إدانة أعلى عسكري أميركي بتهمة الفساد

مع رجل أعمال ماليزي

إدانة أعلى عسكري أميركي بتهمة الفساد
TT

إدانة أعلى عسكري أميركي بتهمة الفساد

إدانة أعلى عسكري أميركي بتهمة الفساد

كأعلى ضابط عسكري أميركي يدان بالفساد، حوكم دانيال دوسيك، الذي كان قائد مدمرة حربية في المحيط الهادي، بالسجن أربع أعوام لتسريبه معلومات سرية لمقاول ماليزي مقابل هدايا، واستضافات راقية، وخدمات دعارة. وحوكم أيضا بغرامة مائة ألف دولار. عند صدور الحكم، قالت جانيس سومارتينو، قاضية محكمة اتحادية في سان دييغو (ولاية كاليفورنيا)، إنها تشددت في الحكم، أكثر مما طلب الاتهام، لأن ما فعل دوسيك «يعرض الأمن الوطني الأميركي للخطر». وقالت وهي تخاطبه: «يصير صعبا جدا تصور شخص في مكانك، في قيادة البحرية الأميركية، وهو يبيع نفسه، ووطنه، بهذا الثمن (الرخيص)». أدانته القاضية في ست جرائم. منها: تسليم جداول السفن والغواصات الأميركية إلى شركة «غلين ديفينس مارين آسيا»، ورئاستها في سنغافورة. ومساعدة الشركة في تقديم فواتير خدمات كلفت أعلى من قيمتها الحقيقية. ودوره في خسارة البنتاغون أكثر من 30 مليون في عقود تقديم خدمات للبحرية الأميركية. أثناء المحاكمة، اعترف دوسيك بذنبه. وقال إنه لن يغفر لنفسه لما فعل. غير أنه قال إن صديقا عسكريا هو الذي عرفه برئيس الشركة، ليونارد فرانسيس. ثم شجعه على التعامل معه. وقال له إن الرئيس، ويلقب باسم «ليونارد السمين»، كان صديقا للبحرية الأميركية منذ سنوات. مما جعله يفهم أن علاقات غير قانونية بين البحرية والشركة لها جذور عميقة. في العام الماضي، اعترف رئيس الشركة بذنبه أيضا. وبانحرافات وتجاوزات في خدمات الشركة في ميناء سنغافورة، وموانئ آسيوية أخرى. وبأن الشركة قدمت لدوسيك دعوات في مطاعم فاخرة، ومشروبات كحولية غالية الثمن، وإقامات في فنادق راقية، وهدايا ثمينة أخرى. وأنهما نسقا معا ضمان توقف سفن البحرية الأميركية في الموانئ التي تقدم الشركة خدمات فيها. ومنها ترتيب رسو حاملة الطائرات «يو إس إس إبراهام لينكون» في ميناء كلانغ، في ماليزيا، في مرسى تملكه الشركة.
وأيضا، اشترى سفينة كانت تابعة للأسطول البحري البريطاني، وحولها إلى سفينة للترفيه، وخصوصا ترفيه العسكريين الأميركيين الذين تعامل معهم.
مقابل تخفيف الحكم عليه، قدم رئيس الشركة سجلات لأعوام كثيرة عن فساد في علاقات شركته مع البحرية الأميركية. وعن فساد في نشاطات شركات آسيوية أخرى كانت تقدم خدمات إلى الأسطول الأميركي السادس في المحيط الهادي.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.