعزز استخدام آلات النسيج القديمة رغم هشاشتها والضجيج الذي ينبعث منها، وبالتالي لا تملك سوى رُبع قدرة أنوال المصانع الحديثة، من سمعة «موموتارو جينز» التي تعود تسميتها إلى اسم بطل شعبي محلي. وغالباً ما تتعطَّل هذه الأنوال المصنوعة في الثمانينات، في حين أنّ الأشخاص الوحيدين الذين يعرفون كيفية تصليحها تزيد أعمارهم على 70 عاماً، بحسب شيغيرو أوشيدا، وهو حائك حرفي في موموتارو.

يقول أوشيدا (78 عاماً)، وهو يمشي بين الآلات لرصد أي صوت يشير إلى خلل ما: «لم يبقَ منها سوى قليل في اليابان» لأنها لم تعد تُصنَّع. وعلى الرغم من تعقيد هذه الآلات، فإنه يؤكد أنّ نسيجها يستحق العناء، فـ«ملمس القماش ناعم جداً... وبمجرّد تحويله إلى سروال جينز، يدوم طويلاً».