طائرات الدرون.. لنقل اللقاحات للمجتمعات النائية

مبادرة جديدة من 3 شركات عالمية

عملية وضع طائرة الدرون من «زيبلاين» على منصة الإطلاق  أثناء عرض توضيحي في سان فرانسيسكو (رويترز)
عملية وضع طائرة الدرون من «زيبلاين» على منصة الإطلاق أثناء عرض توضيحي في سان فرانسيسكو (رويترز)
TT

طائرات الدرون.. لنقل اللقاحات للمجتمعات النائية

عملية وضع طائرة الدرون من «زيبلاين» على منصة الإطلاق  أثناء عرض توضيحي في سان فرانسيسكو (رويترز)
عملية وضع طائرة الدرون من «زيبلاين» على منصة الإطلاق أثناء عرض توضيحي في سان فرانسيسكو (رويترز)

لم تعد المسافة أو الطرق الوعرة أو عدم وجود مواصلات سريعة عائقًا أمام توصيل الأدوية واللقاحات للمرضى، فالتكنولوجيا في تطور مستمر وهو ما يغير بشكل كبير في خطط الوقاية من الأمراض والأوبئة.
وكمثال لذلك ما أعلنته مؤسسة «يو بي إس» (UPS) للشحن والخدمات اللوجيستية من قيام شراكة مع شركة «زيبلاين» ((ZIPLINE المتخصصة في صناعة الأنظمة الآلية وشركة اللقاحات الشهيرة «GAVI»، بغرض دراسة استخدام الطائرات دون طيار (درون) لنقل الأدوية الهامة واللقاحات والدم إلى جميع أنحاء العالم بسرعة تضمن وصولها للمحتاجين لها ودون أن تتعرض للتلف.
وكبداية للمشروع أطلقت «UPS» المبادرة في رواندا عبر منحة قدرها 800 ألف دولار، وفي أواخر هذا العام ستبدأ الحكومة الرواندية بالاستعانة بطائرات الدرون لتنفيذ 150 عملية في اليوم لتوصيل جرعات من الدم المنقذ للحياة واللقاحات إلى 21 مرفقًا من مرافق نقل الدم الموجودة في الجزء الغربي من البلاد. ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تحتل أفريقيا المرتبة الأعلى في العالم من حيث معدل وفيات الأمهات نتيجة للإصابة بنزيف بعد الولادة، مما يجعل الوصول إلى جرعات نقل الدم المنقذة للحياة مهمة للغاية بالنسبة إلى السيدات في جميع أنحاء القارة.
وستقوم شركة «زيبلاين» للطائرات دون طيار بخلق شبكة من طائرات الدرون لنقل الدم واللقاحات والإمدادات الطبية للمناطق النائية في رواندا. وتتوقع الشركة أن تستطيع توصيل الطرود لرواندا في 30 دقيقة عندما تبدأ عملياتها في يوليو (تموز) المقبل. وستستفيد «زيبلاين» من خبرة شركة الشحن «يو بي إس» اللوجيستية لضمان توصيل اللقاحات التي يجب أن تحافظ على درجة حرارة معينة للمناطق النائية من رواندا بسرعة فائقة.
وستقوم الطائرات بإسقاط الأدوية والمعدات بالباراشوت، وتستطيع كل طائرة حمل شحنات تزن 3.3 رطل. وسيكون باستطاعة المستخدمين طلب توصيل الشحنات الطبية عبر الهواتف إما باستخدام التطبيق أو عبر رسالة نصية.
ومن جهته، يقول جان فرنسوا كوندامين، رئيس شركة «يو بي إس» في شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا: «تعكس هذه الشراكة الجديدة روح الابتكار التي تتحلى بها (يو بي إس) ويأتي تطبيقها في هذه القضية النبيلة كمثال على الإمكانات الهائلة لشبكة الشركة العالمية». ويضيف كوندامين: «في حين أنه من المبكر جدًا توقع مدى فعالية استخدام طائرات دون طيار في منطقة شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا، فنحن نرحب بكل الفرص التي تنتظرنا في المستقبل».
ويقول دكتور سيث بيركلي المسؤول التنفيذي لشركة اللقاح الشهيرة «Gavi»: «تُعد شراكتنا مع (UPS) و(Zipline) خطوة هائلة نحو الوصول إلى مستوى جديد من نقل المستلزمات الطبية. فهي تُعد طريقة مختلفة تمامًا لتوصيل اللقاح إلى المجتمعات البعيدة، ونحن مهتمون للغاية بمعرفة هل توفر الطائرات دون طيار طريقة آمنة وفعالة لتوصيل اللقاح لبعض الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم أم لا».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».