تونس: الكشف عن مخزن للذخيرة من مخلفات عملية بن قردان

العناصر الإرهابية كانت تخطط لاحتلال المدينة وتحويلها إلى إمارة داعشية

تونس: الكشف عن مخزن للذخيرة من مخلفات عملية بن قردان
TT

تونس: الكشف عن مخزن للذخيرة من مخلفات عملية بن قردان

تونس: الكشف عن مخزن للذخيرة من مخلفات عملية بن قردان

كشفت أجهزة الأمن التونسية يوم أمس عن مخزن ذخيرة على مستوى الطريق الرابطة بين مدينتي بن قردان وتطاوين (جنوب شرقي تونس) وأكدت أن أحد المواطنين قد عثر صدفة بمنطقة حسي نحاسة بمدينة بن قردان على مخزن الذخيرة وأبلغ السلطات الأمنية بالأمر.
ونفذت قوات أمنية وعسكرية مشتركة على الفور مجموعة من عمليات التفتيش عن الأسلحة والذخيرة في المناطق القريبة من موقع اكتشاف هذا المخزن، وذلك بهدف تأمين المنطقة من مخلفات عملية بن قردان الإرهابية.
ورجحت مصادر أمنية تونسية بمدينة بن قردان في تصريح إعلامي أن يكون مخزن الذخيرة من مخلفات عملية بن قردان الإرهابية، حيث شنت المجموعات الإرهابية التي كانت، هجومًا مسلحًا على منشآت عسكرية وأمنية بمدينة بن قردان في السابع من مارس (آذار) الماضي.
وإثر الإعلان عن انتهاء المواجهات المسلحة بصفة رسمية بعد أيام من القتال الذي حول مدينة بن قردان إلى ما يشبه ساحة الحرب، عثرت الوحدات الأمنية على عدد من مخازن الأسلحة والذخيرة في مختلف أنحاء مدينة بن قردان ومحيطها، وكانت العناصر الإرهابية التي تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي تخطط لاستعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية بهدف احتلال المدينة وتحويلها إلى إمارة داعشية.
وكانت عملية بن قردان الإرهابية الأعنف من بين الهجمات الإرهابية التي عرفتها تونس، إذ خلفت نحو 55 قتيلا في صفوف العناصر الإرهابية المهاجمة لمدينة بن قردان من بينهم التونسي مفتاح مانيطة أمير المجموعة الإرهابية، كما ألقت أجهزة الأمن القبض على 25 عنصرًا إرهابيًا أحياء. وخلفت عملية بن قردان كذلك مقتل 20 تونسيًا موزعين بين العسكريين والأمنيين والمدنيين من بينهم سبعة مدنيين.
على صعيد آخر، أحيت المؤسسة العسكرية التونسية أول من أمس السبت ذكرى حادثة وفاة الجنرال التونسي عبد العزيز سكيك في حادثة تحطم طائرة مروحية أميركية الصنع كانت تقل أبرز قيادات جيش البر بمنطقة مجاز الباب من ولاية - محافظة - باجة شمال غربي تونس.
ويعود الحادث المثير للجدل إلى يوم 30 أبريل (نيسان) 2002 حين سقطت مروحية عسكرية في مدينة مجاز الباب إثر عودتها من مهمة تفقدية بولاية - محافظة - الكاف (160 كلم شمال غربي العاصمة التونسية) ووجهت الاتهامات على الفور إلى نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. وروجت أطراف سياسية ومصادر إعلامية فكرة تدبير الحادث من قبل الجنرال بن علي للتخلص من القيادات العسكرية بعد ورود معلومات استخباراتية عن تفكيرهم في تنفيذ انقلاب عسكري على النظام القائم.
يذكر أن الجنرال سكيك من بين القيادات العسكرية التي كانت محبوبة في الوسط العسكري، وقد تولى عدة مهام عليا في صلب القوات المسلحة التونسية، إذ عين سنة 1999 مديرا لمعهد الدفاع الوطني ثمّ متفقدًا عامًا للقوات المسلحة وأصبح سنة 2001 رئيسًا لأركان جيش البر. وقد تلقى تكوينًا عسكريًا بعدد من المدارس والمعاهد العسكرية العليا بكل من تونس وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.