ترحيب في كردستان بصدور طبعة «الشرق الأوسط»

عدها مواطنون نقلة نوعية للإقليم في مجال الصحافة والإعلام

طبعة كردستان من جريدة «الشرق الأوسط» بين يدي قرائها في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان أمس
طبعة كردستان من جريدة «الشرق الأوسط» بين يدي قرائها في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان أمس
TT

ترحيب في كردستان بصدور طبعة «الشرق الأوسط»

طبعة كردستان من جريدة «الشرق الأوسط» بين يدي قرائها في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان أمس
طبعة كردستان من جريدة «الشرق الأوسط» بين يدي قرائها في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان أمس

استقبل المواطنون في كردستان أمس صدور النسخة الأولى لطبعة كردستان من جريدة «الشرق الأوسط»، بحفاوة وترحيب كبيرين، وتلقفت الأيادي صفحات الجريدة التي تحظى بحب وتقدير كبير في الإقليم، وتوالت التعليقات المرحبة بوجود الصحيفة.
وتعد طبعة كردستان من صحيفة العرب الدولية «الشرق الأوسط» المحطة الجديدة التي تصدر فيها الجريدة، بعد أن انضمت الخرطوم وعمان وجوهانسبرغ وأتاوا بكندا وإسطنبول إلى مراكز التوزيع والطباعة، في إطار خطة الجريدة للوصول للقارئ العربي حيثما كان. وتصدر الصحيفة في 12 مدينة؛ منها لندن مقرها الرئيسي، والرياض، وفرنكفورت، وبيروت، والمغرب.
وفي أربيل، رحب صحافيون ومواطنون بطبعة كردستان من «الشرق الأوسط»، منوهين بأن ذلك يعد نقلة نوعية وإضافة لمشهد الإعلام الكردي، وأيضا وجدوا في الخطوة إشارة إلى الانفتاح الكبير للعالم بوجه الإقليم والثقافة فيه.
وقال الكاتب والصحافي طارق كاريزي، لـ«الشرق الأوسط»: «صدور طبعة كردستان لجريدة (الشرق الأوسط)، يعد نقلة نوعية في الانفتاح العربي على الشعب الكردي، وانفتاح الإعلام العربي على الشعب الكردي يعد خطوة في زيادة التفاهم بين الشعوب». وأضاف أن طبعة كردستان سوف «تسهم في تطور العلاقات الثقافية الكردية العربية، وتزيد من أواصر التعاون بين الشعبين».
بدوره، قال الكاتب والمراقب السياسي، جرجيس كوليزاد، إن وجود «طبعة لكردستان من جريدة دولية، يشكل قفزة نوعية على مستوى الصحافة والإعلام في المنطقة، وكذلك على مستوى العراق والعالم، خصوصا أن الصحافة تعاني من صعوبات كبيرة في بغداد، من ناحية الطباعة، ومن نواح أمنية، وأخرى متعلقة بحرية التعبير». كما رأى أن تلك الخطوة تمثل دعما للصحافة الكردية «كي تستطيع الاستفادة من تجربة هذه الجريدة العريقة».
من جهته، أكد إبراهيم طه، صاحب مكتبة لبيع الجرائد بالقرب من قلعة أربيل التاريخية، وجود إقبال من الجمهور على الجريدة.. «الناس هنا يسألون يوميا عن جريدة (الشرق الأوسط)، لأنهم يقرأونها منذ زمن، وعدم وجودها في المكتبات خلال المدة الماضية أحدث فراغا كبيرا، لذا عودتها وبطبعة كردستان أسعدنا كثيرا.. أنا أتصور أن تكون خلال المدة المقبلة في مقدمة كل الجرائد في السوق».
بينما قال الشاب عمر محمود، من مدينة الرمادي، الذي يسكن مع عائلته في أربيل، إن الطبعة الخاصة بالإقليم «تضيف نكهة جميلة للإعلام في كردستان، خصوصا نحن المواطنين العرب الموجودين في الإقليم تعودنا على قراءتها ومعرفة المعلومة منها، لأنها تمتاز بالمصداقية التي لم نعهدها في الصحف والجرائد الأخرى».
أما المواطن نوزاد أربيلي، الذي التقيناه عند إحدى المكتبات، فعلق: «(الشرق الأوسط) جريدة عريقة ودقيقة بمعنى الكلمة، كان لها دور بارز في تغطية كل الأحداث التي شهدتها منطقتنا، وهي تولي اهتماما كبيرا بكردستان، وكنا نواصل قراءتها، خصوصا التقارير الميدانية من جبهات القتال وأحداث الموصل، فهي ملكة المصداقية في نقل الخبر، ولطالما دافعت عن القضية الكردية».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».