«أرامكو السعودية».. نشاطات للنساء بعيدًا عن النفط

قسم ترفيه يضم 56 جمعية رياضية وثقافية واجتماعية

البازارات فرص للعضوات لعرض ثقافاتهن وتقاليدهن المختلفة والمتنوعة  و جانب من أحد المعارض
البازارات فرص للعضوات لعرض ثقافاتهن وتقاليدهن المختلفة والمتنوعة و جانب من أحد المعارض
TT

«أرامكو السعودية».. نشاطات للنساء بعيدًا عن النفط

البازارات فرص للعضوات لعرض ثقافاتهن وتقاليدهن المختلفة والمتنوعة  و جانب من أحد المعارض
البازارات فرص للعضوات لعرض ثقافاتهن وتقاليدهن المختلفة والمتنوعة و جانب من أحد المعارض

«معسكر الظهران» اسم قد يوحي بأجواء قاعدة عسكرية، وقعقعة سلاح، وجنود وخيام، وما أبعد الحقيقة عن ذلك، إذ إن المعسكر واحة خضراء مزهرة راقية، تفيض بحياة يومية ناعمة.
معسكر الظهران، بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، هو الاسم الرسمي لأقدم وأكبر موقع سكني لموظفي شركة «أرامكو»، كبرى الشركات السعودية العالمية التي تعمل في مجالات النفط والغاز الطبيعي والبتروكيماويات.
«الشرق الأوسط» وفي زيارة «تعريفية» تسنى لها اكتشاف الوجه الآخر لـ«أرامكو» بعيدًا عن التنقيب والإنتاج والتكرير والشحن والتوزيع والتسويق، وعن شواغل العرض والطلب والمضاربات، وعن قرارات منظمة الدول المصدرة للنفط «الأوبك» التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرًا لها.
وسط حضور نسائي مرتب وأنيق، حضرت «الشرق الأوسط» دعوة أقامتها جمعية «الناطقات باللغة العربية» تحت رعاية «أرامكو»، وبالتنسيق مع قسمه للترفيه، احتفالاً بالأمهات، ممن يعملن أو يعمل أزواجهن حاليا بـ«أرامكو»، وكذلك بمن عمل أزواجهن سابقًا، خصوصًا أنهن قد لعبن أدوارا تأسيسية مقدرة أسهمت في النهوض بمجتمع «أرامكو» النسائي.
في حديث مع بدرية الدوسري، رئيسة الجمعية، علمت «الشرق الأوسط» أن مهام وأنشطة الجمعية التي تتكون عضويتها ممن يتحدثن العربية (لا سيما أن (أرامكو) التي بدأت كشراكة سعودية - أميركية، ولا تزال بالطبع ورغم السعودة، تضم جنسيات تتحدث مختلف اللغات) وأن جمعيتهن ثقافية، اجتماعية، صحية، وترفيهية تقتصر عضويتها على جميع الموظفات وزوجات الموظفين من المستوى 11 وما فوق. وللقطاعات الأخرى جمعياتها.
للجمعية دستور يحدد مهام كل منصب إداري، ومن مناصبها رئيسة ونائبتان وسكرتيرة ومسؤولة مالية ومسؤولة عن الدستور. يتم الاختيار الدوري لجميع المناصب بالانتخاب، وذلك لتبادل المهام وتجديد الدماء وللاستفادة من معظم الخبرات والتجارب.
تهدف فعاليات الجمعية لملء فراغ العضوات بأنشطة تعود عليهن بالفائدة وشغلهن ببرامج مفيدة ومتنوعة في مختلف مناحي الحياة، بما في ذلك تنظيم رحلات ترفيهية، وزيارات تعريفية، ودورات تدريبية ومحاضرات مختلفة الأطروحات.
في معرض رد على سؤال عن كم تبلغ ميزانية جمعية تنتسب لشركة بثراء «أرامكو»؟ أكدت الإجابة أن ميزانية الجمعية تتكون من اشتراكات العضوات. ويبلغ رسم العضوية السنوي 950 ريالاً سعوديًا. وتضم الجمعية حاليا 250 عضوة.
ولزيادة مدخولها تنظم الجمعية أكثر من بازار في العام، وتعتبر البازارات في ذات الوقت فرصًا للعضوات للتعريف بأطعمتهن المحلية وعرض ثقافاتهن وتقاليدهن المختلفة والمتنوعة.
من جانبها تدعم «أرامكو» الجمعية بخدمات لوجيستية، ومن ذلك مكتب تتوفر فيه كل المستلزمات وهاتف ثابت وخدمة الإنترنت وعمليات الصيانة، كما توفر للجمعية على سبيل المثال الصالة حيث أقيم الاحتفال المذكور.
وفي هذا السياق، أوضحت دلال المطلق التي تعمل مستشارة ترفيه بـ«أرامكو» لـ«الشرق الأوسط»، أن قسم الترفيه يضم 56 جمعية ترعى مختلف الأنشطة والأعمار، ومن ذلك جمعيات رياضية وثقافية واجتماعية.
ومعلوم أن المعسكر يزخر بمساجد ومدارس ومستشفيات، بما في ذلك مستشفى بيطري ودار سينما ومحال تجارية وبوستة وبنك، ولا يخلو من صالونات تجميل ومحال حلاقة وغيرها من ضروريات ومستلزمات الحياة المدنية، بما في ذلك شبكة مواصلات داخلية، وتحرسه بوابات عبور رسمية لحماية سكانه وما يضم من منشآت ومواقع عمل.
من جانب آخر، وردا على سؤال «الشرق الأوسط» عن أي دور خيري للجمعية؟ أوضحت السيدة أم عادل العجمي، التي تعتبر نبراسًا من الرعيل الأول الذي أسهم إسهاما مباشرا في تكوين الجمعية التي يزيد عمرها عن 35 عاما، أن سيدات الجمعية كن من قبل يتبرعن بإقامة فعاليات يعود ريعها مباشرة كمساعدات مالية وعينية توزع على الكثير من الأسر المحتاجة التي ظللن يتابعن أحوالها بصورة مستمرة ولصيقة حتى بالمدن المجاورة ومن مختلف الجنسيات، وذلك إلى أن صدر قرار بوقف مساعدات الجمعيات السعودية الخيرية المباشر، واستبدال تقديم التبرعات المالية لجمعيات معينة تم تحديدها تقوم هي بتوزيع ما يصلها من تبرعات بالتعامل المباشر.
في سياق مختلف وضمن المبادرات والأنشطة النسائية داخل معسكر الظهران زارت «الشرق الأوسط» متحفًا كاملاً تقيمه سيدة من أسرة «أرامكو» داخل منزلها، ويضم قطعا تراثيا من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية.
ولـ«أرامكو» بدورها داخل المعسكر متحف يركز على المظهر الحضاري والتاريخي لصناعة الزيت بالمملكة، ويحكي قصتها.
بمنزل «الأشقر» بحي الرابية، وهو المنطقة المخصصة لسكن كبار الموظفين التنفيذيين، استقبلتنا هاوية جمع التراث السعودي، منيرة السناني، التي غيرت تصميم صالونها ليصبح جزءا من متحفها الذي خصصت له صالة فوقية كاملة امتلأت بقطع وموروثات لمختلف أنواع الأنشطة اليومية بما في ذلك «دفاتر ورقية غلفت بالجلد تعود لأكثر من 120 سنة كانت تستخدم لتسجيل المعاملات المالية، وتضم تسجيلات لديون مستحقة»، ناهيك بفوانيس إضاءة ومكاوٍ ومفاتيح ومعدات طبية تعود لحقب مختلفة.
يفيض المتحف بأدوات ومعدات وأونٍ وقطع نقدية وأوراق مالية. وكان للسعوديين في غابر الأزمان «بنوك منزلية» لا تزيد عن جراب جلدي يعلق حائطيا لحفظ «القروش» ثم ومع بسطة الرزق بظهور النفط تنوعت المصارف محليا ودوليا، وتوسعت الحسابات البنكية، والبطاقات الإلكترونية والبلاستيكية، كما ظهرت بنوك على سيارات متحركة.
كذلك تتوفر بالمتحف نماذج لملابس عادية وملابس مناسبات وعدد من المجسمات التي تتزين بملابس كل منطقة، ومسماة بأكثر ما تشتهر به تلك المناطق من أسماء، وهناك الخالة فتو والعم سراج من الحجاز، والعم صالح والعم حمد من منطقة نجد، على سبيل المثال.
وبالطبع وحتى في قديم الزمان كانت المرأة السعودية تهتم بمظهرها وزينتها حسب تقاليدها، ولكل مناسبة ملبسها و«إكسسوارها»، وبعضها مصنوع من الذهب، وآخر من الفضة الخالصة «كحجول»، ومن تلك المصوغات «زند» يلبس على العضد و«مرتعشة» أشبه بالعقد، و«شناق» يُثبت على جانبي الرأس، ثم ينزل كاسيا الأذنين.
ومن أدوات الزينة مكاحل وأنواع حجارة كانت تسخن وتستخدم ككحل، وهناك حتى نوع من اللحاء كانت النساء «تمضغه» ويصبغ شفاهها بلونه، يسمونه «الديرم».
وللقهوة ركنها ومعداتها من دلاء ومبرد لتبريد البن بعد «تحميسه على المحماس ثم سحنه على البنجر (الهاون)»، ولا يخلو الركن من «كير» لنفخ الحطب ليشتعل ويولع. ولغلي الماء هناك إناء أسطواني يُملأ بالماء وبداخله آخر لوضع الجمر يسمى السمورة «سماور» أكثر ما يستخدم لإعداد الشاي الذي يعتبر والقهوة العربية أكثر المشروبات الساخنة التي يفضلها السعوديون حتى يومنا هذا.
وبالطبع للخليج العربي أثره بالمنطقة الشرقية، وفي هذا السياق يضم المتحف معدات لصيد الأسماك وأدوات غوص لاستخراج اللؤلؤ وكيفية فتح المحار ومقاسات لقياس حجم اللؤلؤ. ولا يفتقد المتحف حتى نماذج لألعاب الأطفال التي كانت تصنع من مواد بسيطة كعظام الخراف «للعبة تسابة» مثلا. أما أكثر ما يثير الرأفة بين المعروضات فهو زجاجة مقوسة لها حلمة بلاستيكية كانت تعرف بـ«رَضّاعة اليتيم» بفتح الراء وتشديد الضاد.
طلت السيدة منيرة بعض غرفها باللونين الأزرق والأبيض، وهما من الألوان التي كانت سائدة سابقا، وأثثتها بأفرشة أرضية «مطرحة» تمامًا كما هي مجالس المنطقة الشرقية التقليدية، ورصت عليها مخدات بيضاء اللون مطرزة بورود ملونة، كما كان الحال قديما، وعلى الجوانب وضعت صناديق تعرف بـ«الصندوق الهندي» كانت تُستخدم كخزانات للملابس المخصوصة التي لا تستعمل يوميًا كملابس الأعياد والمناسبات، بينما للملابس اليومية سلال بسيطة سهلة الاستعمال.
من جانب آخر يتميز «معسكر الظهران» بالخضرة النضرة، وبساطة تخطيطه، وتسمية طرقاته وشوارعه، وترقيم منازله التي حتى الفخم منها تم بناء معظمه بأسلوب معماري مريح مع اهتمام ملحوظ بالحدائق رغم الطبيعة الصحراوية التي تعم المنطقة.
ويعتبر أهم معلم بمعسكر الظهران، لوح أثري يشير لموقع أول بئر اكتشف فيها النفط عام 1938، بعد أربع سنوات من بدء عمليات التنقيب بالمملكة، وأطلق عليها يومذاك اسم «بئر الدمام رقم 7».
وكان المغفور له، الملك عبد الله بن عبد العزيز قد أعاد تسمية الموقع بـ«بئر الخير»، ولا تزال البئر التي استبعدت لأسباب تشغيلية قادرة على الإنتاج، وخيرة لم تنضب من الذهب الأسود.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».