زغوان التونسية تعرض أمجادها الأثرية

في تظاهرة ثقافية.. «عرائس الماء تكسر الصمت»

معبد المياه بزغوان
معبد المياه بزغوان
TT

زغوان التونسية تعرض أمجادها الأثرية

معبد المياه بزغوان
معبد المياه بزغوان

«عرائس الماء تكسر الصمت» تظاهرة ثقافية جلبت اهتمام التونسيين من خلال ما عرضته من معطيات هامة حول الماء القادم من معبد المياه والحنايا التي يبلغ طولها نحو 132 كلم بدية من جبل زغوان وصولا إلى هضبة قرطاج في العاصمة التونسية. هذه التظاهرة انطلقت مساء الجمعة وتختتم اليوم (الأحد) وهي تهدف إلى إعادة الحياة لموقع معبد المياه بمدينة زغوان (60 كلم عن العاصمة التونسية) وتحويله إلى مركز إشعاع ثقافي في محاولة لإدراج مدينة زغوان ضمن الخريطة السياحية.
وفي هذا الشأن، أكد المنجي عليات المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث في زغوان في مؤتمر صحافي أن هذه التظاهرة بمثابة مشروع ثقافي كبير يهدف إلى إعادة الحياة لمعبد المياه وجعله وجهة ثقافية وسياحية ذات إشعاع وطني ودولي. واعتبر أن زغوان تحتكم على عدة مميزات قلما وجدت في مدن تونسية أخرى على غرار الحمامات الرومانية بجبل الوسط والقرى البربرية المنتشرة في الجهة والمعلم الأثري «تيبوربو ماجيس» بالفحص وصولا إلى معبد المياه بمدينة زغوان.
واشتهرت مدينة زغوان لدى المهتمين بالمعالم الأثرية بمعبد المياه الذي يعود تأسيسه إلى القرن الثاني للميلاد في عهد الإمبراطور «أدريان». ووفق ما ورد في الوثائق التاريخية، فقد كانت تسمى «زيكا» ولم يبق من آثارها الرومانية الظاهرة للعيان إلا البوابة الكبيرة لمعبد المياه.
ومعلم معبد المياه كما يصفه المؤرخون، له شكل نصف دائري وفي الجزء الأعلى تقبع حجرة مقدسة موجهة لتعظيم الإله «نبتون» إلى جانب منحوتات فنية تجسد حوريات الماء وعددهن 12 حورية.
أما الحنايا فيعود تأسيسها إلى الفترة الممتدة بين 128 و162 للميلاد وهي على مسافة 132 كلم وقد استعملت نقل المياه من منابع زغوان وجبالها إلى حضارة قرطاج التي كانت مقرا لأباطرة الرومان مثل منتجع أنطونيوس وتيبوربو وماجوس.
وفيما يتعلق بفقرات هذه التظاهرة، فقد توزعت على ثلاث محطات بارزة تمثلت المحطة الأولى في ندوة علمية حول «ذاكرة الماء في مدينة زغوان» بمشاركة ثلة من الباحثين من بينهم الحبيب البقلوطي والمنجي بورقو وعبد الحكيم سلامة القفصي ومروان العجيلي وطلال أسطنبول وأسماء السويسي. ومثلت «رحلة طريق الماء» المحطة الثانية وهي جولة برية تشارك فيها وجوه ثقافية وسياحية عبر منشآت كانت تنقل الماء من عين زغوان إلى موقع المعلقة بقرطاج ويتخللها عرض فني لفرقة تروبادور. أما المحطة الثالثة فهي تشمل عرضا فنيا تحت عنوان «شطحات الماء» للفنان التونسي إبراهيم بهلول».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».