كارل لاغرفيلد.. يتقاعد أم لا يتقاعد؟

من عرضه لـ«شانيل» ربيع وصيف 2016
من عرضه لـ«شانيل» ربيع وصيف 2016
TT

كارل لاغرفيلد.. يتقاعد أم لا يتقاعد؟

من عرضه لـ«شانيل» ربيع وصيف 2016
من عرضه لـ«شانيل» ربيع وصيف 2016

«لا رماد من دون نار» هذا ما قد يتبادر إلى ذهن البعض، بعد انتشار شائعة تقول إن المخضرم كارل لاغرفيلد ينوي التقاعد والانسحاب، بعد نحو 33 عاما في دار «شانيل»، و50 عاما في دار «فندي»، لكن المشكلة أننا نتكلم عن كارل لاغرفيلد. الشائعة التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي بنهم تفيد بأنه أعرب عن رغبته في الانسحاب بعد عرضه لخط الـ«كروز» المرتقب، في بداية شهر مايو (آيار)، في هافانا بكوبا. وقد ظهرت الشائعة أول مرة في موقع أميركي بعنوان «بايج سيكس» (الصفحة السادسة)، وزعم فيها ريتشارد جونسون أنه سمع من صديق مقرب من المصمم إنه «يشعر بالتعب، ومستعد للتوقف».
وطبعا أنكرت «شانيل» الإشاعة بشدة، علما أن نفس الإشاعة بدأت تتسرب بعد خروج المصمم هادي سليمان من دار «إيف سان لوران»، على أساس أنه سيخلفه. لكن في نفس الوقت، نشرت مجلة «فوغ» الرجالية، في عددها الأخير، لقاءا مطولا مع لاغرفيلد صرح فيه أنه لا يتعب من الإبداع، ولا يكل من العمل، وأنه يستغرب من شكاوي بعض المصممين الشباب بأنهم يعانون من ضغوطات العمل، وتزايد عدد التشكيلات المطلوبة منهم في السنة، خصوصا أنه لا يراهم يشتكون عندما يتقاضون مبالغ طائلة لقاء عملهم هذا.
وأكد في نفس اللقاء اتهامات هؤلاء له بأنه المسؤول عن الضغوطات التي تعيشها الموضة حاليا، بابتكاره خطوطا جديدة، مثل الـ«كروز»، وتنظيم عروض ضخمة، وغيرها، قائلا إنه لا يحب التوقف عن العمل، وإنه على العكس من كثير منهم يرسم تصاميمه بنفسه، عوض أن يوافق فقط عليها، ومع ذلك لا يشتكي. ورغم أنه من الصعب تصديق الإشاعة أو تكذيبها، ورغم أن البعض يراه مثل «سوبرمان» الموضة، فهو يبقى بشرا من لحم ودم، قد يتمتع بطاقة ذهنية عالية، إلا أن للعمر أحكاما تنعكس على الجسد دائما.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.