سلطان بن سلمان يرعى ملتقى التراث والفنون الثاني في الرياض

ثمّن دعم الجريسي لترميم مساجد بلدة رغبة التاريخية

مسجد الجو التاريخي ببلدة رغبة بعد الانتهاء من ترميمه ({الشرق الأوسط})
مسجد الجو التاريخي ببلدة رغبة بعد الانتهاء من ترميمه ({الشرق الأوسط})
TT

سلطان بن سلمان يرعى ملتقى التراث والفنون الثاني في الرياض

مسجد الجو التاريخي ببلدة رغبة بعد الانتهاء من ترميمه ({الشرق الأوسط})
مسجد الجو التاريخي ببلدة رغبة بعد الانتهاء من ترميمه ({الشرق الأوسط})

يرعى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني العضو المؤسس في الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ملتقى «التراث والفنون الثاني»، الذي تنظمه الجمعية بعد غد ولمدة 5 أيام في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بمشاركة جهات حكومية وخاصة وداعمة وجمعيات خيرية ومؤسسات معنية بالتراث والفنون.
ويأتي الملتقى ضمن فعاليات اليوم العالمي للتراث الذي يوافق 18 أبريل (نيسان) من كل عام، وذلك بالتزامن مع اجتماع الجمعية العمومية للجمعية السعودية للمحافظة على التراث لعام 2016 الذي يعقد بحضور الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة مجلس إدارة الجمعية، وعدد كبير من أعضاء الجمعية.
ويهدف الملتقى، الذي يحمل عنوان «كرم تراثك بمتحف» إلى التوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه، وتعزيز دور المتاحف في تنمية وحفظ الإرث الثقافي وإبرازه لدى المجتمع المحلي، والإسهام في توحيد جهود العمل المحلي بين القطاع الحكومي والخاص والأفراد، كونه أحد الركائز الأساسية للحفاظ على التراث والذاكرة الجماعية، وبناء شراكات استراتيجية لتنمية المشاريع التراثية، إضافة إلى الإسهام في تفعيل يوم التراث العالمي.
ويتضمن الملتقى مجموعة من الفعاليات والأنشطة التراثية المرتبطة بأهمية المتاحف ودورها في حفظ التراث، ومنها جلسات ثقافية وحوارية لمتحدثين محليين وإقليميين ودوليين، وعروض مسرحية كوميدية لمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وتجارب محلية ودولية ناجحة في قطاع المتاحف والتراث، إضافة إلى أركان وعروض تفاعلية متنوعة للأطفال.
إلى ذلك، فتح مسجد الجو ببلدة رغبة التاريخية في مركز رغبة بمنطقة الرياض أبوابه للمصلين بعد الانتهاء مؤخرًا من ترميمه، على نفقة رجل الأعمال عبد الرحمن الجريسي، وبمساندة فنية من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ممثلة في برنامج العناية بالمساجد التاريخية في مركز التراث العمراني الوطني.
ويعد هذا المسجد أحد المساجد الثلاثة في بلدة رغبة التاريخية، التي تبرع بترميمها الجريسي، وهي مسجد عقدة الجريسي ومسجد الجو ومسجد الطالعي، وذلك في إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية.
من جانبه، أعرب الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن شكره وتقديره للجريسي على هذه البادرة التي تسهم في إحياء المساجد التاريخية وإعادة المصلين إليها، مثمنًا دعم الجريسي لتأهيل وترميم بلدة رغبة التاريخية من خلال تكفله بترميم المساجد التاريخية في البلدة ودعم الجمعية التعاونية لتأهيل البلدة التاريخية.
ويأتي هذا المشروع ضمن «برنامج العناية بالمساجد التاريخية»، الذي تتعاون فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية بهدف المحافظة على المساجد التاريخية في السعودية والعناية بها، وإعادة تأهيلها، وإظهار قيمتها الدينية والحضارية والعمرانية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».