مصادر: طهران طالبت أبو مرزوق باعتذار عن تسريبات سابقة للسماح له بزيارتها

قيادي في حماس يشكر خادم الحرمين على خطواته لترتيب البيت العربي

وليد عساف وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يتحدث إلى قوات الأمن الإسرائيلية في الخليل أمس (أ.ف.ب)
وليد عساف وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يتحدث إلى قوات الأمن الإسرائيلية في الخليل أمس (أ.ف.ب)
TT

مصادر: طهران طالبت أبو مرزوق باعتذار عن تسريبات سابقة للسماح له بزيارتها

وليد عساف وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يتحدث إلى قوات الأمن الإسرائيلية في الخليل أمس (أ.ف.ب)
وليد عساف وزير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يتحدث إلى قوات الأمن الإسرائيلية في الخليل أمس (أ.ف.ب)

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن وفد حماس الذي التقى المخابرات المصرية الشهر الماضي في القاهرة، ومكث في قطر زهاء أسبوعين، كان يخطط لزيارة إيران، إضافة إلى دول أخرى، لكن طهران وضعت شرطا لوفد حماس قبل زيارتها، هو أن يعتذر رئيس الوفد موسى أبو مرزوق عن تصريحات سابقة، اتهم فيها طهران بالكذب فيما يخص دعم المقاومة، ومقايضة ذلك بطلبات أخرى.
وأكدت المصادر أن أبو مرزوق رفض هذا الطرح؛ لأنه لا يريد التطرق إلى المكالمة المسربة بأي شكل من الأشكال. وكان يخشى من تسليط الضوء أكثر على المكالمة والموقف من إيران، وهو الأمر الذي من شأنه تخريب خطط حماس لاستعادة علاقاتها مع إيران نفسها ومع دول عربية أخرى، كما أنه لم يقتنع بطلب الاعتذار نفسه.
وكانت «الشرق الأوسط» نشرت نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، تفاصيل مكالمة صوتية مسربة، لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، يهاجم فيها إيران بشدة، وينفي تصريحات إيرانية بأنها تقدم الدعم للمقاومة الفلسطينية، وخصوصا منذ عام 2009. وتحدث القيادي في حماس عن الإيرانيين كأكثر «الناس باطنية وتلاعبا بالألفاظ وحذرا بالسياسة»، مضيفا: «من 2009 تقريبا ما وصل منهم أي شيء، وكل الكلام اللي بقولوه كذب وكل اللي بيصل لحبايبنا لم يكن من قبلهم، جزء من طرف صديق وأطراف أخرى بسبب الأوضاع في المنطقة وكله بجهد الأنفس جمعناه وبعتنا، ولم يقدموا شيء في هذا المجال وكل ما يقولونه كذب».
وأشار أبو مرزوق إلى أن إيران كانت كلما يجري حديث معها عن الدعم، تشترط ذلك بتدخل حماس لتحسين علاقات طهران مع دول مثل السودان وغيرها. وقد عد ذلك جزءا من العقاب، واصفا إياهم بالقول: «هم مكذبة وفاتحينها بهذا المجال». وأضاف: «ياريت يكونوا مخلصين مثل ما بقولوا للناس، بعتبرونا خوارج، من 1400 قرن بتصفوا بالدهاء والتورية والباطنية وليسوا بهذه الدرجة من السهولة». مشيرا إلى ما افتعلوه من أحداث في اليمن. مضيفا: «هلكوا العباد بسبب أحاديثهم الباطنية وطريقة تعاملهم مع الناس».
وأثار هذا التسريب غضب إيران وما يسمى «حزب الله»، وأفسد ترتيبات سابقة للحزب لعقد لقاءات في الشهر اللاحق بين أبو مرزوق ومسؤولين إيرانيين في لبنان، حيث وصل أبو مرزوق فعلا إلى لبنان، لكن أي مسؤول إيراني لم يستقبله. وأرسلت حماس وفدا إلى إيران حاول تلطيف الأجواء، ومكث هناك 8 أيام قبل أن تعلن الحركة أنها تتطلع إلى صفحة جديدة من التعاون مع إيران، في اعتراف ضمني بالخلافات القائمة بينهم بشأن مواضيع شتى.
وكانت إيران اختلفت مع حماس بسبب الثورة السورية التي ساندتها الحركة الإسلامية، ثم زاد الخلاف بسبب طلب إيران من حماس الاصطفاف معها في خلافها مع المملكة السعودية. وحاولت حماس زيارة السعودية خلال رحلتها إضافة إلى تركيا، لكن لم يعرف لماذا لم تتم الزيارتان.
وقالت المصادر إن قطر كانت تتوسط من أجل زيارة وفد حماس إلى السعودية وتركيا، لكن تلك الوساطة لم تكتمل. وتأمل حماس في فتح الأبواب لها في المملكة السعودية.
وقال القيادي في الحركة، أحمد يوسف، أمس، عن زيارة العاهل السعودي لمصر: «لقد أسعدتنا تلك الزيارة التي تأتي في سياق تهدئة الأوضاع العربية بالمنطقة، واستعادة أهم قطبين عربيين أواصر الصداقة والتحالف والتضامن بينهما، وهي بالتأكيد محاولة مشكورة من خادم الحرمين لكسب استقرار الأوضاع المتوترة بين الكثير من دول أمتنا، وخطوة في اتجاه إعادة ترتيب البيت العربي». وأضاف: «نحن نأمل في أن ينعكس ذلك أيضا على علاقات مصر وتركيا، ويكون لقاء القمة الإسلامية القادم في إسطنبول فاتحة خير لعودة العلاقات المصرية التركية. في الحقيقة، إن أي تقارب بين شعوب أمتنا العربية والإسلامية هو كسب وإنجاز يخدم قضيتنا الفلسطينية. ندعو الله أن يتحقق اجتماع شمل العرب والفلسطينيين، ونشهد ما يريح أبناء شعبنا المعذبين».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.