الترخيص لخمسة متاحف جديدة في المدينة المنورة

الميمني: متحف قيد الإنشاء لأعمال توسعة الحرم النبوي

جانب من متحف خيبر الذي حصل صاحبه أمس على ترخيص  بعد استيفائه شروط الرخص من التراث الوطني («الشرق الأوسط»)
جانب من متحف خيبر الذي حصل صاحبه أمس على ترخيص بعد استيفائه شروط الرخص من التراث الوطني («الشرق الأوسط»)
TT

الترخيص لخمسة متاحف جديدة في المدينة المنورة

جانب من متحف خيبر الذي حصل صاحبه أمس على ترخيص  بعد استيفائه شروط الرخص من التراث الوطني («الشرق الأوسط»)
جانب من متحف خيبر الذي حصل صاحبه أمس على ترخيص بعد استيفائه شروط الرخص من التراث الوطني («الشرق الأوسط»)

منحت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تراخيص لخمسة متاحف خاصة بمنطقة المدينة المنورة بعد استكمال أصحابها لجميع الشروط والمتطلبات الخاصة بهذه التراخيص.
وأوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة المهندس خالد الشهراني أن المتاحف التي رخصت هي متحف رضوى بمحافظة بينبع، ومتحف أبو رائد للتراث بمحافظة العلا، ومتحف خيبر، ومتحف البيت الشعبي للتراث، ومتحف البيت التراثي بمحافظة خيبر.
وأفاد الشهراني بأن المتاحف الجديدة أدرجت ضمن المسارات السياحية والخرائط والمواقع الإلكترونية الخاصة بالسياحة السعودية، مشيرا إلى جهود الهيئة في الترخيص لهذه المتاحف، كونها تشكل جزءا لا يتجزأ من التراث الوطني للمنطقة، وطبقت وفق معايير تصنيف المتاحف الخاصة الذي أقر حديثا، مؤكدا أنها تدعم أصحاب المتاحف في تطوير وتحسين متاحفهم وحفظ القطع الأثرية لديهم، بالإضافة إلى عقد ورش تدريبية وتعريفية في هذا المجال منها ملتقى أصحاب المتاحف الخاصة.
ويحتوي متحف خيبر في المحافظة التابعة لمنطقة المدينة المنورة، على مجموعة كبيرة من القطع التراثية تشمل: أواني القهوة والضيافة العربية التي تشمل الدلال ومنافيخ النار وملاقط الجمر والمحاميس لحمس القهوة وكذلك طواحين القهوة والهاون «النجر» والموجاة، والأسلحة وأدوات الحرب من بنادق وسيوف وخناجر ورماح ومسدسات كما تشمل أيضًا العملات والنقود والمخطوطات والخرائط والصور القديمة ومكائن الخياطة.
كما يحتوي متحف رضوى على الملبوسات والمشغولات والمحنطات، وأدوات الحرب مثل البنادق، والسيوف والدروع القديمة، بالإضافة إلى المخطوطات والصحف والكتب القديمة، والنحاسيات، والفخاريات وأدوات الطهي، وأدوات الصيد القديمة.
أما متحف أبو رائد في محافظة العلا، فيحتوي على مجموعة من القطع التراثية النادرة والمهمة التي تمثل تراث العلا، ويبلغ مجموع القطع التي يضمها المتحف ما يقارب 3 آلاف قطعة، من أهمها الأسلحة والسيوف والبنادق والخناجر والرماح وأدوات القهوة وأواني الطبخ والأدوات الزراعية، والملابس والحلي النسائية.
ويقول يوسف الميمني، عضو مجلس الشورى السابق ورجل أعمال من أهالي المدينة المنورة لـ«الشرق الأوسط»، إن المتاحف إرث تاريخي وحضاري للأمم، وتطلع الأجيال على كفاح الأوائل وحرصهم على رفعة الإسلام والمسلمين، والمدينة المنورة ومكة المكرمة هما مهوى أفئدة المسلمين، ومنهما انبعث ينبوع الحضارة الإسلامية، وفيها كثير من المآثر الإسلامية والتاريخية ومواقع الغزوات، وفيها الرسول وأصحابه الكرام، ومن المهم أن يشيد فيهما أكثر من متحف.
وتزخر المدينة المنورة، بمكتبة الملك عبد العزيز، التي يصفها الميمني بأنها «ثاني أكبر مكتبة عربية». يضيف: «لدينا في المدينة المنورة أيضا متحفان مهمان، وهما متحف المدينة المنورة التابع لهيئة السياحة والتراث الوطني، ومتحف دار المدينة المنورة المملوك للدكتور عبد العزيز كاتب، بالإضافة إلى ثلاثة معارض دائمة وهي (محمد رسول الله)، و(آيات الله الحسني)، و(معرض المصاحف المخطوطة)، وهناك معرض قيد الإنشاء، وهو عن أعمال التوسعة كافة التي شهدها المسجد النبوي الشريف منذ عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وحتى توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، الأخيرة، وسيمتد لرصد التوسعات اللاحقة كافة.
وتابع عضو «الشورى» قائلا: «هناك فكرة للاهتمام بتطوير مواقع الغزوات الإسلامية، مثل الموقع الذي وقعت فيه معركة أحد، ومعركة بدر، وسوف ترتبط كلها بمتاحف تروي سيرة هذه الغزوات للرسول، صلى الله عليه وسلم، وصحابته».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».