سلطان بن سلمان: العناية بالمساجد التاريخية وترميمها أفضل وسيلة لتوصيل ثقافة الإسلام

قال إن السعودية تطمح لأن تكون متحفًا إسلاميًا مفتوحًا

الأمير سلطان بن سلمان بعد ورشة العناية بالمساجد التاريخية (تصوير: حميد الحازيمي)
الأمير سلطان بن سلمان بعد ورشة العناية بالمساجد التاريخية (تصوير: حميد الحازيمي)
TT

سلطان بن سلمان: العناية بالمساجد التاريخية وترميمها أفضل وسيلة لتوصيل ثقافة الإسلام

الأمير سلطان بن سلمان بعد ورشة العناية بالمساجد التاريخية (تصوير: حميد الحازيمي)
الأمير سلطان بن سلمان بعد ورشة العناية بالمساجد التاريخية (تصوير: حميد الحازيمي)

شدد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، على أهمية إعادة إحياء المساجد التاريخية والاستفادة منها، مؤكدًا أن إحياء المساجد وترميمها يعد أفضل وسيلة لتوصيل ثقافة الإسلام، و«لهذا فإن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا ببرنامج العناية بالمساجد التاريخية».
وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يتحدث خلال ورشة عمل للعناية بالمساجد التاريخية، عقدت بالعاصمة الرياض أمس، بهدف توحيد الرؤية بين الجهات التنفيذية في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والتعريف ببرنامج العناية بالمساجد التاريخية، وتحديد وتوحيد إجراءات التعامل مع المساجد التاريخية بجميع أنحاء البلاد.
وقال الأمير سلطان بن سلمان، ردًا على سؤال حول نشوء ممارسات خاطئة مخالفة للتعاليم الإسلامية في حال ترميم المساجد التاريخية: «إحياء المساجد وترميمها، أفضل وسيلة لثقافة الناس، ولا يوجد تعارض بين العناية بالمساجد التاريخية، والمخاوف من ظهور ممارسات خاطئة مخالفة للعقيدة».
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن العناية بالمساجد التاريخية يجلب موارد سياحية للبلاد، لافتًا إلى أن الهيئة وضعت مسارًا لزيارة القرى التراثية التي تحتوي على مساجد تاريخية.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شدد على أن تكون السياحة عنصرًا بارزًا في «رؤية السعودية 2030»، وهي محور للتطوير الاقتصادي وتوفير فرص العمل، مؤكدًا أن الهيئة بنت صناعة سياحية تتفرع منها صناعات اقتصادية.
وتطرق إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للسعودية شامل، مضيفًا أن السعودية تطمح إلى أن تكون متحفًا إسلاميًا مفتوحًا، مضيفًا: «نحن لا نركز على المتاحف الفنية الإسلامية لأن السعودية تمتلك ثروة منذ بداية الإسلام».
وكشف عن قرب إنهاء اللمسات الأخيرة لتوسعة المتحف الوطني بالرياض، وإنشاء قاعة إسلامية ضخمة فيه. وذكر أن مسار العناية بمواقع التاريخ الإسلامي، يأتي بمشاركة لجنة شرعية لتوضيح بعض الجوانب الإسلامية.
إلى ذلك، قال صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إن السعودية تهتم بالمساجد لعوامل عدة؛ من بينها أنها قيمة حضارية، لافتًا إلى أن المسجد التاريخي يمثل صلة الناس بالهوية والتاريخ.
يذكر أن من بين الأهداف التي وضعها برنامج العناية بالمساجد التاريخية إظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية، وترسيخ رسالة المساجد التاريخية بصفتها مركز إشعاع في حياة المسلمين، ومنطلقا لمبادئ الوحدة، وبناء منظومة مؤسسة توحد جهود الشركات في تنفيذ مشاريع العناية بالمساجد التاريخية، وإصلاح المساجد التاريخية التي هدمت أو أعيد بناؤها دون احترام هويتها العمرانية، فضلاً عن التركيز على العناية بالمسجد بوصفه عنصرا أساسيا في تنمية أواسط المدن التاريخية والقرى والبلدات التراثية، مع تبني تنفيذ مشاريع نموذجية للاسترشاد بها في ترميم وتأهيل بقية المساجد التاريخية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».