الواقع الافتراضي قد يتحول إلى حقل ألغام.. فهل نحن مستعدون؟

مخاوف من التأثيرات النفسية للاستغراق في عروضه

الواقع الافتراضي قد يتحول إلى حقل ألغام.. فهل نحن مستعدون؟
TT

الواقع الافتراضي قد يتحول إلى حقل ألغام.. فهل نحن مستعدون؟

الواقع الافتراضي قد يتحول إلى حقل ألغام.. فهل نحن مستعدون؟

بعد طرح نظام «أوكولوس ريفت» للواقع الافتراضي إلى الأسواق، ومع توافر المزيد من هذه النظم التكنولوجية الاستهلاكية بحلول نهاية العام الحالي، سوف يقضي ملايين البشر مزيدا من الوقت في الواقع الافتراضي.. وينبغي علينا التفكير في النتائج.
ويتساءل توماس متزنغر، الأستاذ بجامعة جونسي غوتنبرغ بولاية ماينز الألمانية في مجلة «نيوساينتست» البريطانية عما إذا كنا نحتاج إلى مدونة أخلاقيات لكي تحكم استخدامنا للواقع الافتراضي، خصوصا مع طرح «أوكولوس ريفت» ثم «إتش تي سي فايف» لاحقا، التي سيستخدمها ملايين الناس فجأة. وماينز متخصص في علم الأعصاب، وشارك في تأليف بحث يطالب بصياغة مدونة أخلاق تحكم استخدام العالم الافتراضي.
إن نظم الواقع الافتراضي تعمل على تحفيز الخيال بشكل قوي يكاد تصل لمستوى التجسيد تجعلك تشعر كأنك تمتلك وتتحكم في جسد آخر، غير أننا لا نعلم النتائج النفسية لذلك.

مخاطر محتملة
قد تطرأ مخاطر هذه النظم على شكل «الانفصال عن الشخصية»، إذ إنه بعد الاستغراق في استخدام جهاز الواقع الافتراضي قد يبدو جسدك غير حقيقي بالنسبة لك، فالاستغراق الكامل سوف يكون له تأثير كبير ومستمر على السلوك وعلى نفسية الإنسان. نستطيع أن نلاحظ كيف يندفع الإنسان إلى الانخداع بأن يدا مطاطية غير حية هي يده، ففي بيئة الواقع الافتراضي من الممكن أن ينخدع الإنسان باعتقاده أنه هو، الشخصية التي أمامه.
الأمر الآخر المهم هو أننا نخضع لسيطرة كل ما حولنا من دون أن نشعر بذلك، فعلى سبيل المثال، فإن وضع صورة عينين فوق صندوق تبرعات تجعل الناس تدفع أكثر. وعليه فإن تطبيق أي تأثير لاشعوري مشابه في بيئة استغراقية افتراضية يعد أمرا سهلا. وتلك التكنولوجيات يمكن استخدامها في النواحي العسكرية، والتعذيب الافتراضي يعد تعذيبا أيضا.
هل نطالب بوضع قيود على استخدام أجهزة الواقع الافتراضي؟ لا، فإننا قد لا نطيق الانتظار طويلا لمشاهدة أول فيلم واقع افتراضي، فسوف يكون هناك مزيد من الأشياء المفيدة التي ستأتينا من الواقع الافتراضي. سوف يكون هناك تطبيقات للعلاج النفسي للمساعدة على التغلب على القلق أو على مخاوف معينة.
على سبيل المثال، فإن مشروع التجسيد الافتراضي والروبوت وإعادة التجسيد الذي يتبناه الاتحاد الأوروبي، يهدف إلى التحقق من أساليب تبديد الحدود بين الجسم البشري وتمثيلها في الواقع الافتراضي. ويتطلع المشاركون في المشروع إلى رفع سقف حرية الفرد كي يفعل ما يريد باستخدام عقله. السؤال المثير هنا هو كيف يمكن للإنسان أن يحد من تلك الحرية بطريقة ذكية بحيث لا يجور على اهتمامات الآخرين؟

تأثيرات نفسية
ولكن يجب علينا دراسة التأثيرات النفسية للاستغراق طويل المدى في الواقع الافتراضي، وهناك بعض القواعد التي ينبغي علينا التقيد بها مثل ما يلي: إذا لم تفعل شيئا ما لشخص ما في الحياة الواقعية، فلا تفعل هذا الشيء في الواقع الافتراضي. على سبيل المثال، لا يجب عليك أن تطلق النار على أحد الأشخاص في الواقع الافتراضي كما تفعل في ألعاب الكومبيوتر اليوم.
وترى صناع الأفلام الإباحية «بورنو» أيضا مهتمين إلى حد كبير بالواقع الافتراضي، غير أن التسلية المرتبطة بالعنف تعد الأكثر تدميرا على الإطلاق عند الاستغراق فيها في الواقع الافتراضي مقارنة بالوضع عند مشاهدة ذلك في أفلام فيديو. فالخطر يكمن في استغراق الناس ليس فقط في مشاهدة ومراقبة ما يرونه، لكن في تنفيذ ما يرونه من مشاهد لأنهم سوف يكونون مستغرقين ومندمجين في الشخصية.
كيف ستكون أخلاقيات تعاملنا اليومي؟ يعمد الناس في الواقع الافتراضي للتصرف بالشكل الذي يتوقعونه من الشخص الذي يرونه في ذلك الواقع. على سبيل المثال، إذا جسدت نفسك في شخص طويل القامة فسيكون نقاشك أكثر عدوانية مقارنة بنقاشك لو أن طول الشخصية التي تتقمصها في الواقع الافتراضي أقل طولا.
وقد تستمر التصرفات في البيئة الافتراضية في التأثير عليك حتى بعد خروجك من العالم الافتراضي. ففي دراسة أخرى، فإن الناس التي جسدت شخصيات تشبه شخصياتهم الحقيقية في الماضي، يكونون أكثر ميلا للعزلة عندما يعودون للعالم الواقعي. ولمثل تلك التغييرات النفسية أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالعنف أو الأنشطة الإجرامية في العالم الافتراضي.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.