أنصار الصدر يحاصرون 4 وزارات في بغداد ويعاودون الاعتصام في ساحة التحرير

نائب يتهم رئيس البرلمان بتهديده بالقتل.. والجبوري: عقد جلسة شاملة بكامل الأعضاء خلال أيام

أنصار التيار الصدري يبدأون نصب خيامهم في ساحة التحرير ببغداد (رويترز)
أنصار التيار الصدري يبدأون نصب خيامهم في ساحة التحرير ببغداد (رويترز)
TT

أنصار الصدر يحاصرون 4 وزارات في بغداد ويعاودون الاعتصام في ساحة التحرير

أنصار التيار الصدري يبدأون نصب خيامهم في ساحة التحرير ببغداد (رويترز)
أنصار التيار الصدري يبدأون نصب خيامهم في ساحة التحرير ببغداد (رويترز)

في وقت بدأ فيه أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حصارا غير مسبوق لأربع وزارات في قلب بغداد، مطالبين وزراءها بالاستقالة طبقا للمهلة الجديدة التي منحها الصدر لرئيس الحكومة حيدر العبادي بتقديم حكومة تكنوقراط، بلغت الأزمة السياسية في العراق مراحل متقدمة حين اتهم عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية مشعان الجبوري، رئيس البرلمان سليم الجبوري بتهديده بالقتل من خلال رسالة وصلته من هاتفه الشخصي.
وقال الجبوري، وهو أحد النواب المعتصمين المطالبين بإقالة رئيس البرلمان ونائبيه رغم انتمائهما (الجبوريان سليم ومشعان إلى قبيلة واحدة هي قبيلة الجبور كبرى القبائل العراقية، وكذلك إلى تحالف واحد هو تحالف القوى العراقية) في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرسالة وصلتني من الهاتف الشخصي لرئيس البرلمان (السابق) سليم الجبوري وتحمل تهديدا صريحا بالقتل مع توجيه سلسلة من الاتهامات والأوصاف لي بأني أصبحت قرقوزا للشيعة وللمالكي علما بأنه قرن التهديد بتصفيتي بمراجعة موقفي ومطالبتي بالانسحاب». وأضاف الجبوري أن «هذا الهاتف الذي تلقيت منه رسالة التهديد سبق أن تبادلنا فيه أنا والجبوري من قبل رسائل واتصالات هاتفية؛ مما يعني أنه هاتفه الشخصي». وأوضح الجبوري أنه «تقدم بشكوى أصولية إلى القضاء الذي سيفصل بيننا». وجاء في رسالة التهديد حسب النائب مشعان الجبوري: «إذا لم تتراجع عن موقفك سوف يتم تصفيتك، معروف بعمالتك وخستك وحقارتك أنت عبارة عن قرقوز للشيعة والمالكي.. احذرك.. احذرك.. الدكتور سليم الجبوري».
من جانبه أعلن مكتب رئيس البرلمان سليم الجبوري أنه سوف يبدأ التحقيق فيما عده مزاعم وصول تهديدات لبعض الجهات من الهاتف الشخصي لرئيس البرلمان. ونفى عضو البرلمان العراقي عن كتلة ديالى هويتا رعد الدهلكي، التي يتزعمها رئيس البرلمان سليم الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «إن هذا الكلام عار عن الصحة؛ لأن الدكتور سليم الجبوري أرفع من مثل هذه الأساليب ولا يمكن أن يصدر منه مثل هذا الكلام». وحول صحة التأكيد بأن الهاتف يعود إلى رئيس البرلمان سليم الجبوري قال الدهلكي: «إن هناك خطأ بالتأكيد علما بأن هناك برامج من هذا النوع ويمكن استخدامها لأغراض الإساءة».
وفي السياق قال رئيس البرلمان المقال سليم الجبوري إن الأيام المقبلة ستشهد تحديد موعد لجلسة مجلس النواب الشامل تضم كامل أعضائه. وقال الجبوري، في كلمة خلال مؤتمر تخطيط إدارة أزمة النازحين وخطة الطوارئ: «ستشهد الأيام القادمة تحديدا لموعد جلسة مجلس النواب الشاملة التي تضم كامل أعضاء البرلمان من بعد التحرك الإيجابي خلال اليومين الماضيين لبلورة تصور جمعي يكون محور حله داخل قبة البرلمان وضمن إجراءات واضحة وشرعية ودستورية لن يكون فيها خط أحمر لأي تصور أو وجهة نظر معينة»، وأضاف: «نحن منفتحون على كل وجهات النظر التي نتفق أو نختلف معها، وستكون باكورة أعمالنا ما يتم طرحه من إتمام فكرة الإصلاحات وما سيقدمه رئيس الوزراء والذي نأمل أن يكون سريعا والكابينة الوزارية التي يقبل مجلس النواب بها أو يرفضها والقول هو قول المجلس». وأوضح أن الكابينة الوزارية التي قدمت لأكثر من مرة من الحكومة إلى البرلمان ودار حولها خلاف كثير نعتقد أن جل الخلاف الذي كان ينصب حولها إنما يدور حول تحقيق المصلحة المرجوة من وجهات نظر مختلفة أو متعددة. وذكر: «لقد أثبتت القوى السياسية أنها قادرة على تطوير أدائها بما ينسجم مع متطلبات المرحلة وما الحراك البرلماني الأخير إلا دليل واضح وجلي على هذا الفعل الأمر الذي يدل على أننا قادرون على تخطي حالة التكتلات الضيقة إلى حالة من الانفتاح السياسي»، وقال الجبوري: «تعبر الصورة النهائية للمشهد عن نية خالصة من قبل الجميع لإنقاذ البلاد من أزمتها، وقد نختلف في الاجتهادات وفي تحديد شكل الخطوة التنفيذية، لكننا بالتأكيد نتفق في ضرورة الإصلاح وأهميته وحاجتنا الملحة إليه».
إلى ذلك بدأ أنصار التيار الصدري اعتصاما مفتوحا في ساحة التحرير وسط بغداد؛ حيث تم نصب نحو 75 خيمة بعد نحو أسبوع من إعلان الصدر فض الاعتصامات بعد إعلان موافقة البرلمان والقوى السياسية على خطة الصدر الإصلاحية. ويأتي الاعتصام المفتوح لأنصار التيار الصدري أمس، الذي يتزامنه محاصرة الصدريين لأربع وزارات في بغداد، وهي: العدل، والخارجية، والثقافة، والإعمار والإسكان؛ لإجبار وزرائها على تقديم استقالاتهم مع إعلان الصدر ما سمَّاه «وثيقة الشعب»، التي أمهل من خلالها رئيس الوزراء حيدر العبادي مدة 45 يوما لتقديم كابية وزارية جديدة.
في سياق ذلك فشل وفد من النواب المعتصمين في مقابلة المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني وأي من المراجع الكبار الثلاثة الآخرين (محمد سعيد الحكيم وإسحق الفياض وبشير النجفي)؛ الأمر الذي حملهم على التوجه إلى كربلاء؛ حيث استقبلهم معتمد المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي دون الإدلاء بأي تصريح. ودعا رئيس البرلمان سليم الجبوري إلى تهيئة الأجواء لعقد جلسة اعتيادية للبرلمان تضم الجميع بمن فيهم المعتصمون. وقال الجبوري في كلمة له في مؤتمر التخطيط للنازحين وخطط الطوارئ إن القوى السياسية أثبتت «أنها قادرة على تطوير أدائها بما ينسجم مع متطلبات المرحلة، وما الحراك البرلماني الأخير إلا دليل واضح وجلي على هذا الفعل؛ الأمر الذي يدل على أننا قادرون على تخطي حالة التكتلات الضيقة إلى حالة من الانفتاح السياسي». وأضاف الجبوري إن «الأيام القادمة ستشهد تحديدا لموعد جلسة مجلس النواب الشاملة التي تضم كامل أعضائه من بعد التحرك الإيجابي خلال اليومين الماضيين لبلورة تصور جمعي يكون محور حله داخل قبة البرلمان وضمن إجراءات واضحة وشرعية ودستورية، لن يكون فيها خط أحمر لأي تصور أو وجهة نظر معينة، ونحن منفتحون على كل وجهات النظر التي نتفق أو نختلف معها وستكون باكورة أعمالنا ما يتم طرحه من إتمام فكرة الإصلاحات». من جهتها فقد جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها لرئيس البرلمان سليم الجبوري في مواجهة خصومه. وقال السفير الأميركي في العراقي ستيوارت جونز في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر تخطيط إدارة النازحين وخطة الطوارئ: «أحيي رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري والمواطنين المحليين الذين يسهمون بشكل كبير في معركة الأنبار من أجل إعادة النازحين طوعا وبسلامة، وهذا يشكل جهدا مهما»، مبينا أن «تنظيم (داعش) يخسر والقوات العراقية والشعب يربحان المعركة ضد التنظيم».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».