شغف المغامرة يدفع 460 هاويًا للحصول على رخصة طيران

التحرك لتوسيع المجال الجوي لطيران الهواة في جدة

رحلة بين السماء والأرض بطائرة «الجايروكابتر»
رحلة بين السماء والأرض بطائرة «الجايروكابتر»
TT

شغف المغامرة يدفع 460 هاويًا للحصول على رخصة طيران

رحلة بين السماء والأرض بطائرة «الجايروكابتر»
رحلة بين السماء والأرض بطائرة «الجايروكابتر»

«جرب معنا روح المغامرة بأمان» بهذه الكلمات سيتقبلك نادي «سماء الغربية للطيران» في مدينة جدة (غرب السعودية)، ليأخذك في رحلة بين السماء والأرض بطائرة «الجايروكابتر»، لتقوم من خلالها بتجربة التحليق مع النسور لترى عروس البحر بشكل مختلف.
في هذه الرحلة لن تحتاج إلا أن تكون صاحب قلب شجاع ومتبعا جيدا للتعليمات، وبعدها قد تقودك هذه التجربة إلى الدخول في مرحلة عشق أبدي للطيران تدفعك إلى تعلم الطيران الرياضي واكتشاف عالمه الخاص، وتغيير المسار من مجرد تجربة إلى تدريب وقيادة برخصة معتمدة، وهو ما حدث مع 460 طيار حصلوا على رخصة قيادة الطيران الرياضي من نادي «سماء الغربية» المسجل في الاتحاد السعودي للرياضات الجوية.
في هذا الخصوص كشف، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، نادي «سماء الغربية للطيران» عن وجود تحركات لتوسيع المجال الجوي أمام هواة الطيران في جدة، فضلا عن التخطيط لافتتاح مزيد من المواقع للنادي على طول الساحل العربي للبلاد.
وأوضح الكابتن طيار عبد الله السلماني، مدير نادي سماء الغربية للطيران، أنه يجري حاليًا التخطيط لافتتاح مواقع أخرى للنادي بالمنطقة الغربية تكون متنفسًا للأعداد المتزايدة للطيارين وبمجال جوي أكثر اتساعًا من المسموح به في الموقع الحالي.
وأفصح عن العمل على استحداث مزيد من الرياضات الجوية الأخرى ذات الشهرة العالمية، وتأسيس نادٍ يكون معلمًا حضاريًا من معالم المنطقة الغربية، وتحقيق رؤية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بالسير بهذا البلد نحو العالم الأول.
وبشأن فكرة إنشاء النادي، قال السلماني إن «فكرة إنشاء نادي سماء الغربية للطيران بدأت بجهود بسيطة بعد أن تشارك عدد من الهواة ومحبي الطيران الرياضي في فكرة تأسيس ناد متميز للرياضات الجوية بالمنطقة الغربية، وذلك بعد ازدياد الطلب من الراغبين في تعلم الطيران الرياضي وتجربة هذه الرياضة».
وبحسب مدير نادي «سماء الغربية» تم تأسيس النادي مطلع عام 2011م، وتم اختيار موقع مميز لممارسة هذه الرياضة بمدينة جدة، مبينا أنه كان للدعم الكبير من قبل إمارة منطقة مكة المكرمة، ممثلة في الأمير خالد الفيصل، أكبر الأثر في استمرار وتطور الرياضات الجوية بالمنطقة الغربية التي بدأت تحت مظلة نادي الطيران السعودي بدعم من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي.
وأكد تسجيل النادي بالاتحاد السعودي للرياضات الجوية الذي تم تأسيسه بداية العام الماضي والذي أسهم بدوره في تطوير الجانب الرياضي لهذه الرياضة، وإقامة البطولات الرياضية المحلية، والمشاركة في البطولات الخليجية والعالمية في مختلف الرياضات الجوية.
وعن عدد طاقم الطيارين الموجودين في النادي، ونوع الرخصة المطلوبة منهم، وعدد طائراتهم وأنواعها، قال الكابتن طيار عبد الله السلماني «إنه تم تخريج أكثر من 460 طيارا، منهم 70 طيارا رياضيا على طائرات (الجايروكابتر)، وعدد 90 طيارا على طائرات (المايكرولايت)، وأكثر من 300 طيار على الطيران الشراعي من مختلف منطق المملكة، ويمتلك النادي 23 طائرة خاصة بالتدريب من مختلف الأنواع منها (الجناج الثابت، الجايروكابتر، المايكرولايت، الترايك، البراموتور)».
يشار إلى أن رخص الطائرات الخفيفة بمقعدين تصدر من الاتحاد السعودي للرياضات الجوية ونادي الطيران السعودي، أما الطائرات ذات المقعدين فتصدر من الهيئة العامة للطيران المدني.
من جهته، أكد الكابتن أحمد الجحدلي، الطيار في نادي «سماء الغربية»، الاهتمام بوسائل السلامة وتنفيذ التعليمات المطلوبة قبل الإقلاع وأثناء عمليات الطيران، مبينا أن كثيرا من الطائرات خصوصا الشراعية منها تحتوي على مظلات احتياطية للحالات الطارئة.
وشدد الجحدلي على أن السلامة في الطيران تعد من أهم مقومات نجاح هذه الرياضة وضمان تطورها، موضحا أن جميع الطيارين حاصلون على دورات متقدمة في الإسعافات الأولية، فيما النادي مجهز بجميع وسائل السلامة والإسعافات الأولية. وقال إنه يمكن لمن يرغب في التدريب للقيام برحلة تجريبية يقوم من خلالها بتجربة الطيران بمساعدة المدرب بعد تلقيه تعليمات احترازية قبل الإقلاع، وهذا النوع من الرحلات التجريبية هي التي تعزز الثقة في الطائرة والمدخل لاكتشاف عالم الطيران المثير الذي سرعان ما يتحول إلى عشق أبدي.
ولدى سؤاله عن الإجراء الأمثل في حال تعطل الطائرة في الجو ومدى استخدام الإنزال المظلي وتعريف الراكب باستخدامه، أجاب بالقول إن جميع الطائرات الرياضية يمكنها التحليق من دون محرك، فضلا عن إمكانية الهبوط بكل يسر وسهولة وأمان، لأن جميع الطائرات الرياضية تعرف بالطائرات الانزلاقية (Glider Aircraft).
وبالعودة إلى الكابتن عبد الله السلماني يخضع جميع الطيارين خلال مراحل التدريب المختلفة لتعلم النزول في الحالات الطارئة، ومنها النزول من دون محرك الذي لا يعد مشكلة في هذا النوع من الطائرات البتة، مما يعزز الثقة لدى الطيارين في أمان وسلامة هذه الطائرات مقارنة بغيرها من أنوع الطائرات الأكبر حجمًا.
وركز على أهمية الفوائد النفسية لممارسة هذه الهواية، مشددا على أن رياضة الطيران كما يسميها البعض هي «فروسية العصر» ونقل ثقافة وعلوم الطيران بين أبناء المملكة والمقيمين، في إشارة منه إلى أن ذلك يعد من الأهداف الرئيسية للنادي، وهي أيضًا الرياضة التي تؤهل الشباب الأصغر سنًا في الانخراط في مجالات الطيران التجاري الأخرى والعسكري مستقبلاً، وتزيد من حبهم وتعلقهم بهذه المهنة، وتغير من حياتهم النفسية والاجتماعية، وتزيد من اهتمامهم بكل التفاصيل والدقة في تنفيذها.
وقال الكابتن السلماني إن هذه الرياضة من أقوى الرياضات التي تغير المزاج العام لأي شخص، كون تجربة الطيران من التجارب غير المألوفة لدى كثير من البشر وخروج عن طبيعة النفس البشرية للحصول على الشعور بالحرية الكبيرة والسباحة في الهواء بهذه الطائرات الرياضية الخفيفة والمثيرة بالفعل.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».