إدانة رئيس عصابة الإرهاب اليهودية التي أحرقت أبو خضير حيًا

والد المغدور يطالب بهدم بيت القتلة اليهود كما تهدم بيوت الفلسطينيين

والدة الطفل محمد أبو خضير كما بدت بعد الحكم على يوسف حاييم أحد قتلة ابنها محمد أبو خضير أمس (رويترز) - شرطي إسرائيلي يقتاد يوسف حاييم زعيم العصابة الإرهابية التي حرقت الفلسطيني محمد أبو خضير العام الماضي إلى المحكمة أمس (أ.ف.ب)
والدة الطفل محمد أبو خضير كما بدت بعد الحكم على يوسف حاييم أحد قتلة ابنها محمد أبو خضير أمس (رويترز) - شرطي إسرائيلي يقتاد يوسف حاييم زعيم العصابة الإرهابية التي حرقت الفلسطيني محمد أبو خضير العام الماضي إلى المحكمة أمس (أ.ف.ب)
TT

إدانة رئيس عصابة الإرهاب اليهودية التي أحرقت أبو خضير حيًا

والدة الطفل محمد أبو خضير كما بدت بعد الحكم على يوسف حاييم أحد قتلة ابنها محمد أبو خضير أمس (رويترز) - شرطي إسرائيلي يقتاد يوسف حاييم زعيم العصابة الإرهابية التي حرقت الفلسطيني محمد أبو خضير العام الماضي إلى المحكمة أمس (أ.ف.ب)
والدة الطفل محمد أبو خضير كما بدت بعد الحكم على يوسف حاييم أحد قتلة ابنها محمد أبو خضير أمس (رويترز) - شرطي إسرائيلي يقتاد يوسف حاييم زعيم العصابة الإرهابية التي حرقت الفلسطيني محمد أبو خضير العام الماضي إلى المحكمة أمس (أ.ف.ب)

أدانت المحكمة المركزية في القدس، أمس، المدعو يوسيف حاييم بن ديفيد في جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، من حي شعفاط، شمال شرقي المدينة قبل أقل من عامين.
وكانت المحكمة قد أرجأت إصدار قرارها سابقا، بعد أن قدم محامو المدان تقريرا من طبيب نفسي، يزعم بأنه مريض نفسيا، وأنه لم يكن يسيطر على أعماله في لحظة ارتكاب الجريمة، ولذلك فإنه غير مؤهل للمثول أمام القضاء. ولكن المحكمة رفضت هذا الادعاء، وتبنت تقريرا آخر من طبيب نفسي، أكد بوضوح، أن بن ديفيد كان مدركا لأفعاله وتصرفاته. وسيصدر قرار العقوبة في الخامس من الشهر المقبل.
وقال حسين أبو خضير، والد الفتى المغدور، إنه يطالب بهدم منازل قتلة نجله وعدم منحهم عفوا من رئيس الدولة. وأوضح: «عندما يعتقلون فلسطينيا متهما بقتل يهودي، يتم هدم بيته حتى قبل محاكمته. فإذا كانت إسرائيل دولة مساواة وديمقراطية فعلا، كما تدعي، عليها أن تعامل قتلة ابني الطفل بالمثل، وتهدم بيوتهم». وأعرب أبو خضير عن يقينه بأن الشرطة ساعدت القتلة في تنفيذ جريمتهم، بتقاعسها عن القبض عليهم قبل تنفيذ الجريمة، على الرغم من توفر الإمكانية لذلك. وقال: إن طفله الشهيد «كان يحمل هاتفا ذكيا معه عندما خطفوه، وكان بإمكان الشرطة تتبعه ومنع حدوث الجريمة. لكنها تقاعست وحققت معنا عوضا عن تتبعه ومنع الجريمة الإرهابية».
ويذكر أن المحكمة أدانت أواخر العام الماضي، قاصرَيْن يهوديين من عائلة بن ديفيد، أحدهما في السادسة عشرة والثاني في الثامنة عشرة من العمر، بخطف وقتل الفتى أبو خضير حرقا، وحكمت على أحدهما بالسجن المؤبد، وعلى الآخر بالسجن لمدة واحد وعشرين عاما. ووصف النائب العام في هذه القضية، أوري كورب، قتل أبو خضير، بأنه إحدى كبرى الجرائم في تاريخ إسرائيل.
وكانت الجريمة قد وقعت في الثاني من يوليو (تموز) في سنة 2014، قبيل الحرب العدوانية على قطاع غزة، وبعد ثلاثة أيام من خطف جنديين إسرائيليين في الخليل. وكانت تلك فترة صاخبة بالتوتر، وأطلق الكثير من قادة الأحزاب اليمينية الحاكمة، تصريحات عنصرية دعوا فيها إلى عقوبات جماعية للفلسطينيين. وفي حدود الساعة الرابعة إلا ربعا فجرا، من يوم الثاني من يوليو (تموز)، كان الطفل محمد أبو خضير (11 عاما)، قد غادر منزله في شعفاط متوجهًا إلى المسجد لأداء صلاة الفجر؛ حيث توقف عند محل تجاري قريب منتظرا أصدقاءه للتوجه إلى المسجد. وعندها توقفت سيارة تقل المستوطنين القتلة، وترجلوا منها، وقاموا بجره إلى داخل السيارة بالقوة واختطفوه. وانطلقت السيارة بهم بسرعة جنونية ولم تتوقف عند إشارة المرور الحمراء، واجتازتها باتجاه حي راموت الاستيطاني، ثم انحرف سائقها نحو غابة في المنطقة، وهناك اعتدت العصابة اليهودية على الصبي محمد بالضرب. وأقدم بن ديفيد على استخدام آلة حادة؛ مما أفقد الصبي الفلسطيني وعيه. وعندها ألقوا عليه مادة نفطية وأشعلوا النار في جسده وهو حي. ولم يغادر أفراد العصابة ساحة الجريمة إلا بعد أن تيقنوا من وفاته.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.