داود أوغلو ينسحب.. ويترك الساحة لإردوغان

معارك شبه يومية بين مستشاري الرجلين أدت إلى استقالة رئيس الوزراء التركي

رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أثناء مغادرته مؤتمرًا صحافيًا عقده في أنقرة أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أثناء مغادرته مؤتمرًا صحافيًا عقده في أنقرة أمس (أ.ب)
TT

داود أوغلو ينسحب.. ويترك الساحة لإردوغان

رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أثناء مغادرته مؤتمرًا صحافيًا عقده في أنقرة أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أثناء مغادرته مؤتمرًا صحافيًا عقده في أنقرة أمس (أ.ب)

أعلن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس، عزمه التنحي عن رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وعن رئاسة الحكومة، في خطوة تعزز موقع رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان، وتؤكد إحكام قبضته على البلاد. ويظهر القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء، أن رئيس الجمهورية هو الذي يدير البلاد بالفعل، بعد نحو ستة أشهر من محاولته «الحكم بالواسطة» عبر مساعده المقرب داود أوغلو. وتفيد المعلومات بأن داود أوغلو فشل في امتحان وضعه أمامه إردوغان طلب بموجبه تعديل الدستور لإقامة النظام الرئاسي، وإثر هذا الفشل وجه إليه إنذارا في عقر داره بوصفه رئيسا للحزب الحاكم، ثم استدعاه وطلب منه مغادرة السلطة، فامتثل على الفور.
ورأت مصادر تركية أن خطوة إردوغان رسمت معالم المرحلة المقبلة في البلاد، بحيث سيتعذر على أي شخص يخلف داود أوغلو أن يخرج عن المسار الذي يرسمه إردوغان، وبالتالي فإن إردوغان حوّل نظام الحكم بشكل غير مباشر إلى نظام نصف رئاسي، حيث يتحكم بالكامل في مواقف رئيس الحكومة، بانتظار نجاحه في إقرار النظام الرئاسي الذي يسمح له بحكم البلاد بشكل مباشر، والذي يتطلب تعديلا دستوريا لا تزال عقبات كثيرة تحول دون إقراره.
وفي حين وصف قادة الأحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء، بأنها «انقلاب قاده الرئيس رجب طيب إردوغان»، أكدت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا توجد مشكلة شخصية بين الرجلين، لكنها اعترفت بأنه «منذ ستة أو سبعة أشهر كانت هناك معركة شبه يومية بين مستشاري الرجلين، مما أثر على بعض القرارات لدى داود أوغلو».
وكان الحزب الحاكم استبق استقالة داود أوغلو منذ نحو أسبوعين باستفتاء أجري داخل الحزب عن الأشخاص المفضلين لتولي رئاسة الحزب والحكومة، فأتى نائب رئيس الوزراء الحالي بشير بوزداغ، وحل الوزير بن علي يلدرم ثانيا، ومحمد علي شاهين ثالثا، ورابعا نائب رئيس الوزراء الحالي نعمان قورتوملش، وخامسا صهر إردوغان وزير الطاقة بيرات البيراق. غير أن مصدرا تركيا أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن يلدرم هو المرشح الأقوى لخلافة داود أوغلو، من منطلق علاقته الوثيقة بإردوغان منذ كان الأخير رئيسا لبلدية إسطنبول قبل نحو 15 سنة.
وقال داود أوغلو إنه سيتابع خدمة الشعب التركي ضمن صفوف حزب العدالة والتنمية نائبا في البرلمان، لافتًا إلى أنه «لن يتخلّى عن علاقة الوفاء القائمة بينه وبين رئيس الجمهورية». وقال: «لم أتفوه ولن أتفوه بكلمة واحدة ضدّ رئيس الجمهورية، ولن أسمح لأحد أن يستغل هذه المسألة»، معترفا بأن «قرار اعتزال المنصب جاء بالتشاور مع الرئيس بشكل واسع».
... المزيد



بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»
TT

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

بريطانيا تؤكد جهوزية ترتيبات «حفل التتويج»

أكدت السلطات البريطانية جهوزية ترتيبات تتويج الملك تشارلز الثالث وزوجته كاميلا، غداً السبت.
وحاولت السلطات الطمأنة حيال الأمن بعد اعتقال رجل يشتبه بأنه مسلح، قرب قصر باكنغهام، مساء الثلاثاء، مؤكدة أنها ستنشر أكثر من 10 آلاف شرطي خلال الحفل.
وقال وزير الدولة لشؤون الأمن، توم توغندهات، إنّ الحفل الذي يتوّج 3 أيام من الاحتفالات، سيكون «من أهم العمليات الأمنية» التي شهدتها بريطانيا، مضيفاً أنّ «أجهزة استخباراتنا وقواتنا الأمنية الأخرى على علم تماماً بالتحدّيات التي نواجهها، ومستعدة لمواجهتها، كما فعلت الشرطة ببراعة» مساء الثلاثاء.
وينتظر أن يصطف عشرات الآلاف من بريطانيين وسياح على طول الطريق التي سيسلكها موكب تشارلز وكاميلا بين قصر باكنغهام وكنيسة وستمنستر، ودُعي نحو 2300 شخص لهذا الحفل، بينهم مائة رئيس دولة.
وعلى مدى أسبوع سيُنشر 29 ألف رجل أمن، في حين ستستخدم الشرطة في وسط لندن تقنية التعرّف على الوجوه، وتلجأ لنشر القناصة على الأسطح. وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تراقب الشرطة عن كثب نشطاء المناخ الذين حضر كثير منهم في الأيام الأخيرة إلى لندن، كما تراقب أي مظاهرات سياسية مناهضة للمناسبة.
وعند عودتهما إلى باكنغهام، سيوجه تشارلز وكاميلا تحية للجمهور من على الشرفة. وإذا كان الأمير هاري، الذي غادر البلاد وسط بلبلة في 2020، سيحضر الحفل في وستمنستر، فهو لن يظهر مع العائلة على الشرفة.