كرنفال السيارات الكلاسيكية الفارهة لأول مرة على ضفاف الخليج

الدوحة تستضيف أكثر من 70 عارضًا من حول العالم

جانب من مسابقة الكونغرس العالمي للسيارات الكلاسيكية الفارهة التي أقيمت في حي (كتارا) الثقافي بقطر
جانب من مسابقة الكونغرس العالمي للسيارات الكلاسيكية الفارهة التي أقيمت في حي (كتارا) الثقافي بقطر
TT

كرنفال السيارات الكلاسيكية الفارهة لأول مرة على ضفاف الخليج

جانب من مسابقة الكونغرس العالمي للسيارات الكلاسيكية الفارهة التي أقيمت في حي (كتارا) الثقافي بقطر
جانب من مسابقة الكونغرس العالمي للسيارات الكلاسيكية الفارهة التي أقيمت في حي (كتارا) الثقافي بقطر

تحولت ساحة الحي الثقافي «كتارا»، التي تطل على الخليج في أحد أرقى أحياء العاصمة القطرية الدوحة، إلى كرنفال استعراضي لعشرات السيارات الكلاسيكية الفارهة ضمن مسابقة ومعرض قطر للسيارات الكلاسيكية الفارهة «قطر كونكورز دي إليغانس 2016» الأول الذي أقيم في الدوحة، بمشاركة أكثر من 70 عارضا من دول الخليج العربي ومن مختلف دول العالم.
وحققت سيارة تعود لحقبة ما قبل الحرب العالمية الثانية يملكها السعودي فؤاد علي العيسى المركز الأول في مسابقة السيارات الكلاسيكية الفارهة القديمة.
وشارك في هذه المناسبة سيارات كلاسيكية نادرة ذات قيمة تاريخية عظيمة، بالإضافة إلى السيارات الرياضية التي حطمت الأرقام القياسية على مستوى العالم، إلى جانب السيارات النادرة والسيارات التي تم تصميمها كتحفة فنية وهندسية في أكثر من 20 دولة عربية وأوروبية، علاوة على مشاركة عدة متاحف تابعة للشركات المصنعة للسيارات حول العالم.
وبعد منافسة حامية، حصلت سيارة يملكها فؤاد علي العيسى على المركز الأول حيث فاز أحد مقتنياته من السيارات بجائزة أفضل سيارة قبل الحرب العالمية الثانية، حيث صنعت السيارة الفائزة في العام 1940، كما حصد جائزة المركز الثالث في جائزة أفضل مركبة قبل الحرب في المسابقة التي رعاها الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية.
وكان الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة الجمعية الخليجية القطرية للسيارات الكلاسيكية، قد صرح بهذه المناسبة، قائلاً: «تمثل السيارات الكلاسيكية أحد عناصر التطور الاقتصادي، وهي من أهم الاختراعات التاريخية العالمية وتشكل أهم جوانب التطور الصناعي، كما أن السيارات تعتبر وسيلة النقل الرئيسية للإنسان منذ عشرات السنين إلى يومنا هذا، ويعد اقتناء السيارات الكلاسيكية من أكثر الهوايات شعبية في العالم وفي منطقة الخليج العربي».
وأكد الشيخ فيصل على امتلاكه أكثر من 600 سيارة قديمة وذات قيمة تاريخية في متحفه الخاص، مشيرًا إلى أن البعض من تلك المركبات تمثل قيمة خاصة لديه، خصوصا تلك التي كان يذهب بها إلى المدرسة، حيث تأخذ حيزا مهما من ذكريات طفولته، معتبرا أن كل المركبات القديمة تمثل تحفا فنية نادرة وذات قيمة عالية تاريخيًا وماديًا.
ومثل هذا المعرض، والمسابقة حضورًا باهرًا لمئات المهتمين بهذه الهواية على مستوى الخليج العربي، وهو الحدث هو الأول من نوعه في دولة قطر، ويأتي ضمن مسابقة دولية انطلقت الدورة الأولى لها في مدينة باريس عام 1920، وحازت على مدار الأعوام على ملايين المتابعين حول العالم وآلاف المشاركين من مقتني أفخم السيارات، وأكثرها بذخا وجمالا في آن واحد، ويقام هذا الحدث الدولي المهم في أكثر من 40 مدينة حول العالم، فيما كان ظهوره الأول في منطقة الشرق الأوسط في دولة قطر وفي أحد أبرز معالمها الثقافية والسياحية.
وشارك في هذه المسابقة سيارات فارهة جدا وعالية الثمن من بينها سيارة بورش موديل 1939 الوحيدة في العالم، وسيارة بوجاتي رويال والتي تتجاوز تلامس قيمتها العشرة ملايين دولار.
وكانت اللجنة المنظمة قد خصصت جوائز قيمة للمسابقة والمعرض، حيث تم توزيع جوائز لكل فئة، وجائزة لأفضل سيارة محافظة على أصالتها، وجائزة لأفضل سيارة في المسابقة، وجائزة السيارة الأكثر أناقة.
وتنافست نحو 100 سيارة كلاسيكية فارهة على الجوائز المخصصة، والتي توزعت على خمس فئات حسب نظام الاتحاد الدولي للسيارات الكلاسيكية الذي قسم السيارات الكلاسيكية إلى عدة مجموعات وهي: مجموعة (أ) وتضم منذ اختراع السيارات إلى 1904، مجموعة (ب) وتضم الفترة من 1905 - 1918، مجموعة (ت) وتضم الفترة من 1919 1930، مجموعة (ج) وتضم الفترة من 1931 1945، ومجموعة (د) وتضم الفترة من 1946 1960.
من جانبه عبر فؤاد العيسى عن فخره الكبير بالفوز بإحدى الجوائز الكبرى في العالم في ما يتعلق بهوايته التي عشقها منذ الصغر وتعلق بها وبذل الكثير من وقته وجهده وماله من أجل تنميتها. وقال العيسى لـ«الشرق الأوسط» منذ الصغر كنت حريصا على اقتناء هذه الأنواع من السيارات وحضور المهرجانات المتعلقة بها، وتعرفت على الكثيرين ممن يعشقون هذه الهواية حول المملكة ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، حيث توجد مجموعات في المملكة وتحديدا في منطقة القصيم تضم 120 هاويا، فيما يوجد في المنطقة الشرقية قرابة 140 هاويا، يقومون بالتواصل الدائم مع بعضهم على مدار العام ويتعاونون في تنظيم المعارض والتنسيق فيما بينهم في كل الأمور الخاصة بتعزيز هذه الهواية التي وصفها بالجميلة والمكلفة في آن واحد.
وبين أن هناك رجال أعمال كبار في السعودية لديهم علاقة وثيقة بهذه الهواية ولديهم مقتنيات رائعة من بينهم رجل الأعمال في المنطقة الشرقية يمتلك قرابة 70 سيارة كلاسيكية.
وأشار إلى أن الهواة السعوديين من أهم المشاركين في المهرجانات الخليجية الخاصة بهذه الهواية وخصوصا في دولة الكويت في السنوات الماضية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».