عندما تقول فيكتوريا بيكام إنها تخاصم في الوقت الحالي الكعب العالي لصالح أحذية من دون كعب، أو على الأصح رياضية، فإننا لا بد أن نتوقف للحظة ونغير نظرتها إلى هذا الإكسسوار بشكل جدي. ليس لأنها مصممة تسوقه لنا في عرضها، بل لأنها آخر من يمكننا تصورها بحذاء رياضي في الحياة العادية. منذ بضع سنوات كان من المستحيل رؤيتها من دون كعب عال، ورغم ما يسببه لها من مشاكل أثرت على جماليات قدميها فإنها لم تتنازل عن الكعب الرفيع والعالي. عندما انتقدت حينها صرحت بأنها لا تعرف كيف تمشي من دون كعب، وأنها تشعر بالألم عندما تكون حافية، لأن عمودها الفقري تعود عليه.
لكن الوقت من شأنه أن يغير كل شيء، ففي نهاية عرضها الأخير بنيويورك أطلت على الحضور لتحييهم وهي ببنطلون بسيط وكنزة صوفية بياقة عالية وحذاء رياضي أبيض. إطلالة أنيقة لكن هادئة، تشير إلى أنها اكتسبت ثقة بنفسها وأسلوبها ولم تعد بحاجة لمغازلة عدسات الباباراتزي أو اتقاء مفاجآت كاميرات فتيات الـ«إنستغرام» بالاهتمام بكل صغيرة وكبيرة. الآن هي سيدة أعمال ناجحة ومصممة محترمة، وبالتالي لم تعد تبالي بأن تلعب دور النجمة، بقدر ما تبالي بما يريحها.
والحقيقة أن الأحذية الرياضية أو المستوحاة من عالم الرياضة اكتسحت عالم المرأة والرجل على حد سواء، وقوتها تزيد يوما عن يوم، ليس لأن العالم اكتشف ميزاتها وإمكانية ارتدائها حتى مع أكثر الأزياء رسمية من دون أن يتعارض المظهر مع الذوق أو الأناقة، بل لأن المصممين أيضا أبدعوا فيها، ويطرحونها في كل موسم بألوان وخامات متنوعة، فضلا عن ترصيعها أحيانا بأحجار الكريستال، لإدخالها عالم المساء والسهرة، مثل «ديور» و«ميو ميو» مثلا.
من الطرائف المتداولة في أوساط الموضة أن المرأة حولت أنظارها من الرأس إلى الأقدام عندما فقدت قبعتها، ولم تعد مطالبة بارتدائها. بينما الرجل وجد فيها ضالته بعد أن أصبحت البدلة بمثابة الزي الرسمي في السنوات الأخيرة، حيث عانقتها الأغلبية بغض النظر عن العمر والمركز والأسلوب، لهذا كان الحذاء الوسيلة التي يمكنه استعمالها ليعكس أسلوبه الخاص وأناقته، وبالتالي أصبح هو أيضا يستعمل أحذيته للتعبير عن تفرده. والآن بعد أن تخففت العديد من الوظائف من القيود التي كانت مفروضة منذ عقدين من الزمن، وتتطلب من الرجل زيا رسميا، يتكون في الغالب من بدلة وربطة عنق وحذاء «أكسفورد» بأربطة، أصبح بإمكانه أن يختار ما يروق له ويمزج الكلاسيكي بالـ«كاجوال» بحرية أكبر، أيا كانت وظيفته. فالنجاح لم يعد حكرا على رجال الأعمال وحدهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن انتعاش الحذاء الرياضي استحق معرضا بعنوان «نهضة ثقافة السنيكر»، نظمته الفيدرالية الأميركية للفنون في أواخر العام الماضي، زاره ما لا يقل عن 150 ألف شخص، وشجع نجاحه على انتقاله لعدة عواصم. وترافق المعرض، الذي يتتبع بداية هذا الحذاء من نهاية القرن الثامن عشر إلى اليوم، مع صدور كتاب من دار النشر «ريزولي» يتناول الموضوع نفسه. ورغم أن هذا التصميم ظهر في البرازيل وبلدان أخرى منذ قرون، بأشكال متنوعة، فإنه عرف شكله الحالي وشهرته في الولايات المتحدة، لأنه كان خير مكمل بأسلوبها الـ«سبور» وانطلاقته في الستينات. لكن عدواه بدأت تنتشر إلى أنحاء أخرى من العالم في الثمانينات. في عام 1997، كان عرض «برادا» الذي نسقت فيه أزياء أنيقة مع «سنيكرز» بمثابة الثورة. أثار الكثير من الانتباه والإعجاب مع قليل من الاستهجان من قبل البعض، لكنهم سرعان ما حذوا حذوها بعد أن شهدوا إقبال الشباب عليها. ما حصل بعد ذلك ولم يكن متوقعا أن الرجل والمرأة استعذبا ما يمنحه لهما من راحة ومظهر منطلق وشبابي.
المصممون بدورهم وجدوا أنه يمنحهم فرصة للتجديد باستعمال خامات وتقنيات حديثة، إضافة إلى الألوان والرسومات. أي أنه بالنسبة لهم بمثابة الكنفس، يتيح لهم الرسم عليه حسب مزاجهم. «تودز» الإيطالية مثلا طرحته لهذا الموسم برسمات مائية، كذلك «برلوتي»، وغيرهما من بيوت الأزياء العالمية، التي وجدت أنه يرقى بأي إطلالة سواء كانت رسمية أو شبابية.
لهذا ليس غريبا أن يتراوح سعر هذه الأحذية حاليا ما بين 70 دولارا و27 ألف دولار، عندما تكون من جلود نادرة وبإصدار محدود.
الحذاء الرياضي يدخل عالم الأناقة بكل الألوان
يمنح الراحة ويعكس تفرد صاحبه وأسلوبه من أول خطوة
الحذاء الرياضي يدخل عالم الأناقة بكل الألوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة