اليمن يتنفس.. استسلام الانقلابيين

ولد الشيخ أعلن 10 أبريل موعدًا لوقف النار.. وأكد أن الحوثيين وعدوا بتنفيذ «2216» * مسؤول في الحكومة اليمنية: وساطة روسية ـ عمانية لإخراج صالح مقابل إلقاء السلاح

ولد الشيخ يعلن من نيويورك وقف الحرب في اليمن (إ.ب.أ)
ولد الشيخ يعلن من نيويورك وقف الحرب في اليمن (إ.ب.أ)
TT

اليمن يتنفس.. استسلام الانقلابيين

ولد الشيخ يعلن من نيويورك وقف الحرب في اليمن (إ.ب.أ)
ولد الشيخ يعلن من نيويورك وقف الحرب في اليمن (إ.ب.أ)

تنفس اليمنيون الصعداء أمس، بعد أن أعلن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ، قبول الحوثيين بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بوقف العمليات القتالية وإلقاء السلاح وتطبيق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، في خطوة نحو إنهاء الحرب، المستمرة منذ سنوات.
وقال ولد الشيخ، خلال مؤتمر صحافي في نيويورك أمس، إن أطراف النزاع اليمني وافقوا على هدنة لوقف إطلاق النار في اليمن، تبدأ من منتصف ليلة العاشر من الشهر المقبل، على أن يتم استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات، بين طرفي الشرعية والانقلابيين، بعد ثمانية أيام من الهدنة، في دولة الكويت.
وبين ولد الشيخ أن الهدنة تهدف إلى الانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، واستئناف الترتيبات الأمنية في البلاد، واستعادة الدولة، واستئناف الحوار السياسي في صنعاء، وإنشاء لجنة للسجناء بين الطرفين، مؤكداً أن المفاوضات المقبلة ستكون واحدة من الفرص الأخيرة لإنهاء الحرب في اليمن.
وشدد ولد الشيخ على القول إنه «على كافة أطراف النزاع، الامتناع عن أي تصرفات قد تؤدي إلى زيادة التوترات من أجل أن نمهد الطريق أمام توقف الاعتداءات، وننتهز هذه الفرصة لنحثهم جميعاً على التحلي بالإيمان الحسن، وتمكين تحقيق الحل السياسي».
وأكد ولد الشيخ خلال اتصال هاتفي أجراه أمس مع نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، أهمية الجهود التي تبذلها الحكومة الشرعية باليمن في إحلال السلام، ومن ضمنها اللقاءات التي أجريت مؤخرا بين بحاح والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كل من باريس وأبوظبي، والتي تناولت عملية السلام.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية بأن الجانبين استعرضا خلال الاتصال الهاتفي، المساعي والجهود التي تمت لإحلال السلام في اليمن المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2216».
وأشاد نائب الرئيس اليمني، بالجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لاستئناف المشاورات، مؤكدًا أهمية وقف دوامة الصراعات المستمرة، وإحلال سلام دائم في بلاده يؤسس لمستقبل آمن.
من جهته أشار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى أنه على الرغم من كل تلك الخطوات الميدانية، فإنهم حريصون على أرواح اليمنيين، ومصالح الوطن، مما دفعهم للتعامل بكل حكمة انطلاقاً من مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه أبناء الشعب اليمني.
على صعيد آخر كشف وزير في الحكومة اليمنية، عن أن روسيا وعُمان دخلت في وساطات مع الحكومة اليمنية بشكل مباشر، لإخراج الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من العاصمة صنعاء برفقة أهله وذويه، مقابل إلقاء سلاح الحرس الجمهوري وتسليم المدينة من دون مواجهات عسكرية، على ألا يتم ملاحقته قانونياً.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.