مصابيح «إل إي دي».. ليست للإضاءة فقط

نظم مطورة منها لتحسين بيئة الإنسان ومراقبة حركات الجمهور

نظام مراقبة بمصابيح «إل إي دي» من شركة «سينستي سيستم» ترصد حركة الموجودين وترسل بيانات عنهم عبر الشبكات اللاسلكية  -  مجموعة من مصابيح «إل إي دي»
نظام مراقبة بمصابيح «إل إي دي» من شركة «سينستي سيستم» ترصد حركة الموجودين وترسل بيانات عنهم عبر الشبكات اللاسلكية - مجموعة من مصابيح «إل إي دي»
TT

مصابيح «إل إي دي».. ليست للإضاءة فقط

نظام مراقبة بمصابيح «إل إي دي» من شركة «سينستي سيستم» ترصد حركة الموجودين وترسل بيانات عنهم عبر الشبكات اللاسلكية  -  مجموعة من مصابيح «إل إي دي»
نظام مراقبة بمصابيح «إل إي دي» من شركة «سينستي سيستم» ترصد حركة الموجودين وترسل بيانات عنهم عبر الشبكات اللاسلكية - مجموعة من مصابيح «إل إي دي»

لم تعد المصابيح الضوئية الحديثة مخصصة لمجرد الإضاءة فقط. ومع تطوير المصابيح العاملة بتقنية الصمامات الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي) باتت هذه الأدوات البسيطة المتواضعة تقوم بأكثر من مجرد الإضاءة والانطفاء إذ يمكنها أن تصبح حجر الزاوية بالنسبة إلى البيئة، مما يعني تحسين صحة الإنسان ومزاجه، وحتى طعامه.
وبمقدور هذه المصابيح إنتاج الضوء بألوان متعددة مولدة حرارة أقل، باستهلاك يبلغ جزءا من طاقة الأنواع القديمة من المصابيح. كما يمكن إدارتها والتحكم بها من جهاز كومبيوتر «بي سي»، أو بواسطة تطبيق هاتف ذكي، تماما كبرمجة التلفزيون.

* مصابيح «صحية»
«ثمة إمكانيات كبيرة أن تتخطى مصابيح (إل إي دي)LED هذه، مجالات الإضاءة العادية»، وفقا إلى جون سترينك المدير العام لشركة «جنرال إلكتريك» للإضاءة الاستهلاكية. ونظرا إلى عملية إنتاج المصابيح هذه، فإن الضوء الذي تولده هذه التقنية، يميل أكثر إلى الطرف الأزرق من الطيف الضوئي. وهذا صحيح سواء استخدمت المصابيح في الإضاءة العادية، أو أجهزة الكومبيوتر اللوحية، أو الشاشات التلفزيونية.
وللضوء الأزرق فوائده الكثيرة، فهو ينبه المستقبل الضوئي في العين، مما يقلل من إنتاج هرمون «ميلاتونن»، وبالتالي يساعد الشخص على البقاء مستيقظا.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن تيري ماك غون مدير قسم الهندسة في الجمعية ألأميركية للإضاءة: «عليك أن تفكر من الآن بهذا الضوء على إنه عقار». وهذا هو السبب الذي يحدو بشركة «لايتنغ ساينس» منتجة مصابيح «إل إي دي»، إلى بيع مصباح «أويك أند أليرت» Awake and Alert، الذي يجعل الناس مستيقظين نشطين عن طريق الضوء الأزرق. وعلى العكس من ذلك، تقلل مصابيح الشركة من نوع «غود نايت» من الشعاع الأزرق، مما يساعد الأشخاص على النوم. وخلال الصيف الحالي، ستسوق شركة «لايتنغ ساينس» مصباحها «ريذيم داونلايت»Rhythm Downlight، ألا وهو مصباح يجري التحكم به بواسطة تطبيق على هاتف ذكي، الذي يقوم بتعديل الإضاءة الزرقاء، وفقا إلى جدول نوم المستخدم.
ويقول روبرت سولر مدير «لايتنغ ساينس» لأبحاث الإضاءة، إن «مصباح «أويك أند أليرت» لا يبدو وهاجا ساطعا أكثر، لكن الساعة البيولوجية في أجسامنا تراه على هذه الشاكلة. فقد شعرنا دائما بأنه يمكننا القيام بالكثير مع الضوء من مجرد زيادة الرؤية فقط.
وتقوم شركة «فيليبس» بتسويق مجموعتها من مصابيح معززة للطاقة، بما فيها «ويك - أب لايت»، Wake - up Light، و «غو لايت بلو» goLITE BLU، بغية مقاومة كآبة الشتاء، التي هي عبارة عن لوحة من مصابيح «إل إي دي» تشع اللون الأزرق.
أما في أوروبا، فتقوم الشركة باختبار نظام «هيل ويل»HealWell في المستشفيات، وعن طريق تغيير الألوان خلال اليوم، يمكن تشجيع المرضى على الاستيقاظ، والشعور بالراحة أكثر، وجعلهم يخلدون إلى النوم بسهولة. فخلال دراسة ميدانية أجريت في المركز الطبي التابع لجامعة ماسترخت في هولندا، وجد أن مرضى القلب ينامون أكثر، ويعانون من كآبة أقل.
وفي الولايات المتحدة تعمل «لايتنغ ساينس» على نظام مماثل، ومن المتوقع أن تخرج بمنتجات خاصة به في نهاية العام الحالي. لكن لسوء الحظ قامت الكثير من المستشفيات بإزالة «السولاريوم» (مقصورة التشمس الصناعي)، على الرغم من أن الكثير من الدراسات، أظهرت أنها تحسن فترة النقاهة والاستشفاء، وفقا إلى سولر.

* تحكم عن بعد
وعلى الرغم من أن إمكانية تغيير لون مصباح «إل إي دي» يفتح آفاقا جديدة واسعة، لكن الحقيقة القائلة بأنه يمكن التحكم به من بعيد، من شأنه تغيير إمكانياته وقدراته إلى حد بعيد.
عن طريق نظام «ألترا آي كيو» من شركة «أوسرام سيلفانيا»، يمكن للمستخدمين برمجة المصابيح كي تضيء لدى وضع المفتاح في قفل باب البيت. أما نظام «هيو» من «فيليبس»، فيتيح للمستخدمين إنتاج أساليبهم الخاصة بالإضاءة، التي تنسجم مع أمزجتهم، وبالتالي إرسال هذه التعليمات إلى مصابيح خاصة عبر تطبيق على الهاتف الذكي. ويمكن برمجة هذه الإضاءات لكي تستجيب إلى أحداث ومناسبات معينة، مثل التوهج بلون محدد سلفا، حين يأتي الوقت لإخراج قطعة اللحم المشوي، أو الروستو من الموقد. ويستخدم مصباح «لامن تي إل800» من إنتاج شركة «تابو»، أسلوب التواصل عن طريق «بلوتوث» للتحكم بالمصباح بواسطة الهاتف الذكي، متيحا للمستخدم تغيير الألوان، وتخفيض وهج الضوء، ومزامنة تأثيرات الإضاءة، وفقا لإيقاعات وأنغام أغنية يجري سماعها على الهاتف.
وفي هولندا وكندا من بين أماكن كثيرة أخرى في العالم، يستخدم زارعو الخضار والطماطم مصابيح «إل إي دي» من «فيليبس»، لتحسين الكمية، وزيادة إنتاج الفواكه، وتخفيض فترة نضوج الخضار، مع تخفيض كلفة استهلاك الطاقة.
وخلال السنوات المقبلة من المتوقع أن توسع شركات الإضاءة الرئيسة من قدرات التواصل مع مصابيح «إل إي دي»، وخصوصا عن طريق المستشعرات. فالأخيرة يمكنها أن تحدد عدد الأشخاص الموجودين في الغرفة ومكانهم، وبالتالي تسليط أكثر كمية من الضوء اللازم، إلى حيث هو ضروري. أما المرضى المعرضون إلى الإثارة والانفعال، فيمكن تسكين هياجهم وهواجسهم، حالما تقوم تقنية التعرف على الوجوه بتحديدهم، بتغيير ألوان الإضاءة إلى درجة أكثر سكونة. كما أنه لدى دخول الأشخاص المسنين إلى غرفة ما، يمكن زيادة شدة الإضاءة للتعويض عن ضعف أبصارهم.



انكشف السر أخيراً... لماذا تلتهم النجوم العملاقة الكواكب؟

الكواكب الأقرب إلى نجومها معرضة لخطر أكبر للهلاك (ناسا)
الكواكب الأقرب إلى نجومها معرضة لخطر أكبر للهلاك (ناسا)
TT

انكشف السر أخيراً... لماذا تلتهم النجوم العملاقة الكواكب؟

الكواكب الأقرب إلى نجومها معرضة لخطر أكبر للهلاك (ناسا)
الكواكب الأقرب إلى نجومها معرضة لخطر أكبر للهلاك (ناسا)

مع تقدم النجوم في العمر، تتمدد. وهذا خبر سيئ للكواكب التي تدور بالقرب من نجومها، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في الإصدار الشهري التابع للجمعية الفلكية الملكية البريطانية.

وتشير الدراسة، التي نقلها موقع «ساينس أليرت» العلمي، إلى أن الكواكب الأقرب إلى نجومها، خصوصاً تلك التي تدور حولها في مدة زمنية تبلغ 12 يوماً فقط أو أقل، معرضة لخطر أكبر للهلاك بسبب شموسها (نجومها الكبيرة) المتقدمة في العمر.

فكرة أن نجماً يُحتضر قد يبتلع أو يدمر الكواكب ليست جديدة، ولكن لم تُجرَ العديد من المسوحات التفصيلية لدراسة العملية التي يحدث بها ذلك بصورة دقيقة، أو في أي مرحلة من تطور النجم تكون الكواكب أكثر عرضة للخطر.

وأجرت هذه الدراسة الأخيرة مسحاً لعينة تضم أكثر من 400 ألف نجم لتحديد ما إذا كان بالإمكان رصد انخفاض في عدد الكواكب حول هذه النجوم القديمة.

وقد وجدت الدراسة ذلك.

وباستخدام بيانات من القمر الصناعي، اكتشفوا 130 كوكباً بالقرب من نجومها، ثلاثة وثلاثون منها «كواكب مرشحة اكتُشفت حديثاً».

ووجد فريق البحث أن الكواكب الغازية العملاقة التي تدور بالقرب من نجم مُسنّ تُدمر بمعدل نحو 0.28 في المائة. وبالنسبة للنجوم الأحدث يبلغ هذا المعدل نحو 0.35 في المائة، ولكنه ينخفض ​​إلى نحو 0.11 في المائة بالنسبة للنجوم الأقدم أو الأكبر سناً التي وصلت إلى مرحلة العملاق الأحمر.

بمعنى آخر، فإن عملية شيخوخة النجوم تقضي على الكواكب. وتوضح هذه النتائج أن «تطور النجوم خارج التسلسل الرئيسي» أو «شيخوختها» يؤدي بسرعة إلى اصطدام الكواكب بها وتدميرها.

ويقول الباحث الرئيسي للدراسة، إدوارد برانت، من جامعة ووريك البريطانية: «هذا دليل قوي على أن تطور النجوم خارج تسلسلها الرئيسي، يمكن أن يتسبب بسرعة في اصطدام الكواكب بها بشكل حلزوني وتدميرها. لطالما كان هذا موضوع نقاش ونظريات، ولكننا الآن نستطيع رؤية تأثير ذلك بشكل مباشر وقياسه على مستوى عدد كبير من النجوم».

ويضيف: «توقعنا رؤية هذا التأثير، لكننا ما زلنا مندهشين من مدى كفاءة هذه النجوم في ابتلاع كواكبها القريبة».

وتُظهر البيانات أنه كلما قصرت الفترة المدارية للكوكب، زاد احتمال تدميره. وتتسبب قوى المد والجزر بين النجم والكوكب الغازي، المشابهة لتلك الموجودة بين الأرض والقمر، في اضمحلال مدار الكوكب، ليدور في النهاية بشكل حلزوني نحو النجم مؤدياً إلى تدميره.

ومن ناحية أخرى، يمكن لهذه القوى أن تُمزق الكواكب الغازية العملاقة في نهاية مأساوية أخرى.

ومن المتوقع أن تصل شمس الأرض إلى مرحلة «ما بعد التسلسل الرئيسي» في غضون نحو 5 مليارات سنة.

وتبدو فرص بقاء الأرض أفضل من الكواكب التي تدور بالقرب منها، مثل عطارد والزهرة.


افتتاح «الملتقى العالمي الثاني للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان» بجامعة هارفارد

افتتاح «الملتقى العالمي الثاني للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان» بجامعة هارفارد
TT

افتتاح «الملتقى العالمي الثاني للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان» بجامعة هارفارد

افتتاح «الملتقى العالمي الثاني للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان» بجامعة هارفارد

فتحت جامعة هارفارد أبوابها أمس الجمعة على حدث يليق بتاريخها الممتدّ لأكثر من ثلاثة قرون، لانعقاد «الملتقى العالمي الثاني للذكاء الاصطناعي في طب الأسنان». وتستمر أعمال هذا التجمع العالمي لمدة يومين بمشاركة 500 مشارك من 46 دولة.

الخوارزميات... شريك الطبيب الجديد

وجاء هذا الملتقى ليؤكّد أن التحوّلات الكبرى في الطب لم تعد تصدر فقط من غرف العمليات، بل من مختبرات البيانات، ومن العقول التي ترى في الخوارزميات شريكاً جديداً للطبيب... لا منافساً له.

منذ اللحظة الأولى، عكس الحضور الدولي حجم الاهتمام المتزايد بما يمكن أن تصنعه تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفم، والوجه، والفكين.

التوأمة الرقمية والروبوتات السريرية ونظم الذكاء العاطفي

وحضر الملتقى خبراء من الولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا، واليابان، والشرق الأوسط، ليقدّموا خلاصة ما وصلت إليه علوم التوأمة الرقمية، والروبوتات السريرية، والذكاء العاطفي الذي يقرأ الحالة النفسية للمريض، والتشخيص التنبّئي قبل ظهور الألم.

وقد مثّل وجود «الشرق الأوسط» في الملتقى مشاركة عربية بارزة في هذا الحدث، تعكس موقع المنطقة المتقدّم في تبنّي التقنيات الطبية الحديثة، خصوصاً في السعودية، والإمارات، وقطر.

هارفارد... تاريخ يُستأنف لا يُروى

افتتح الملتقى بكلمة قصيرة لمسؤولي كلية طب الأسنان، استعرضوا فيها رحلة الجامعة منذ تأسيسها عام 1636 وحتى دورها اليوم في تدريب الجيل الجديد من الأطباء، والباحثين. لكن اللافت كان تأكيد المتحدّثين أن هارفارد لا تحتفي بماضيها، بل تستثمره لتقود المستقبل. فالجامعة التي خرّجت روّاد الطب الحديث ترى أن الجيل القادم من الأطباء سيحتاج إلى أدوات جديدة: أدوات تتعلّم، وتتذكّر، وتتنبّأ... وتعمل إلى جانب الطبيب خطوة بخطوة.

مفهوم «الذكاء المُبادِر»

تضمّن اليوم الأول سلسلة محاضرات علمية رسمت الخطوط العريضة للتحوّل المقبل.

وفي الجلسة الافتتاحية، قدّم باحثو هارفارد عرضاً عن مفهوم «الذكاء المُبادِر»، وهو نظام لا ينتظر أوامر الطبيب، بل يراقب البيانات، ويقترح الخطوات العلاجية بشكل استباقي.

«التوأم الرقمي الفموي»

تلتها جلسة عن «التوأم الرقمي الفموي»، حيث ناقش الباحثون كيف يمكن لنسخة رقمية من فم المريض أن تتوقّع نتائج أي إجراء قبل القيام به.

كما برزت جلسات متخصصة حول أجهزة الاستشعار الدقيقة التي تتحوّل فيها الأسنان إلى «محطات مراقبة حيوية»، قادرة على قياس الالتهاب، والسكر، والبكتيريا بشكل لحظي.

الحضور العربي... صوت يتجاوز التمثيل البروتوكولي

شهد الملتقى اهتماماً واضحاً بالدول العربية، خصوصاً مع تسارع مشاريع الصحة الرقمية في السعودية، ودول الخليج. وقد حظيت «الشرق الأوسط» بعدة لقاءات جانبية مع مسؤولي البرامج البحثية، ركّزت على بناء جسور تعاون بين مراكز البحث في هارفارد، والمؤسسات الصحية في المنطقة، بما في ذلك مشاريع التوأمة الرقمية، وأنظمة التشخيص الفوري في طب الأسنان.

لحظة افتتاح... وبداية مرحلة جديدة

لم يكن اليوم الأول مجرد افتتاح رسمي، بل كان إعلاناً صريحاً بأن طب الأسنان يقف على عتبة ثورة حقيقية... ثورة لا تستبدل الطبيب، بل تُعيد إليه مكانته، وتمنحه أدوات أقوى، وتفرّغ وقته ليعود للإنسان قبل التقنية.

ومع ختام اليوم الأول، بات واضحاً أن هذا الملتقى لن يكون تكراراً لنسخة سابقة، بل محطة تُمهّد لتقارير أعمق، وتغطية أوسع.


العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية
TT

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

العواصف الشمسية خطر متزايد يهدد الأقمار الاصطناعية

يزداد عدد الأقمار الاصطناعية في المدار بمعدل هائل، لكننا لا نملك حتى الآن فهماً جيداً لمدى تأثرها بالعواصف الشمسية -وسوف تتفاقم هذه المشكلة مع الزمن.

شبكة أقمار اصطناعية عملاقة

تنتشر الأقمار الاصطناعية في شبكة عملاقة حول الكوكب، تغطي الكرة الأرضية بأكملها تقريباً، وقد أطلقت شركة «سبيس إكس» وحدها أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي إلى كوكبة ««ستارلينك»» الضخمة للإنترنت الفضائي منذ مايو (أيار) 2019، وقد عاد نحو 1000 منها إلى الغلاف الجوي للأرض بمعدل واحد أو اثنين يومياً.

ويرجح وجود هذا العدد الكبير أن تؤثر على بعض منها العاصفة الشمسية -والعاصفة الجيومغناطيسية المصاحبة لها التي تحدث على الأرض عندما يتقلب المجال المغناطيسي لكوكبنا استجابةً للجسيمات المشحونة والمجالات المغناطيسية من الشمس.

• دراسة آثار العواصف الشمسية: لدراسة آثار مثل هذه العواصف على شبكة «ستارلينك»، قامت إيونجو كانغ، من جامعة كاليفورنيا في إيرفين، وزملاؤها، بدراسة بيانات تتبع الأقمار الاصطناعية العامة المأخوذة خلال عاصفة شمسية في مايو 2024، ووجدوا أنه في ذروة العاصفة، سجلت أقمار «ستارلينك» الاصطناعية التي كانت على جانب الأرض المواجه للشمس، انخفاضاً في الارتفاع يصل إلى نصف كيلومتر -وهو انخفاض طفيف في مداراتها التي تمتد لـ550 كيلومتراً، ولكنه لا يزال كبيراً، نتيجة تأثر الغلاف الجوي بالإشعاع الشمسي الوارد، مما تسبب في إحداث مقاومة لعمل الأقمار الاصطناعية.

كما تأثرت الأقمار الاصطناعية في مناطق أخرى بشكل كبير أيضاً، مثل تلك القريبة من قطبي الأرض، حيث يقوم المجال المغناطيسي لكوكبنا بتوجيه مزيد من الجسيمات المشحونة من الشمس، وتلك الموجودة فوق منطقة في أميركا الجنوبية تسمى شذوذ جنوب الأطلسي حيث يكون المجال المغناطيسي للكوكب أضعف لأسباب غير معروفة، وبالتالي يكون الغلاف الجوي أكثر عرضة للنشاط الشمسي.

• انزياح قمر اصطناعي يؤثر على كل الشبكة: ووفقاً للبيانات التي حصل عليها الفريق، فقد أدى ذلك إلى خلق تأثير غير عادي في الكوكبة، كما تقول كانغ: «إذا فقد أحد الأقمار الاصطناعية ارتفاعه، فسيتعين على القمر الاصطناعي المجاور تعويض ذلك أيضاً»، مستخدماً دافعاته الأيونية لمطابقة القمر الاصطناعي المتأثر تلقائياً، لأن الأقمار الاصطناعية يتواصل بعضها مع بعض عبر «ليزرات متابعة» للحفاظ على الشبكة، مما يُحدث تأثيراً متموجاً تتبعه الأقمار الاصطناعية الأخرى في السلسلة.

«حركة موجية» لأقمار الشبكة

وعلقت سانجيثا عبده جيوثي، عضوة فريق البحث، من جامعة كاليفورنيا في إيرفين: «إنه فعل يشبه الأمواج». وقد يُسبب ذلك مشكلات للأقمار الاصطناعية الأخرى التي تحاول التنقل حول كوكبة «ستارلينك» لتجنب الاصطدام. وتضيف سانجيثا عبده جيوثي: «عندما تكون قدرتنا على التنبؤ بالمسارات أقل، فقد يزيد ذلك من خطر الاصطدام».

كما تُلقي بيانات عامة أخرى الضوء على تأثير العواصف الشمسية، إذ يستخدم بعض عملاء «ستارلينك» خدمة عبر الإنترنت تُسمى «RIPE Atlas» لتشارك المعلومات حول حالات اتصالاتهم. وباستخدام هذه البيانات وجد الفريق أنه تم الإبلاغ عن انقطاعات في الشبكة خلال العاصفة الشمسية في مايو 2024، نتيجة تعطل الأقمار الاصطناعية. وتقول كانغ: «حدث ارتفاع مفاجئ في فقدان حزم البيانات»، حيث لا تصل البيانات إلى وجهتها المقصودة. ومع عاصفة شمسية ضخمة، سيكون الوضع أسوأ بكثير. لكننا لا نعرف إلى أي مدى سيزداد سوءاً.

• احتراق واصطدام الأقمار الاصطناعية: يسلط البحث الضوء على المشكلات التي ستواجهها مجموعات أقمار مثل «ستارلينك» -بالإضافة إلى مجموعات قيد التطوير مثل مشروع كويبر التابع لشركة «أمازون» وعديد من الجهود المبذولة في الصين- بسبب النشاط الشمسي، لا من حيث الاتصالات، فحسب، بل أيضاً في تجنب التغييرات الكبيرة في الموقع التي قد تسبب اصطداماً بأقمار اصطناعية أخرى.

في فبراير (شباط) 2022، أسقطت عاصفة شمسية قوية نحو 40 قمراً اصطناعياً من «ستارلينك» أُطلقت حديثاً إلى الغلاف الجوي، حيث احترقت. وفي وقت سابق من هذا العام، أظهرت أبحاث أخرى أن زيادة النشاط الشمسي تُسرّع من زوال بعض أقمار «ستارلينك».

• توقعات مستقبلية: كانت العاصفة الشمسية في مايو 2024 أضعف بثلاث مرات تقريباً من أكبر عاصفة شمسية مُسجَّلة، وهي عاصفة كارينغتون عام 1859. ومن المُرجَّح أن تضرب عاصفة قوية بذلك الحجم القياسي الأرض مرة أخرى في وقت ما، مُسبِّبةً مشكلات كبيرة مُحتملة لمُشغِّلي الأبراج الضخمة.

وتقول سانجيثا عبده جيوثي: «مع عاصفة كبيرة جداً، سيكون الوضع أسوأ بكثير. لكننا لا نعرف إلى أي مدى سيزداد سوءاً». في الوقت الحالي، نأمل أن يكون لدينا بعض الوقت للاستعداد.

ضربت عاصفة مايو 2024 خلال ذروة نشاط الشمس، الذي يعمل وفق دورة مدتها 22 عاماً. ومن الناحية النظرية، يُمكن أن تضرب عاصفة قوية في أي لحظة، ولكن قد يزداد احتمال حدوثها في أربعينات القرن الحادي والعشرين، عندما يبلغ نشاط النجم ذروته مرة أخرى.

بحلول ذلك الوقت، من المُرجَّح أن تكون هناك عشرات الآلاف، إن لم تكن مئات الآلاف، من الأقمار الاصطناعية في المدار، مُقارنةً بنحو 13000 قمر اصطناعي في المدار حالياً.

يقول سكوت شامبو، مؤسس شركة «ليونيد سبيس» الأميركية التي تتتبع تأثير الطقس الفضائي على الأقمار الاصطناعية: «تزداد المشكلة تعقيداً كلما زاد عدد الأقمار الاصطناعية». ويضيف: «عندما تضرب عاصفة شمسية، لا نملك حتى الآن نماذج تنبؤية دقيقة لكيفية تأثيرها على المدى القصير. هذا يعني أنه خلال الساعات أو الأيام القادمة -بعد العاصفة- لن تكون أقمارك الاصطناعية في مكانها المعهود».

* مجلة «نيوساينتست»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

13000

قمر اصطناعي في المدار حالياً