الذهب يحلق في أعلى مستوياته منذ 15 شهرًا

تزامنًا مع تراجع الدولار لأدنى سعر مقابل الين منذ 2008

الذهب يحلق في أعلى مستوياته منذ 15 شهرًا
TT

الذهب يحلق في أعلى مستوياته منذ 15 شهرًا

الذهب يحلق في أعلى مستوياته منذ 15 شهرًا

قفز الذهب إلى أعلى مستوى سعري خلال 15 شهرا بالأمس (الاثنين) مقتربا من مستوى المقاومة عند 1300 دولار للأوقية (الأونصة)، وذلك بدعم من تراجع جديد للدولار.. لكن تحركات السوق كانت هادئة في تداولات ضعيفة بسبب العطلات الحالية.
وأغلقت كثير من الأسواق الآسيوية وسوق العاصمة البريطانية لندن يوم أمس بسبب عطلات، مما ثبط القوة الدافعة للمعدن النفيس الذي حقق الأسبوع الماضي أكبر مكاسب أسبوعية له منذ مطلع فبراير (شباط) مرتفعا بأكثر من خمسة في المائة.
وجاءت مكاسب الذهب أساسا من ضعف الدولار، الذي وصل لأدنى مستوياته منذ عام 2008 مقابل الين الياباني، بعد أن امتنع بنك اليابان بشكل غير متوقع عن تطبيق مزيد من إجراءات التيسير النقدي، ما أسفر عن استمرار تراجع الدولار يوم أمس.
وظهر أمس، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 1299.31 دولار للأوقية، بحلول الساعة 09:35 بتوقيت غرينتش، متراجعا قليلا عن أعلى مستوى وصل له خلال الجلسة عند 1229.90 دولار للأوقية وهو أعلى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) العام الماضي.
وصعد الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم يونيو (حزيران) 11.10 دولار، ليصل إلى 1301.60 دولار للأوقية.
وفي السياق ذاته، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 17.81 دولار للأوقية. كما زاد البلاتين 0.2 في المائة إلى 1076.10 دولار للأوقية، وتراجع البلاديوم 0.1 في المائة إلى 624.10 دولار للأوقية.
وفي نيويورك، تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته أمس الاثنين، بعد بيانات أضعف من المتوقع للنشاط الصناعي الأميركي والإنفاق على البناء، مما جدد التكهنات بأن الاقتصاد يتباطأ منذ يناير الماضي.
وانخفض المؤشر الذي يقيس قوة العملة، مقابل سلة من ست عملات، إلى 92.568، مسجلا أدنى مستويات للجلسة، وبلغ في أحدث قراءة له 92.686. بانخفاض بلغت نسبته 0.4 في المائة.



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.