مقتل وإصابة 50 شخصًا في قصف لقوات النظام استهدف مدينتين سوريتين

حريق ضخم اندلع بإحدى أسواق دمشق القديمة

مقتل وإصابة 50 شخصًا في قصف لقوات النظام استهدف مدينتين سوريتين
TT

مقتل وإصابة 50 شخصًا في قصف لقوات النظام استهدف مدينتين سوريتين

مقتل وإصابة 50 شخصًا في قصف لقوات النظام استهدف مدينتين سوريتين

أسفر قصف لقوات النظام السوري اليوم السبت عن مقتل وإصابة أكثر من 50 شخصًا على الأقل في مدينة حلب في شمال البلاد ومدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد قتل 13 شخصًا بينهم طفلان وإصابة 22 آخرين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، معقل قوات المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق والمحاصرة منذ عام 2013.
كذلك «استشهد» وجرح ما لا يقل عن 17 مواطنًا جراء قصف طائرات حربية لمناطق في حي طريق الباب في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب.
وبدوره قال مصدر في الدفاع المدني لوكالة الصحافة الفرنسية إن القصف في حي طريق الباب أسفر عن مقتل 12 مدنيًا.
وأظهرت صور فيديو حجم الدمار الذي لحق بحي طريق الباب حيث بدت واجهات أبنية مدمرة بالكامل، فيما فرق الدفاع المدني تعمل على إجلاء السكان والجرحى.
وقتل أمس في القصف الجوي الذي طال الأحياء الشرقية في حلب، بحسب الدفاع المدني، 25 شخصًا وأصيب 40 آخرون.
ومدينة حلب مقسمة منذ عام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها قوات المعارضة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وتشهد منذ ذلك الحين معارك شبه يومية بين الطرفين، تراجعت حدتها بعد اتفاق وقف الأعمال القتالية في نهاية فبراير (شباط) الماضي.
إلا أن اتفاق وقف الأعمال القتالية بات مهددًا أكثر من أي وقت مضى مع تصاعد حدة المعارك والقصف في مناطق سورية عدة منذ بداية الشهر الحالي.
على صعيد آخر، اندلع حريق ضخم اليوم السبت في منطقة العصرونية في دمشق القديمة تضررت خلاله عشرات المحال التجارية وتعمل فرق الإطفاء على إخماده، وفق ما قال مسؤول في الدفاع المدني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المسؤول في الدفاع المدني: «اندلع الحريق عند الساعة السادسة صباحًا في أحد المحال في سوق العصرونية الأثري في المدينة القديمة، وسرعان ما توسع ليطال محال تجارية أخرى».
وطال الحريق 50 محلاً تجاريًا ومستودعًا على الأقل، وسارع عناصر الدفاع المدني إلى إبعاد المواطنين من المكان خشية من انهيار الأبنية.
وقال مدير الدفاع المدني في دمشق العميد جهاد موسى إن «الحريق ناجم عن ماس كهربائي»، مؤكدًا أن «عناصر الإطفاء تمكنوا من محاصرة الحريق من مختلف الجهات منعًا لتمدده إلى المزيد من المحلات التجارية، والعمل مستمر لإطفاء الحريق بشكل كامل».
وقال صاحب أحد المتاجر المتضررة لوكالة الصحافة الفرنسية واضعًا يديه على رأسه: «ذهب الرزق»، مشيرًا إلى أن محله «كان يطعم عشرة أشخاص يعملون لديه».
ونقل صاحب المتجر، الذي اندلع فيه الحريق قبل أن يتمدد، إلى المستشفى حيث تعرض رأسه ويداه لحروق كبيرة أثناء محاولته إنقاذ خزنة من داخل المتجر.
وقال محمد الأشقر، صاحب محل ألعاب في العصرونية، إنه عادة ما يحضر بضائع جديدة إلى محله يوم الخميس، مشيرًا إلى أن «متجره مليء بالبضائع وقد لحقت به خسارة تصل إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية».
وطوقت القوى الأمنية السوق كما أغلقت سوق الحميدية المجاورة لتسهيل حركة فرق الإطفاء والدفاع المدني.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.