سائق تاكسي يوثق يومياته لـ45 ألف متابع على «سناب شات»

ليث علي استطاع تحويل مركبته الصفراء إلى مشروع تخرج ومبادرة خيرية

سائق سيارة الأجرة الأردني ليث علي ({الشرق الأوسط})
سائق سيارة الأجرة الأردني ليث علي ({الشرق الأوسط})
TT

سائق تاكسي يوثق يومياته لـ45 ألف متابع على «سناب شات»

سائق سيارة الأجرة الأردني ليث علي ({الشرق الأوسط})
سائق سيارة الأجرة الأردني ليث علي ({الشرق الأوسط})

«صباح الورد والفل والياسمين والزنبق.. أتمنى لكم يوما منورا ومشعشعا». بهذا الترحيب الحميم والابتسامة العريضة يخاطب سائق سيارة الأجرة، الأردني ليث علي، متابعيه على حسابه في «سناب شات» خلال عمله اليومي. حيث يقدم يومياته بطرائفها ومشاكلها وتفاصيلها لأكثر من 45 ألف متابع حول العالم. واستطاع خلال أقل من ثلاثة أشهر التفاعل مع متابعيه ليصبحوا أهله وجزءا لا يتجزأ من حياته اليومية من الثامنة صباحا وإلى العاشرة ليلا.
وفي مسيرته الأولى من نوعها، يهدف ليث من خلال مقاطع الفيديو التي يحملها، نقل صورة حقيقية لجمال الأردن ومجتمعها المترابط. ويتبرع هذا الشاب الطموح بـ20 في المائة من دخله إلى مركز الحسين للسرطان. كما اختار الطالب الجامعي أن تكون هذا المركبة الصفراء، والتطبيق الذكي محور مشروع تخرجه تحت عنوان «توظيف التواصل الاجتماعي في مجالات الحياة ووسائل النقل العام».
ليث أصبح قدوة للشباب في الوطن العربي مؤكدا أن «الشغل ليس عيبا»، إذ جرد أي أحكام مسبقة عن سائقي التاكسي. وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط» حول تجربته، يكشف علي (24 عاما) أنه لطالما اختار أن يعمل خلال سنواته في المدرسة والجامعة. إذ يقول: «امتهنت الكثير من المجالات منذ صغري منها وظائف في محلات الأحذية والملابس النسائية والإكسسوارات وفي مكتبة للقرطاسية وبمتجر للستائر عندما كنت طالبا في المدرسة». ويضيف: «بعدها سجلت في جامعة الزيتونة كطالب تسويق، أصبح من الصعب أن أترك عملي لأنني اعتدت أن أكون منتجا، وسرعان ما انتهت محاضراتي يوميا، سارعت بالذهاب إلى العمل».
واختار ليث عندها العمل في مجال تخصصه، فأصبح يعمل في شركة تسويق، إلا أن التوفيق بين الدراسة والعمل لطول ساعات الدوام بات مستحيلا، وأصبحت وظيفته تأثر على دراسته. إلى ذلك، يقول ليث: «قررت البحث عن مهنة ليس لدي مدير فيها ولي القرار بتحديد أوقات وساعات عملي، لذا اخترت أن أعمل كسائق سيارة أجرة لأكون حر نفسي».
يذكر أنه خلال شتى وظائفه، كان ليث يدون يومياته وتجاربه اليومية الطريفة والمحرجة والإنسانية منها التي تحدث في ساعات عمله على موقع «آسك إف إم». وبعد فترة، أصبح للشاب الأردني أكثر من 20 ألف متابع على الموقع، ينتظرون بفارغ الصبر مدوناته الشيقة. لذلك، عندما قرر ليث أن يصبح سائق سيارة أجرة، أعلن على صفحته على «آسك إف إم» الخبر، وزود متابعيه برقم للحجوزات وانهمرت عليه المكالمات إذ سكن المتابعون فضولا للتعرف على الشاب وراء هذه المدونات. ومع انشغال ليث بتوصيل الزبائن، تزايد مضمون يومياته، وأصبحت المدونات غير كافية لنقل صورة وافية عن نهاره في التاكسي. وعندها قرر علي تحميل تطبيق «سناب شات» وتوثيق تجاربه اليومية لمتابعيه من خلال مقاطع الفيديو.
وفي غضون أقل من ثلاثة أشهر، أصبح 45 ألف مستخدما للتطبيق يتابع ليث. وحول اختياره لسناب شات، يقول: «هذا التطبيق شبابي جدا، ويلقى إقبالا عاليا في الوطن العربي خاصة، ومن خلاله يستطيع المرء توثيق أحداث يومه واختصارها بمقاطع فيديو لا تتعدى العشر ثوان». وعن متابعيه يضيف علي بقوله: «لا تقتصر مجموعة متابعيّ على سكان الأردن، بل أصبح لدي متابعين من جميع أنحاء العالم كدول الخليج وفلسطين والولايات المتحدة وروسيا وغيرها». ويستطرد: «انقل للمتابعين حول العالم معالم العاصمة عمان، ولذلك أصبحت أتلقى مكالمات من الفنادق للحجوزات من قبل المتابعين السياح لأخذ جولة معي».
ولم يتوقع علي أن تلقى فكرته إقبالا بهذا الكم، إذ يعتبره الناس في الأردن خاصة شخصية مشهورة يشارك ببرامج تلفزيونية، ومناسبات افتتاح معارض، وفعاليات لشركات، ويحل ضيفا على الكثير من البرامج الإذاعية. ولذلك قرر ليث أن تصبح مركبته الصفراء محور مشروع تخرجه الجامعي هذا العام تحت عنوان: «توظيف التواصل الاجتماعي في مجالات الحياة ووسائل النقل العام».
تاكسي ليث ليس سيارة أجرة تقليدية بل يحرص فيها على الاعتناء بالزبائن من خلال توفير «إنترنت» مجاني ومشروبات مرطبة، وحرية اختيار الأغاني في الرحلة. ويقول ليث: «أعي معاناة طلاب الجامعات والمدارس والموظفين لذلك أقدم لهم عروضا ورحلة مريحة». وبعيدا عن المرطبات والموسيقى، تتحول هذه المركبة الصفراء إلى مجلس يشارك من خلاله ليث وركابه المواهب والأفكار والقصص الإنسانية مع الآلاف من متابعيه على «سناب شات». وبهذا، تصبح «ماي ستوري» أو تغطية ليث اليومية أشبه ببرنامج اجتماعي وثقافي وفكاهي وحتى سياحي.
ولم يكتف ليث بالوصول لقلوب المتابعين فحسب، بل قرر أن ينظم مبادرة أشد إنسانية. ويكشف علي عن المبادرة بقوله: «قررت أن أتبرع بـ20 في المائة من دخلي اليومي لمؤسسة الحسين للسرطان، كما سأوفر الفرصة لركابي بالتبرع من خلال دفتر كوبونات».
وينظم ليث أيضا رحلات سياحية داخلية في الأردن عن طريق الإعلان عنها عبر «سناب شات». ويقول: «معظم متابعي طلاب جامعات، فأردت أن أجمعهم لنخرج للترفيه عن أنفسنا في رحلات سياحية داخلية للبتراء والعقبة ووادي رم وغيرها من معالم الأردن الجميلة». ويضيف: «أفتخر ببلدي وأريد من تسجيلاتي على التطبيق أن أنقل صورة جميلة وحقيقية له». ومن ضمن مبادرات شبابية يعمل عليها ليث حاليا لإفادة البلد، صمم قميصا «فريق ليث علي» لمتطوعين للمشاركة في مشاريع تنظيف الشوارع والأغوار وغيرها.
وعندما حظي علي بالشهرة انهالت عليه عروض العمل من شركات ضخمة ومرموقة في الأردن، وبرواتب مغرية، إلا أن الشاب يرفضها تكرارا لأنه مصر على التخرج من الجامعة، ولأنه اعتاد على «التاكسي».
ويقول: «أصبح متابعيّ مثل عائلتي، فأنا معهم من الساعة الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساءا، ولو غبت عن تحميل لقطات الفيديو ولو ساعة تساءلوا عن مكاني». ويضيف: «ولن أستطيع التخلي عنهم، فإنا احكي همومهم وأتعلم منهم».
وبهذا استطاع الشاب الأردني أن يصبح قدوة للشباب العرب. ويشرح بقوله: «الشغل ليس عيبا، بل على الجميع السعي وراء أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع». ويستطرد: «عندما قررت أن أصبح سائق أجرة، انتقدني البعض لوجود الأحكام المسبقة عن هذه المهنة، وسرعان ما تراجعوا عن كلامهم عندما رأوا نجاح مبادرتي البسيطة». ليث شاب طموح يمثل نموذج من الكثير من الشباب العرب الذين اختاروا توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لصالح مبادرة فاعلة، والعنصر الأهم هنا هو المثابرة وتحدي الانتقادات.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».