«مهرجان بيروت للرقص المعاصر» يفتتح عروضه محتفلًا بالعائلة اللبنانية

ينطلق اليوم ويستمر لمدة أسبوعين ومن ضيوفه الشهير أكرم خان

«مهرجان بيروت للرقص المعاصر» يفتتح عروضه محتفلًا بالعائلة اللبنانية
TT

«مهرجان بيروت للرقص المعاصر» يفتتح عروضه محتفلًا بالعائلة اللبنانية

«مهرجان بيروت للرقص المعاصر» يفتتح عروضه محتفلًا بالعائلة اللبنانية

تبدأ الليلة، وبزخم كبير، عروض «مهرجان بيروت للرقص المعاصر» في دورته الثانية عشرة، والتي تستمر حتى الثلاثين من الشهر الحالي، تحت عنوان «بيروت ترقص». اسم معبر، لدورة تأتي لمرة جديدة في ظروف صعبة، متحدية كل العوائق، مصرة على أن تأتي بفنانيها من الغرب والشرق والعالم العربي، كما جرت العادة، دون مهادنة أو تردد، خاصة وأن الفنانين المشاركين يأتون بحماسة، ولا يعبرون عن أي قلق من وجودهم في بيروت، بحسب ما يشرح المنظمون.
المديرة الجديدة للمهرجان ميا حبيس تعتبر أن لهذه التظاهرة دور حواري مع أهل المدينة ومشكلاتها وأسئلتها، وما يعرض لن يكون منعزلاً عما يدور فيها. البرنامج كبير وغني ومتنوع يبدأ بعرض منتظر لمؤسس المهرجان عمر راجح، وهو مشروع يعمل عليه منذ سنتين، كمصمم وراقص. وتحت عنوان «بيتنا»، سيرى الجمهور عرضًا، فيه نكهة اجتماع العائلة اللبنانية يوم الأحد، حول مأدبة فيها مشهيات الطاولة التقليدية اللبنانية. العرض يبدو من عنوانه محليا لكن الأمر غير ذلك، فهو عصارة جهد أربعة مصممي رقص من لبنان وبلجيكا واليابان وتوغو، بمشاركة أربعة موسيقيين، حيث يحضر الثلاثي جبران من فلسطين، برفقة عازف رابع. «بيتنا» من إنتاج أربعة مهرجانات أوروبية وقدم في فيينا ثم فرنسا قبل انطلاقه من بيروت ومنها إلى جولة أوروبية في إيطاليا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبور. وجدير بالذكر أن العرض سيقدم في «مسرح المدينة»، كما أن المهرجان ستتوزع عروضه خلال أسبوعين على مسارح أخرى وهي «بيريت» و«مقامات بيت الرقص». وتكرّ سبحة العروض بعد «بيتنا» ولعل أهمها هو ما سيقدمه الشهير أكرم خان الذي سبق له أن عرض ضمن هذا المهرجان، لكنه يأتي هذه المرة بعمل آخر يحمل عنوان «كاش» مدته خمس وخمسون دقيقة، وهو ثمرة لتعاون خان مع مواهب مشهورة مثل أنيش كابور ونيتين ساوهني، وكان قد قدم قبل 13 سنة، وكان أول عرض مسائي لفرقة خان، تؤديه هذه المرة، مجموعة من الراقصين الموهوبين، وهو من تجليات سعي أكرم خان إلى مدّ الجسور بين عالمين ألا وهما الرقص المعاصر والرقص الهندي الكلاسيكي «كاثاك».
العروض العربية بدورها كثيرة جدًا، إذ يتضمن المهرجان، ما أطلق عليه «ملتقى ليمون» العربي للرقص المعاصر الذي يحمل عنوان «الرقص والحراك»، ويستضيف 22 فنانًا لبنانيًا وعربيًا مع منسّقين من جنسيات مختلفة. يتضمن الملتقى الذي يمتد من 14 إلى 17 من الحالي، ست ورش عمل وندوات، وهناك ثلاثة عشر عرضًا راقصًا بينها ستة عروض جديدة وخمسة غيرها هي من إنتاج «بايبود» و«مقامات بيت الرقص» وهو إنجاز كبير، يحسب لمنظمي المهرجان الذين يحرصون على إخراج الأعمال من التغريب وإعادتها إلى بيئتها الأصل.
ومن العروض العربية، «أعمدة الدم» لأنمار طه من العراق، «والحرية أبدا» لجاد تانك من لبنان، «لنكون» لشرف دار زيد من فلسطين، و«زعفران» لفرقة ماها الإيرانية بالتعاون مع «مقامات من لبنان، و«آثار الغياب» لغيدا حشيشو من لبنان، و«الربيع المقدس» لفرقة شطحا وعايشة مبارك وحفيز ضهو من تونس وفرنسا. وهناك عمل مشترك إسباني لبناني هو «الوقت يأخذ الوقت» لغي نادر وماريا كامبوس، و«يداي تكبراني سنًا» لدانيا حمود من لبنان.
وسيتضمن المهرجان عرضا سويسريًا بعنوان «أمطار جانبية» وعرضين سويديين، لفرقة «كولبرغ باليه» أحدهما هو «عودة الرقص الحديث» والآخر «ضد التيار»، وكذلك حفل ألماني راقص هو «رباعي» لـ ريموند هوغ، وآخر إيطالي لأليساندرو سياروني يحمل اسم «بلا عنوان سأكون هناك حين تموت».
المهرجان الذي ينتظره عشاق الرقص يبدأ اليوم، وله هدف واحد هو إرقاص بيروت، وجعلها ذات حركة لا تهدأ، وهو ما تجلى في إعلان المهرجان الطريف الذي يرينا مواطنين يرقصون بطرق مختلفة ومن أعمار متباينة جدًا.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».