رئيس الحكومة المغربية يحذر «الأصالة والمعاصرة» المعارض من التلاعب بالدولة

وصف مبادرة يقودها الحزب لحل ملف الأساتذة المتدربين بأنها منكر

أعلن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، أمس، رفضه بشكل قاطع لمبادرة حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، التي يقودها بتنسيق مع عدد من الأحزاب من أجل التدخل لحل ملف الأساتذة المتدربين، محذرا إياه من التلاعب بالدولة والحكومة.
وقال ابن كيران خلال ترؤسه الاجتماع الأسبوعي للحكومة بلغة حازمة: «أريد أن أنبه الإعلام إلى أن الحكومة هي هذه، ولا نعرف حكومة أخرى توافق على ما ليس لنا به علم أو ترفض، أو تتخذ القرارات مكاننا أو تتفق وراء ظهرنا»، مضيفا أن «هذا كلام منكر وقبيح جدا وأصحابه لا خلق لهم، ومن يشيعه ويروجه لا يستحيي لأن هذا ليس لعبا، والحكومة هي من يتخذ القرار، سواء بالموافقة أو الرفض».
وكان عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية قد كشفت أن إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، وعد الأساتذة المتدربين الذين يطالبون الحكومة بالتوظيف بحلف ملفهم، الأمر الذي أكده بيان رسمي أصدره الحزب أمس، حيث أكد وجود «تنسيق متواصل ومستمر مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، وأحزاب أخرى سواء في المعارضة أو داخل الأغلبية، من بينها حزب التقدم والاشتراكية، فيما يتعلق بقضية الأساتذة المتدربين حتى لا يزيد الوضع الحالي احتقانا»، داعيا إلى «ضرورة التفكير المشترك في إيجاد حل لهذه الإشكالية».
وتقترح الحكومة على الأساتذة المتدربين، الذين عرفت قضيتهم بعد تدخل عنيف لقوات الأمن من أجل تفريق مظاهراتهم، بالتوظيف على دفعتين، إلا أنهم يطالبون بالتوظيف دفعة واحدة، وما زال الحوار مفتوحا بين الطرفين، حيث أحالت الحكومة الملف على والي جهة (منطقة) الرباط لمناقشة الحلول الممكنة مع ممثليهم، قبل أن يتدخل حزب الأصالة والمعاصرة الغريم السياسي لحزب العدالة والتنمية على الخط، ويروج لمبادرة لحل الملف، الأمر الذي لم يستسغه رئيس الحكومة، ورد عليه بقوة قائلا: «أصبحنا نمر بأمور صعبة، ولكن الحمد لله ما زال هذا الأمر مجرد كلام»، واصفا ما جرى الترويج له بأنه «كذب مختلق وأخبار غير صحيحة».
وكان ممثلون للأساتذة المتدربين قد كشفوا أن العماري وعد بحل لملفهم من خلال لقاء سيعقد مع الأمناء العامين لأحزاب من المعارضة، هي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والاتحاد الدستوري، وأحزاب من التحالف الحكومي، هي الحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، وهو ما يعني أن المبادرة تسعى إلى تجاوز المبادرة الحكومية الحالية بشأن هذا الملف.
وسبق لرئيس الحكومة أن استقبل بمنزله في 26 فبراير (شباط) الماضي أربعة ممثلين عن الأساتذة المتدربين، بطلب منهم، ولم يسفر اللقاء عن توافق بين الطرفين، حيث تمسك الأساتذة المتدربون بالتوظيف دفعة واحدة، لكن رئيس الحكومة خير الأساتذة بين أمرين، الأول القبول بالعرض الذي قدمه والي جهة الرباط، مؤكدا التزامه الشخصي بتنفيذه، والثاني استئناف التكوين مع اللجوء إلى القضاء، والتزام الحكومة بتنفيذ ما سيصدر عن القضاء من أحكام.