غارات جوية للنظام السوري توقع أكثر من 50 قتيلاً في سوق شعبي بإدلب

هجوم لقوات الأسد على مقاتلي المعارضة باللاذقية بدعم روسي

غارات جوية للنظام السوري توقع أكثر من 50 قتيلاً في سوق شعبي بإدلب
TT

غارات جوية للنظام السوري توقع أكثر من 50 قتيلاً في سوق شعبي بإدلب

غارات جوية للنظام السوري توقع أكثر من 50 قتيلاً في سوق شعبي بإدلب

قتل أكثر من 50 شخصا وأصيب عشرات آخرون، في غارة جوية لقوات النظام السوري استهدفت سوقا شعبياً للخضار في مدينة معرة النعمان بريف إدلب.
ويأتي هذ التصعيد الميداني الكبير بعد انهيار الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف، وفي ظل اتفاق لوقف الأعمال القتالية يبدو في طريقه إلى الانهيار بشكل كامل.
وقال ناشطون سوريون، إن مقاتلات قوات النظام السوري قصفت أيضا مدينة جسر الشغور بريف إدلب، وأن الطائرات الحربية مستمرة بالتحليق في سماء محافظة إدلب.
وتشهد مدن وبلدات ريف المحافظة تصعيدا غير مسبوق، بعد هدوء نسبي عاشه الأهالي فيها، في ظل الهدنة التي تبدو في طريقها إلى الانهيار الكامل.
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات في شمال سوريا، حيث تسعى قوات النظام إلى دحر محاولات تقدم المعارضة المسلحة في محافظة اللاذقية.
وأوضح الناشطون أن القتال يتركز في عدة مناطق في ريف اللاذقية، أهمها جبل التركمان، وذلك بعد يوم واحد من شن المعارضة هجوما جديدا ضد قوات النظام، بسبب انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، حسبما تؤكد المعارضة.
من ناحية أخرى، شنت قوات النظام السوري هجوما مضادا على مقاتلي المعارضة في محافظة اللاذقية بدعم روسي، فيما اندلعت أعمال عنف في أنحاء متفرقة بشمال غربي البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في ضربات جوية ببلدة كفر نبل في محافظة إدلب معقل مقاتلي المعارضة، كما قتل ثلاثة آخرون في بلدة معرة النعمان القريبة.
وتركز القتال في اللاذقية على مناطق شنت منها جماعات معارضة هجوما على قوات النظام أمس الاثنين، وتندلع فيها المعارك كثيرا رغم اتفاق وقف العمليات القتالية.
ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن فادي أحمد المتحدث باسم جماعة الفرقة الأولى الساحلية في المنطقة "النظام يحاول أن يقتحم المنطقة وتشاركه المروحيات الروسية والسوخوي الحربي".
وأفادت أنباء بشن ضربات جوية من قوات النظام وإلقاء براميل متفجرة في مناطق شمالية بمحافظة حمص التي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».