قيادي في «البرية» الإيرانية يدحض تصريحات سابقة: نقوم بمهام في سوريا

مسؤول إيراني: الأسد رفض مقترحا من سليماني لنقل عائلته إلى إيران

قيادي في «البرية» الإيرانية يدحض تصريحات سابقة: نقوم بمهام في سوريا
TT

قيادي في «البرية» الإيرانية يدحض تصريحات سابقة: نقوم بمهام في سوريا

قيادي في «البرية» الإيرانية يدحض تصريحات سابقة: نقوم بمهام في سوريا

وضعت تصريحات مساعد قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، حدا للجدل الدائر والتصريحات المتباينة بين قادة الجيش حول إرسال وحدات من القوات الخاصة إلى سوريا، بإعلانه أن أوامر المرشد الأعلى علي خامنئي كانت كلمة السر وراء إرسال تلك القوات إلى المستنقع السوري.
ولم تمض سوى 3 أيام حتى جاءت تصريحات مساعد قائد القوات البرية ومسؤول الطاقة البشرية في تلك القوات، العميد كمال بيمبري، أمس، ردا على موقف قائد قوات الجيش الإيراني عطاء الله صالحي الذي نفى مسؤولية الجيش عن إرسال وحدات القبعات الخضر إلى سوريا.
وكان قائد الجيش عطاء الله صالحي، وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، أعلن الأربعاء الماضي «أن الجيش لا يتحمل مسؤولية إرسال القوات الخاصة إلى سوريا»، مضيفا أن عناصر القوات الخاصة تقوم بـ«مهام استشارية» بشكل تطوعي، وأن «جهازا خاصا» مسؤول عن إرسال «المستشارين» إلى سوريا.
في غضون ذلك، عدّ بيمبري الجيش الإيراني مؤسسة «عقائدية» و«مطيعة» وعلى نهج قوى (ما يسمى) «حزب الله».
وعن دوافع إرسال قوات إلى سوريا، قال: «إنه للرد على تحركات نظام الهيمنة للوقوف بوجه توسع الثورة الإيرانية».
وأكد بيمبري، أن إرسال تلك القوات جاء بأوامر مباشرة من خامنئي، وصرح بأن «الجيش نظرا لقدراته وجاهزيته يشارك في المهام الاستشارية، ويقوم بدوره إلى جانب الحرس الثوري بعد أوامر وتشخيص القائد الأعلى للقوات المسلحة (خامنئي)».
ويضاف تصريح بيمبري إلى قائمة تعليقات أبرز قادة الجيش الإيراني بعدما أثار إرسال قوات الجيش الإيراني صدمة كبيرة في الرأي العام الإيراني؛ كون الجيش يعدّ النقطة المقابلة للحرس الثوري، بسبب الدور السلبي للحرس في داخل البلاد. ويعتقد أن تصريحات صالحي جاءت لامتصاص غضب الإيرانيين من تورط الجيش، فضلا عن خشيته دخول قائمة العقوبات الدولية المفروضة على العسكريين الإيرانيين بسبب التدخل في سوريا.
قبل صالحي كان قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، أحمد رضا بوردستان، قد أوضح بداية الأسبوع الماضي، أن وحدات الجيش أرسلت إلى سوريا بطلب رسمي من دمشق، مؤكدا تقديم «حلول استراتيجية» من قواته إلى الجيش السوري في المعارك، كما قال بوردستان ردا على الانتقادات التي وجهت للجيش بعد إعلان إرسال القوات: «إن الجيش جنود النظام وعلى جاهزية للقيام بأي مهمة في أي مكان يريده النظام».
وخلال الأيام الماضية، كشفت وسائل إعلام إيرانية عن تواجد ألوية القوات الخاصة «نوهد 65» و«45 شوشتر» و«285 شاهرود»، وتذکر الإحصائیات الرسمیة أن عدد القتلى بلغ 7 حتى الآن بعد تأكيد مشاركة تلك القوات.
في سياق متصل، ذكر تقرير من وكالة «فارس» التابعة للحرس الثوري حول دوافع إرسال القوات الخاصة إلى سوريا، أن القوات العسكرية الإيرانية شاركت «في التوقيت المناسب» منذ 5 سنوات.
واعترفت الوكالة بالجدل الداخلي الذي أثاره إعلان إرسال اللواء 65 في وقت كان الحرس الثوري يتعرض لضغوط من طرف رأى في مشاركة الحرس الثوري «عرقلة لجهود اقتراب إيران من الغرب»، واستدل تقرير الوكالة المقربة من الحرس الثوري بالمادة 150 من القانون الإيراني التي تنص على أن «جاهزية الجيش لمساندة الحرس الثوري عند الضرورة في دعم الشعوب المسلمة في الدفاع عن نفسها ضد المخاطر والتدخل الأجنبي». هذا، وتقاضى التقرير عن أهم مواد الدستور الإيراني (المادة 143) التي تنص على أن مهمة الجيش «الدفاع عن الاستقلال والحدود والنظام الإيراني».
وكانت إيران تنفي بين عامي 2011 و2013 وجود أي قوات لها في سوريا، كما نفت سقوط قتلى لها في تلك الفترة الزمنية، لكن استمرار تسريب أسماء القتلى وصور قبورهم أجبر الحرس الثوري على إعلان قتاله رسميا دعما لبشار الأسد.
يذكر أن مستشار خامنئي في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أعلن أول من أمس، في لقائه السفير السوري بطهران عدنان الحسن، رفض طهران أي مرحلة انتقالية من دون الأسد، مؤكدا أن تواجد إيران العسكري في الحرب السورية بـ«طلب رسمي» من دمشق.
إلى ذلك، ذكرت وكالات أنباء إيرانية نقلا عن وزير الأمن الإيراني محمود علوي، قوله «إن الرئيس بشار الأسد رفض مقترحا من قائد فيلق قدس، قاسم سليماني، لنقل عائلته إلى إيران ليتمكن من قيادة المعركة».
وذكر علوي نقلا عن سليماني، أن بشار الأسد قال: إن «عائلته كبقية العائلات السورية»، مفضلا بقاءها في دمشق. ولفت علوي إلى أن «المؤامرة» ضد سوريا بدأت بسبب وقوفها مع (ما يسمى) حزب الله في حرب يوليو (تموز) 2006.
ودافع علوي من تدخل بلاده العسكري في سوريا والعراق، موضحا أنه «لولا مواجهة إيران الإرهاب في العراق وسوريا لكان عليها مواجهة العناصر الإرهابية في حدودها الغربية»، وأوضح علوي، أن «الرقة» السورية «واحدة من الأماكن التي تدبر فيها المؤامرات والمشاريع المعادية لإيران، وإن مجموعات إرهابية حاولت مرات إرسال إرهابيين إلى إيران».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.