الأسد يطلق معركة حلب.. بغطاء روسي ودعم إيراني

المعارضة استفادت من الهدنة في شراء صواريخ مضادة للطيران من السوق السوداء الدولية

مسعفون وسكان يجلون امرأة مصابة إثر غارة جوية شنتها قوات الأسد في منطقة حيدرية شمال حلب أمس (أ.ف.ب)
مسعفون وسكان يجلون امرأة مصابة إثر غارة جوية شنتها قوات الأسد في منطقة حيدرية شمال حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

الأسد يطلق معركة حلب.. بغطاء روسي ودعم إيراني

مسعفون وسكان يجلون امرأة مصابة إثر غارة جوية شنتها قوات الأسد في منطقة حيدرية شمال حلب أمس (أ.ف.ب)
مسعفون وسكان يجلون امرأة مصابة إثر غارة جوية شنتها قوات الأسد في منطقة حيدرية شمال حلب أمس (أ.ف.ب)

أعلن رئيس حكومة النظام السوري وائل الحلقي، أمس، بدء الاستعدادات لشن عملية عسكرية واسعة في ريف حلب الجنوبي، مضيفًا أمام مشرعين روس يزورون دمشق، أن هذه الاستعدادات يقوم بها جيش النظام إضافة إلى سلاح الجو الروسي.
وجاءت تصريحات نظام بشار الأسد بشأن الإعداد لعملية حلب، تزامنًا مع تأكيد معارضين سوريين وآخرين مناصرين للنظام، أن سلاح الجو الروسي انخرط في العمليات العسكرية في ريف حلب الجنوبي منذ السبت الماضي.
بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن النظام وحلفاءه الإيرانيين «يحضرون لمعركة عسكرية»، لافتا إلى أن المنطقة «تشهد أعنف الاشتباكات بالتزامن مع قصف روسي عنيف استهدف مناطق تقدم قوات المعارضة وحلفائها».
كذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط»، إن الفصائل المسلحة استفادت من أيام الهدنة للتزود بالسلاح والذخائر بشكل غير مسبوق، كاشفة أن بحوزة المقاتلين حاليا صواريخ حرارية محمولة على الكتف صينية الصنع. وقالت المصادر إن عدد هذه الصواريخ يبلغ نحو 20 صاروخا، حصل عليها مقاتلو «أحرار الشام» من السوق السوداء الدولية، ويبلغ ثمن الواحد منها نحو 25 ألف دولار.
سياسيا، وصل الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى دمشق مساء أمس، قادما من العاصمة الأردنية عمّان، وذلك في إطار التحضير لمفاوضات جنيف التي ستستأنف بعد غد الأربعاء. بدوره، قال منذر ماخوس، المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض (المعارضة السورية)، لـ«الشرق الأوسط»: «إننا غير متفائلين بالجولة المقبلة» من المفاوضات، مضيفا أن «على جدول الأعمال نقطة واحدة، هي الحكم الانتقالي وتكوين هيئة الحكم بكامل الصلاحيات».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.