معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد

«جيش الفتح» يحبط هجومين للقوات الإيرانية ويكبدها خسائر

معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد
TT

معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد

معارك قرب خان طومان.. و90 ضربة جوية نفذتها طائرات نظام الأسد

شهد الريف الجنوبي لمدينة حلب، اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلّحة، ترافقت مع قصف الطائرات الحربية للنظام السوري لبلدة خان طومان التي استعادت المعارضة السيطرة عليها أواخر الأسبوع الماضي، وكبّدت القوات النظامية والقوات الإيرانية خسائر بشرية كبيرة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، اشتبكت مع مقاتلي المعارضة قرب مدينة حلب أمس، كما شنت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة خان طومان الاستراتيجية التي سيطرت عليها المعارضة واعتبرت أكبر انتكاسة لجيش النظام والقوات الإيرانية المتحالفة معه في ريف حلب منذ أشهر على تكبدها خسائر كبيرة في القتال».
وقال المرصد: «إن الطائرات الحربية واصلت قصف المنطقة المحيطة بخان طومان الاثنين، حيث ارتفع إلى أكثر من 90 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية وأخرى مروحية خلال الساعات الـ24 الماضية، على مناطق في بلدة خان طومان ومحيطها ومحاور قريبة منها في ريف حلب الجنوبي»، مؤكدًا أن الطائرات «قصفت مناطق تسيطر عليها المعارضة في المدينة في وقت مبكر من صباح الاثنين (أمس)، بينما أطلق مقاتلو المعارضة قذائف على الأحياء التي يسيطر عليها النظام على الرغم من تمديد نظام التهدئة ليشمل مدينة حلب».
الناشط الإعلامي المعارض في حلب وريفها هادي العبد الله، أوضح من جهته أن مدينة حلب «لم تشهد أي قصف (أمس)، لكن منطقة مساكن هنانو الخاضعة لسيطرة المعارضة تعرضت الأحد لقصف بألغام بحرية ألقاها الطيران المروحي التابع للنظام». وأشار إلى أن «ريفي حلب الجنوبي والغربي يتعرضان لقصف جنوني من طائرات النظام، وخصوصًا خان طومان، والخالدية، وكفرناها، والراشدين، وخان العسل».
وأكد العبد الله في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المقاتلين الإيرانيين نفذوا أول من أمس هجومين، في محاولة منهم لاستعادة خان طومان، واستطاعوا السيطرة على تلّتين على أطراف المدينة بتمهيد من الطائرات الروسية، لكن (جيش الفتح) نفذ هجومًا معاكسًا، أمس، واستردهما بالكامل». أضاف: «الثوار يقاتلون بمعنويات مرتفعة جدًا خصوصًا بعد تحرير خان طومان، وسقوط 83 قتيلاً من الحرس الثوري الإيراني و(ما يسمّى) حزب الله اللبناني، والميليشيات العراقية والأفغانية، وهذه المحصلة نشرتها مواقع تابعة للحرس الثوري». وكشف العبد الله أن «الجيش الحرّ خاض الأحد معركة عنيفة قرب جمعية الزهراء مع مقاتلي (لواء القدس) الفلسطيني التابع لأحمد جبريل المرتبط بنظام الأسد، وكبّده 46 قتيلاً، نعاهم (لواء القدس) على صفحته الرسمية».
وتقع خان طومان جنوب غربي مدينة حلب مباشرة، وتعدّ إحدى المناطق الاستراتيجية الأساسية التي يحتدم حولها القتال في الحرب التي دخلت عامها السادس. وقد ساعد التدخل العسكري الروسي في سبتمبر (أيلول) الماضي، رئيس النظام السوري بشار الأسد على تقليص مكاسب مقاتلي المعارضة التي حققوها في غرب البلاد بما في ذلك في محافظة حلب.
إلى ذلك، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض أن أربعة مدنيين لقوا مصرعهم وأصيب آخرون بجروح، ظهر أمس، جراء استهداف الطيران المروحي النظامي مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي.
وأكد المكتب أن الطيران المروحي «ألقى ألغاما بحرية على المدينة، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، وإصابة خمسة آخرين بجروح بعضها خطرة»، إضافة إلى أضرار مادية وصفها بـ«الكبيرة»، مؤكدًا أن الجرحى «نقلوا إلى المشافي الميدانية في مناطق سيطرة التنظيم، والتي ينقصها الكثير من المعدات والأدوية، فضلا عن الكوادر الطبية التي غادرت المنطقة في وقت سابق، مما أثر سلبا على المرضى والمصابين، خصوصا الذين يحتاجون عمليات جراحية مستعجلة».
وفي مدينة حريتان الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، قتل مدنيان إثر انفجار قنابل عنقودية من مخلفات القصف الجوي الروسي عليها قبل أشهر. كما شن الطيران الحربي النظامي ثلاث غارات بالصواريخ الفراغية على قرية كفر جوم الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الغربي.



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.