انطلاق المهرجان الدولي للطبول باستعراضات من 20 دولة

الهند ضيف الشرف.. وكرنفالات فولكلورية تجوب شوارع المدن المصرية

تظاهرة فنية تجوب المدن المصرية بمشاركة 137 فرقة
تظاهرة فنية تجوب المدن المصرية بمشاركة 137 فرقة
TT

انطلاق المهرجان الدولي للطبول باستعراضات من 20 دولة

تظاهرة فنية تجوب المدن المصرية بمشاركة 137 فرقة
تظاهرة فنية تجوب المدن المصرية بمشاركة 137 فرقة

تظاهرة ثقافية فنية تغمر القاهرة ومدن مصر بانطلاق الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية على مسرح «بئر يوسف» في قلعة صلاح الدين بالقاهرة، بمشاركة فرق من أكثر من عشرين دولة آسيوية وأوروبية وأفريقية، من بينها: إثيوبيا والسنغال والجزائر وإندونيسيا والصين وتايلاند ورومانيا وسويسرا والمكسيك والسودان ونيجيريا وغانا وتنزانيا.
استهل حفل افتتاح المهرجان، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، باستعراض ضخم يجمع الفرق المشاركة في فسيفساء فنية تشابكت أنغامها، حيث قدمت الفرق رقصات شعبية فولكلورية تعكس التناغم الثقافي والحضاري بين شعوب العالم على أنغام الطبول. افتتح المهرجان وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، تحت شعار «حوار الطبول من أجل السلام»، وكرم اسم الموسيقار الراحل علي إسماعيل، ومصمم العرائس الشهير ناجي شاكر، ومحمد غنيم وكيل أول وزارة الثقافة ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة سابقا، والفنانة فايزة محمود سليمان، والباحث التراثي سمير جابر بشاي، والفنان السنغالي العالمي يوسو ندور، واسم الفنان السوداني الراحل محمود وردي.
وبدأت الفعاليات الجماهيرية، أمس الأربعاء، بكرنفال استعراضي لجميع الفرق المشاركة في مسيرة جابت شارع المعز التاريخي بقلب القاهرة القديمة، بدأ الكرنفال من باب زويلة حتى منطقة الغورية، وتفاعلت الفرق المشاركة مع الجمهور الذي حرص على التقاط الصور التذكارية مع أعضاء الفرق الفنية بملابسهم المميزة، وسوف تقام عدة كرنفالات أيضا في مدن مصرية، منها: بورسعيد والقناطر الخيرية، ويستمر المهرجان حتى يوم 25 أبريل (نيسان)، وتحل الهند ضيف شرف هذه الدورة. وقال الفنان انتصار عبد الفتاح، مؤسس المهرجان ورئيسه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهدف من المهرجان هو أن نبعث للعالم برسالة سلام عبر قرع الطبول الذي كان يعد إشارة لاندلاع الحروب، لكننا نقول من خلال الفعاليات كفى للصراعات بين الشعوب». وأضاف: «تشارك هذا العام 137 فرقة، ومن مصر تشارك فرقة الطبول النوبية والآلات الشعبية، وتوشكى للفنون الشعبية التلقائية، وفرق العريش وبورسعيد والشرقية والغربية وملاوي وقنا للفنون الشعبية. كما تشارك لأول مرة فرقة الأطفال للفنون الشعبية ببورسعيد، وفرقة حسب الله، ومن وزارة الشباب والرياضة فرق مركز شباب الحرية بالإسكندرية، وفرقة الفنون الشعبية بجامعة سيناء، وفرقة جامعة أسيوط للفنون الشعبية».
وتقدم العروض في نحو عشرة أماكن ما بين مفتوحة ومغلقة، من بينها قلعة صلاح الدين وشارع المعز وقصر الأمير طاز ومسرح ساحة الهناجر ومركز الطفل للحضارة والإبداع. وتنظم المهرجان سنويا مؤسسة «حوار لفنون ثقافات الشعوب» بالاشتراك مع وزارة الثقافة المصرية، وبالتعاون مع وزارات الآثار والشباب والرياضة والتخطيط والهيئة العامة للاستعلامات.
ويقام على هامش المهرجان «أتيليه الطبول» الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي محمد عبلة، ويقوم خلاله هواة ومحترفو الرسم والتصوير بتسجيل أنشطة المهرجان في لوحات وصور فوتوغرافية تعرض في نهاية المهرجان بمعرضين، أحدهما للصور الفوتوغرافية والآخر للوحات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».