تحتفل إيران اليوم (الخميس) بحلول السنة الجديدة في الساعة 20 و27 دقيقة، وسبع ثوان بالتوقيت المحلي والذي يصادف الساعة 16 و57 دقيقة وسبع ثوان بتوقيت لندن.
تبعث الأيام الأخيرة من فصل الشتاء الأمل ببداية حياة الطبيعة وارتفاع درجات الحرارة بالربيع الذي يجلب أيضا البهجة، والنشاط. وتتزامن بداية الربيع مع انطلاق السنة الجديدة في إيران، مما يزيد من نسبة السرور والنشاط.
وتقوم فلسفة النوروز على أساس الاعتدال الربيعي الذي يكتمل فيه دوران الأرض حول الشمس خلال سنة واحدة. هذه الفترة الزمنية تتصادف مع الاعتدال الربيعي في النصف الشمالي للكرة الأرضية والخريف في النصف الجنوبي للكرة الأرضية.
يذكر أن الفترة الدقيقة للسنة الواحدة تعادل 365 يوما وست ساعات، على سبيل المثال إذا أضفنا ست ساعات إلى موعد حلول السنة الجديدة في العام الماضي (كان في 14:30 بالتوقيت المحلي) سنحصل على موعد حلول السنة الجديدة القادمة.
السنة الكبيسة هي سنة عدد أيامها 366 يوما، يصادف موعد حلول العام الجديد الإيراني في السنة الكبيسة اليوم الثلاثين من الشهر الأخير في العام الإيراني. ووفقا لروزنامة السنة الشمسية، لقد مر 1392 عاما شمسيا من هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، في الوقت الذي تشير روزنامة السنة الهجرية القمرية إلى مرور 1435 عاما من الهجرة.
يختلف موعد حلول السنة الجديدة الإيرانية سنويا والذي قد يتزامن مع اليوم الأخير من الشهر الأخير الإيراني أو اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الإيرانية الجديدة. يدل هذا الاختلاف في التوقيت على دقة الروزنامة الإيرانية، لأن السنة الشمسية تتجدد سنويا مع «الاعتدال الربيعي» الذي كان يجري حسابه من قبل علماء الفلك الإيرانيين.
ويحتفل الإيرانيون بكل انتماءاتهم القومية إلى جانب شعوب مناطق هضبة إيران المختلفة سنويا بقدوم الربيع ويستعدون لـ«النوروز» منذ شهر واحد أو شهرين من انطلاقه. وتعرض الأسواق، والمراكز التجارية الأزياء والملابس النوروزية منذ شهر فبراير (شباط)، ويقبل الإيرانيون على التبضع من أجل احتفالات رأس السنة، ويقومون بشراء «ملابس العيد» والذي يعتبر من التقاليد النوروزية من أجل ارتدائها مع بداية الربيع.
وكان المواطنون يقبلون سابقا على شراء أزياء بألوان فاتحة لعيد النوروز، غير أنه بدأ الناس يشترون كل سنة أزياء تناسب موضة العام.
وتعتبر عادة «تنظيف المنازل» من التقاليد الإيرانية في الشهر الأخير من السنة، ويعتقد الناس بأنه ينبغي تنظيف المنازل من الغبار تمهيدا لاستقبال السنة الجديدة، وتشمل التحضيرات تنظيف الجدران وأبواب المنازل.
وبعد عملية تنظيف المنازل يحين موعد التبضع، والذي يشمل شراء الأزياء أو المكسرات، والفواكه، والحلويات، تحضيرا للمائدة النوروزية.
وتعيش المراكز التجارية في إيران في هذه الفترة من السنة أجواء العيد، وتعرض المحال التجارية والأسواق الأسماك الذهبية، والخضراوات، والشموع، وباقي المواد التي توضع على المائدة. ونادرا ما تعرض هذه البضائع في الأوقات الأخرى من العام.
توضع على المائدة النوروزية أيضا أو «هفت سين» عدة أشياء تبدأ بحرف السين باللغة الفارسية وهي: السماق، والثوم، والخل، وعملات معدنية، والسمنو وهو نوع من الحلويات والتفاح. ويتم تزيين المائدة إضافة إلى المواد الأساسية بالشموع، والمرآة، والقرآن الكريم، والخبز، والسمكة الذهبية، والخضراوات. وتصطف العوائل حول المائدة النوروزية بانتظار حلول السنة الجديدة.
تعتبر عملية التبضع للسنة الجديدة من أحد الفعاليات المثيرة للاهتمام في إيران، ويمكن تشبيهها بمهرجان لاستقبال فصل الربيع. يساهم الجميع في هذا المهرجان ويقومون بالتبضع النوروزي، حيث تعج شوارع المدينة بالنشاط والحيوية كما يمكن ملاحظة التعب والاستعجال البادي على وجوه الناس بعد مرور عام من الجهد والعمل والتطلع إلى المستقبل.
وجرى تسمية موعد الاعتدال الربيعي يوم الأرض في 21 مارس (آذار) 1971 في فترة تولي يو ثانت منصب الأمين العام للأمم المتحدة. وتحتفل كل من إيران، وجمهوريات أذربيجان، وأفغانستان، وطاجيكستان، والأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزيا، وكازاخستان، وألبانيا وأجزاء من العراق، وتركيا، والهند، وباكستان بالنوروز.
*اعداد «الشرق الأوسط» بالفارسية «شرق بارسي»

