انطلاق عصر الكومبيوترات ذاتية الحوار وألعاب إنترنتية يشارك فيها عشرات الآلاف من اللاعبين

تركيز على الحوسبة السحابية لمعالجة «النفط الجديد» لعالم المستقبل في مؤتمر «مايكروسوفت بيلد»

نظارات «هولولينس» للواقع المعزز تدمج عالم التقنية مع الواقع للحصول على تطبيقات مبتكرة
نظارات «هولولينس» للواقع المعزز تدمج عالم التقنية مع الواقع للحصول على تطبيقات مبتكرة
TT

انطلاق عصر الكومبيوترات ذاتية الحوار وألعاب إنترنتية يشارك فيها عشرات الآلاف من اللاعبين

نظارات «هولولينس» للواقع المعزز تدمج عالم التقنية مع الواقع للحصول على تطبيقات مبتكرة
نظارات «هولولينس» للواقع المعزز تدمج عالم التقنية مع الواقع للحصول على تطبيقات مبتكرة

وضعت «مايكروسوفت» أسسا جديدة لآفاق التقنية المقبلة، تتمثل بإطلاق منصة برمجية لتطوير كومبيوترات ذاتية الحوار مع المستخدم تسمى «بوت» (Bot). وتستطيع هذه الكومبيوترات فهم اللغة البشرية ومعانيها، وتحويلها إلى أوامر والرد على المستخدم، الأمر الذي يجعل الآلات تتكامل معنا في حياتنا اليومية لرفع الكفاءة بشكل كبير، مع خفض الأخطاء البشرية. وركزت الشركة على تطوير تجربة استخدام الأجهزة الإلكترونية بغض النظر عن نظام التشغيل المستخدم، مع التركيز على الحوسبة السحابية بشكل كبير وإطلاق أدوات برمجية متقدمة جدا ومجانية للجميع. وحضرت «الشرق الأوسط» مؤتمر «مايكروسوفت بيلد 2016» (Microsoft Build 2016 ) الذي انتهت فعالياته يوم الجمعة الماضي في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركية، والذي اختبرت فيه نظارات «هولولينس» (HoloLens) للواقع المعزز (Augmented Reality) التي ستطلق في وقت لاحق من العام الحالي.

الكومبيوترات ذاتية الحوار

كان من الواضح في المؤتمر أن «مايكروسوفت» تراهن على مستقبل مليء بالكومبيوترات التي تتحاور مع المستخدم وكأنها موظف محترف، إذ إن الشركة ركزت على تطوير تكامل المساعد الشخصي الذكي «كورتانا» في بيئة العمل والحياة اليومية للمستخدم بتحليل أوامره الصوتية واقتراح أمور إضافية لم يذكرها المستخدم، التي قد يكون نسيها أو لم تخطر بباله. وستُحدث هذه التقنية ثورة في كثير من القطاعات، مثل قطاع طلب وإيصال الطعام الذي يعتمد بشكل كبير حاليا على مراكز اتصالات مكلفة وورديات عمل مطولة، بحيث تستطيع الكومبيوترات ذاتية الدردشة فهم طلبات المستخدم بغض النظر عن المصطلحات المختلفة المستخدمة (اللهجة الفصحى والعامية أو الدارجة، والمفردات المختلفة وفقا للبيئة التي نشأ فيها المستخدم، والأخطاء المطبعية، والاختصارات، ووجود أكثر من كلمة واحدة للشيء المرغوب، وغيرها من العوامل الأخرى).
وتحدثت «الشرق الأوسط» حصريا مع «إيميليو بريتو»، مدير قسم المبرمجين ومتجر التطبيقات في «مايكروسوفت»، الذي قال إنه يمكن للمطورين تحميل بيئة العمل الخاصة بالكومبيوترات ذاتية الحوار من موقع المطورين الخاص بها، واسمها هو «بوت فريموورك» (Bot Framework)، مع وجود وحدات إضافية يمكن تحميلها خاصة بالتعرف على مفردات خاصة بكل قطاع في الأسواق، واللغات الإضافية، والتكامل مع تطبيقات جديدة، وغيرها من القدرات الأخرى. وأضاف أنه لا يوجد وقت أفضل من الآن ليكون الشخص مبرمجا، في إشارة إلى توافر الأدوات المتقدمة المجانية والحوسبة السحابية لتطوير تطبيقات مبتكرة ومفيدة للمجتمعات.

تسهيل تطوير البرامج

وفاجأت «مايكروسوفت» الحضور بإعلانها عن دعم مفسر الأوامر النصية «باش» BASH (Bourne Again SHell) الخاص بنظام التشغيل «يونيكس»، الذي يستخدمه المبرمجون ومشرفو الأنظمة بشكل كبير لإدارة مراكز البيانات وتطوير البرامج، وذلك لسهولة التعامل مع أوامره ومستويات الأداء العالية التي يوفرها، بالإضافة إلى أنه آمن بشكل كبير ضد هجمات القراصنة. ويمكن بهذه الطريقة استخدام «باش» من دون تشغيل بيئة افتراضية لنظام تشغيل آخر، إذ إنه أصبح جزءا من «ويندوز»، وذلك بهدف تسهيل عمل المطورين بشكل كبير من دون القلق حول نظام التشغيل المستخدم.
وأضافت «مايكروسوفت» أنها استحوذت أخيرا على شركة «زامارين» (Xamarin) التي طورت برنامجا للكومبيوترات الشخصية يسهل على المطورين بناء تطبيقات على نظم تشغيل مختلفة من دون تعديل النصوص البرمجية الخاصة بكل نظام، بحيث يمكن تطوير تطبيق واحد وبناؤه ليعمل على «ويندوز» وبناء نسخة أخرى منه خاصة بـ«آندرويد» وأخرى بـ«آي أو إس»، وهكذا.
وتحدثت «الشرق الأوسط» حصريا مع «ميترا عزيزيراد»، المدير العام لمنصة المبرمجين في «مايكروسوفت»، التي قالت إنه على الرغم من أن البرنامج كان يباع بتكلفة باهظة تصل إلى بضعة آلاف من الدولارات للنسخة الواحدة، إلا أن الشركة ترى أنه من الأفضل أن يصبح البرنامج مجانيا للجميع، وذلك بهدف تشجيع المطورين على إيجاد بيئة عمل موحدة ومتسقة وعدم إضاعة الوقت بتعديل نصوصهم لتتوافق مع نظم التشغيل الأخرى. وعلى الصعيد ذاته، أطلقت «مايكروسوفت» برنامجا يحول التطبيقات القديمة لـ«ويندوز» إلى بيئة العمل الجديدة في «ويندوز 8 و10»، والتي يصل عددها إلى 16 مليونا، وبشكل آلي.
واستعرضت الشركة أيضًا نظارة خاصة على وصف ما يجري في الطريق أو وصف شعور الجالسين أمام الكفيف لإزالة الارتباك، حيث من الممكن أن يتكلم الكفيف من دون أن يتحدث الآخرون من حوله، الأمر الذي يضعه في حيرة إن كانوا في حالة تركيز أم ملل أو استغراب. ومن شأن هذه التقنية رفع جودة حياة المكفوفين بشكل كبير وزيادة تكاملهم في المجتمع. الجدير ذكره أن مطور هذه النظارة هو شخص كفيف يعمل مبرمجًا.

الحوسبة السحابية

وعلى صعيد آخر، ركزت «مايكروسوفت» على التقنيات السحابية بشكل كبير، وخصوصا نظام التشغيل السحابي «مايكروسوفت آجر» (Microsoft Azure) الذي يستطيع معالجة كميات ضخمة من البيانات من دون أن يقلق المستخدم على السعة التخزينية المطلوبة أو كمية الذاكرة أو التبريد أو سرعة المعالج اللازمة لإنجاز العمل. وأكدت الشركة أن البيانات هي «النفط الجديد» لعالم المستقبل، في إشارة إلى أهمية تحليل الكميات الهائلة جدا من المعلومات التي يمكن الحصول عليها من موارد مختلفة وتحويلها إلى صيغة مفهومة تعرض النزعات المقبلة أو تكشف عن خفايا لم يكن بالإمكان ملاحظتها إلا في سياق الملايين من البيانات الأخرى المحيطة بها.
واستعرضت الشركة عددا من الأمثلة على ذلك، مثل لعبة إنترنت جماعية اسمها «إيج أوف أسينت» (Age of Ascent) - يمكن اللعب بها عبر متصفح الإنترنت - تسمح لـ50 ألف مشارك اللعب في اللحظة نفسها، لتصبح الحروب الرقمية مشابهة للحروب الحقيقية من حيث عدد المشاركين. ويستطيع نظام اللعبة معالجة أكثر من 267 مليون رسالة للنظام في الثانية الواحدة، ويستطيع النظام السحابي التعرف على التعديلات البرمجية التي قد يضيفها فريق البرمجة بالخطأ ومنعها من التأثير سلبا على عشرات الآلاف من المستخدمين وإيقاف متعة لعبهم، وإعادة النص البرمجي إلى حالته السابقة بسرعة كبيرة جدا.
ومن جهتها تحصل خدمة «أكيوويذر» (AccuWeather) المتخصصة بتوقعات الحرارة والطقس حول العالم على أكثر من 50 مليار طلب يوميا من 250 بلدًا بـ100 لغة مختلفة، الأمر الذي تستطيع الخدمات السحابية معالجته بسرعات عالية. وينجم عن معالجة هذه البيانات تريليونا وحدة معلومات يوميا (التريليون هو ألف مليار، أو مليون مليون). ومن الأمثلة على ذلك إيقاظ تطبيق الخدمة على الهواتف الجوالة لعائلة أثناء نومها لتنبيههم بقدوم عاصفة كبيرة نحوهم، الأمر الذي ينقذ حياتهم في الوقت المناسب. ولو كانت الشركة تستخدم مركز بيانات محليًا داخل مقرها لما استطاعت تنبيه العائلة بالوقت المناسب نظرا للضغط الكبير الذي تتعرض له أجهزتها جراء معالجة مليارات الطلبات يوميا وملايين المستخدمين الذين ينتظرون التحديثات الجوية.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».