ليبيا: مجلس الدولة يحتل مقر البرلمان السابق في طرابلس

صدام علني بين حفتر والسراج.. و«داعش» يهاجم حقول النفط

عنصر من أحد ميليشيات حكومة شرق ليبيا خلال احدى المعارك (رويترز)
عنصر من أحد ميليشيات حكومة شرق ليبيا خلال احدى المعارك (رويترز)
TT

ليبيا: مجلس الدولة يحتل مقر البرلمان السابق في طرابلس

عنصر من أحد ميليشيات حكومة شرق ليبيا خلال احدى المعارك (رويترز)
عنصر من أحد ميليشيات حكومة شرق ليبيا خلال احدى المعارك (رويترز)

انتهز تنظيم «داعش» في نسخته المحلية بليبيا تصاعد الخلافات بين مجلس النواب والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، المقترحة من بعثة الأمم المتحدة بشأن منح الثقة للحكومة، التي يترأسها فائز السراج، لمعاودة شن هجمات على حقول النفط، حيث هاجمت عناصر التنظيم أمس نقطة تفتيش قرب ميناء البريقة النفطي، ما أسفر عن مقتل حارس وإصابة أربعة، بينهم إبراهيم الجضران قائد حرس المنشآت النفطية.
وقال مصدر في حرس المنشآت النفطية ومصدر طبي، إن القتال اندلع بين الحرس وموكب للمتشددين على بعد 52 كيلومترا جنوب ميناء البريقة النفطي، في وقت مبكر من صباح أمس. فيما نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر قوله، إن «قتيلا وسبعة جرحى سقطوا من حرس المنشآت النفطية جراء هجوم شنه تنظيم (داعش) على بوابة 52 جنوب البريقة»، الواقعة على بعد نحو 700 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، وشاركت فيه قوة كبيرة مدججة بنحو 60 سيارة. وأضاف المصدر موضحا أن من بين الجرحى إبراهيم الجضران، آمر جهاز حرس المنشآت، مشيرا إلى أنه أصيب في قدمه لكن إصابته خفيفة.
ومنذ مطلع العام الجاري شن تنظيم «داعش» سلسلة هجمات استهدفت مدينتي رأس لانوف والسدرة، بهدف السيطرة على ميناءي تصدير النفط فيهما، لكن دون أن ينجح في ذلك بعدما تصدت له قوات حرس المنشآت. ويسيطر التنظيم على مدينة سرت، التي تبعد نحو 450 كيلومترا شرق طرابلس وعلى مناطق قريبة، كما يسعى للتمدد نحو منطقة الهلال النفطي، علما بأن جهاز حرس المنشآت النفطية هو عبارة عن قوة عسكرية موالية لحكومة السراج في طرابلس المدعومة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وتحاول حكومة السراج، المدعومة من الأمم المتحدة، بسط سلطتها على ليبيا التي تشهد نزاعا منذ عامين، بين حكومة أعلنت من جانب واحد في طرابلس، وحكومة منافسة في شرق البلاد، وفصائل مسلحة متعددة على السلطة والنفوذ في الدولة الغنية بالنفط.
وأثار صعود تنظيم «داعش» في ليبيا قلق الحكومات الغربية التي عرضت تقديم مساعدات عسكرية ومادية لحكومة السراج، التي ما زالت في مرحلة تأسيس نفسها في طرابلس وتواجه مقاومة من متعنتين يرفضون سلطتها.
من جهة أخرى، وفي أول صدام علني بين قائد الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، والمجلس الرئاسي لحكومة السراج، انتقدت قيادة الجيش بيان مجلس حكومة الوفاق بشأن المعارك التي تخوضها قوات الجيش ضد المتطرفين في شرق البلاد، ووصفته بـ «الهزيل والمخجل».
وقالت قيادة الجيش في بيان لها أمس، إنها تذكّر المجلس الرئاسي، بأن ما يقدمه الضباط والجنود النظاميين في الجيش الوطني الليبي والقوى الشبابية المساندة لهم في بنغازي «لا يمكن وصفه بالجهود، ليصل إلى مستوى التضحيات بالروح والدم والأطراف، وترك مغريات الدنيا ونعيمها الزائل، من أجل القضاء على الإرهاب، ليحيا الشعب في أرضه حرًا عزيزًا كريمًا، وأن ترتفع راية السيادة الوطنية خفاقة في السماء، دون انتظار الأوامر من وراء البحار كما يفعل الجبناء الخُنّع».
وأضافت أن «التضحيات الجسام التي يصفها بيان المجلس الرئاسي بـ(الجهود) لم تنحصر في هذه الأيام فقط كما جاء في البيان المخجل، بل تواصلت دون توقف منذ ما يقارب العامين دون ملل أو كلل، رغم المؤامرات الدولية والمحلية التي تجسدت في دعم الإرهابيين من ناحية، وفرض حظر التسلح علينا من ناحية أخرى».
ورأت قيادة الجيش أنه «كان أجدر بالمجلس إذا كان حقًا يملك صلاحية إصدار البيانات، وأنه يضع محاربة الإرهاب في مقدمة اهتماماته كما يرد في وسائل الإعلام، أن يوجه بيانه إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بإلحاح برفع الحظر على جيشنا البطل، بدلاً عن بيانات الترحيب والتهنئة التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، حسب تعبيرها.
وتابعت قائلة: «إذا غفل المجلس الإشارة إلى ما حققته هذه التضحيات، فإنه يسعدنا بكل غبطة وسرور وابتهاج أن نبلغه بأنها قد تكللت وتوّجت اليوم بالنصر المبين من عند الله عز وجل، جزاءً منه على الصبر والإيمان بأن الوطن والجهاد في سبيله يستحقان التضحية بالروح والجسد دون تردد». وأضافت قائلة: «قريبًا ستكون الانتصارات متلاحقة تغطي مساحة ليبيا بأسرها شبرًا شبرًا، تقتلع الإرهاب من جذوره، وتقضي على حلقاته وذيوله»، لافتة النظر إلى أن «الشعب قادر على قراءة ما بين السطور، ليكتشف دون عناء أسلوب التزلف والتملق والاستجداء الذي طغى على البيان، من أجل الحصول على ثقة مجلس النواب، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي، على حساب تضحيات جنودنا البواسل»، على حد تعبيرها.
إلى ذلك، أعلن «المجلس الأعلى للدولة» الذي أعلن تأسيسه الشهر الماضي في العاصمة طرابلس، والذي يعد بمثابة الجسم الاستشاري المنبثق من اتفاق السلام المبرم العام الماضي في الصخيرات، انتقاله للعمل من مقر المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق وغير المعترف به دوليا في طرابلس، رغم معارضة أعضاء في هذا البرلمان.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.