تقديم تشكيلة وزارية كاملة أحد خيارات العبادي

قيادي في حزبه: سيقدم استقالته إذا رفضت

تقديم تشكيلة وزارية كاملة أحد خيارات العبادي
TT

تقديم تشكيلة وزارية كاملة أحد خيارات العبادي

تقديم تشكيلة وزارية كاملة أحد خيارات العبادي

كشف قيادي بارز في ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن «الأخير قد يلجأ إلى الكي الذي هو آخر الدواء في حال لم تقتنع الكتل السياسية الخميس (المقبل) بما يزمع القيام به من تغيير وزاري طالبته به الكتل السياسية وطالبها به، وذلك باحتمال لجوئه إلى تشكيلة وزارية شاملة من 15 وزيرا بدلا من تسعة وزراء، وهو ما اتفق عليه الآن باعتباره مرحلة أولى».
وقال عضو البرلمان العراقي ووزير الرياضة والشباب السابق، جاسم محمد جعفر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «العبادي سيقدم الخميس (المقبل) تشكيلة وزارية طبقا لما هو متفق عليه على الأقل حاليا بين زعامات الكتل رغم عدم حماسها وتفاعلها معه، لكنه في حال لم تقتنع هي بما يطرحه من أسماء للوزراء التسعة الذين سيطالهم التغيير فإن العبادي يحمل في حقيبته حكومة بديلة كاملة من المتوقع أن يطرحها للتصويت، وهي ما يمكن أن تكون بمثابة إحراج للجميع، وسيمهل الكتل مدة أسبوع للتداول بشأنها، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق فإنه سيقدم استقالته».
وأوضح جعفر أن «العبادي منزعج جدا ويشعر بالإحباط نتيجة تمسك الكتل بوزرائها ومرشحيها وعدم تفاعلها من أجل القضاء على المحاصصة من خلال ما تطرحه من شروط غير واقعية». وأشار إلى أن «هناك مواقف مختلفة بين الكتل السياسية سواء داخل التحالف الوطني (الشيعي) أو الكتل الأخرى مثل تحالف القوى (السنة) أو الكرد، بينما هناك من بات يختزل الأزمة كأنها صراع بين حزب الدعوة والتيار الصدري، وهو أمر غير صحيح».
وبشأن اللجنة الثلاثية المصغرة التي شكلها التحالف الوطني، والتي تضم زعيم منظمة بدر هادي العامري، ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي حميد معلة، والتي منحت نفسها ثلاثة أشهر لبحث كل القضايا العالقة في التشكيلة الوزارية بدءا بالوزراء وانتهاء بالوكلاء والمديرين العامين، قال جعفر إن «مهمة هذه اللجنة حاليا هي التفاهم مع الكتل السياسية باسم التحالف الوطني، ومن أجل مساعدة العبادي في التوصل إلى حل سريع من أجل الانتهاء أولا من التشكيلة الوزارية».
من جهته، أكد السياسي المستقل، عزت الشابندر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يتوجب على الكتل السياسية في حال أرادت حلا حقيقيا لأزمتها يتمثل في تكليف العبادي تنفيذ بنود الورقة التي طرحتها، وفي حال عدم حصول اتفاق يذهب التحالف الوطني إلى طرح الثقة بالحكومة الحالية وتسمية رئيس وزراء جديد يكلف بذات المهمة، وفي المقابل تتعهد الكتل السياسية بالذهاب إلى البرلمان بنوابها ووزرائها السابقين دون المشاركة بتقديم أي مرشح للوزارة الجديدة».
وتابع الشابندر أن «من بين ما يمكن تصوره للحل هو أن تكون الحكومة مصغرة بعد إحالة كثير من المهام إلى الحكومات المحلية، وأن تعكس بمجموعها التوازن المجتمعي في العراق».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.