صد هجوم نفذه 35 انتحاريًا من «داعش» غرب الأنبار

استمرار العمليات العسكرية لتحرير ثالث أكبر مدن المحافظة

جنود عراقيون على ظهر دبابة قرب هيت في غرب محافظة الأنبار (أ.ف.ب)
جنود عراقيون على ظهر دبابة قرب هيت في غرب محافظة الأنبار (أ.ف.ب)
TT

صد هجوم نفذه 35 انتحاريًا من «داعش» غرب الأنبار

جنود عراقيون على ظهر دبابة قرب هيت في غرب محافظة الأنبار (أ.ف.ب)
جنود عراقيون على ظهر دبابة قرب هيت في غرب محافظة الأنبار (أ.ف.ب)

رغم سوء الأحوال الجوية والعواصف الترابية التي غطت مناطق شاسعة في محافظة الأنبار، فإن القوات الأمنية العراقية تواصل عملياتها العسكرية لتحرير مدينة هيت، ثالثة كبرى مدن المحافظة، من قبضة تنظيم داعش.
وأعلن نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، أن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر من أبناء المحافظة مستمرون في عمليات تحرير مدينة هيت من قبضة تنظيم داعش، مؤكدا أن القطعات العسكرية حققت تقدما كبيرا. وقال العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «معارك تحرير مدينة هيت ما زالت مستمرة رغم سوء الأحوال الجوية التي أثرت على سرعة تقدم قواتنا الأمنية، خصوصًا بعد توقف عمليات الطيران الحربي الذي كانت طلعاته خير مساند لعمليات التقدم وبشكل سريع، لكن وتيرة المعارك ستزداد حتمًا بعد تحسن الأجواء، وستكون مدينة هيت محررة قريبا وتعود إلى أحضان الوطن مطهرة من دنس الإرهابيين».
وأضاف العيساوي: «قواتنا تقف على مشارف المدينة من ثلاثة محاور بعد أن تمكنت من تحرير أبراج الطاقة الحرارية القريبة من منطقة البونمر، وكذلك تمكنت من تحرير المناطق الغربية الواقعة بين هيت والبغدادي، فيما شهدت المدينة هروب العشرات من عناصر التنظيم الأجانب باتجاه الأراضي السورية».
وكانت عمليات عسكرية واسعة ضمت القوات الأمنية وأبناء العشائر، قد انطلقت لتحرير مناطق غرب الرمادي قبل أيام؛ إذ استطاعت تحرير مناطق واسعة وطرد عناصر «داعش» منها.
من جانب آخر، نفذ العشرات من مسلحي تنظيم داعش هجوما للسيطرة على حاجز للجيش العراقي قرب ناحية البغدادي. وأفاد الناطق باسم فوج الطوارئ في محافظة الأنبار الملازم أول سعود حرب سعود، بأن الهجوم بدأ بتفجير خمس سيارات مفخخة يقودها انتحاريون بالقرب من الحاجز الذي عند المدخل الشرقي لناحية البغدادي. وقال سعود إن «أكثر من 35 مسلحا من تنظيم داعش الإرهابي يرتدون جميعهم الأحزمة الناسفة قاموا بتنفيذ هجوم انتحاري على الحواجز الرئيسية عند المدخل الشرقي لناحية البغدادي، مما أسفر عن (استشهاد) ستة من عناصر الجيش وإصابة تسعة آخرين».
وأضاف سعود أن «قوات الجيش ومقاتلي العشائر وبإسناد من قبل طائرات التحالف الدولي، الذين كانوا في الحاجز، تمكنوا من صد الهجوم وقتل جميع المسلحين بعد معارك استمرت لنحو خمس ساعات».
وأشار سعود إلى أن «القوات الأمنية كثفت من إجراءاتها الأمنية تحسبا من هجمات إرهابية مماثلة».
إلى ذلك، أعلن شيخ عشائر البونمر في محافظة الأنبار، نعيم الكعود، مشاركة 750 مقاتلا من أبناء عشيرته بعمليات تحرير هيت. وقال الكعود إن «هؤلاء المقاتلين يعدون دفعة أولى، وسيتم إرسال بقية المقاتلين من أبناء عشيرة البونمر على شكل دفعات للمشاركة في التحرير ومسك الأرض بعد التحرير».
وفي مدينة الرمادي، أعلنت «قيادة عمليات الأنبار» عن صد هجوم شنه تنظيم داعش مستخدما أربع عربات مفخخة شرقي المدينة. وقال قائد العمليات اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية تمكنت من تفجير المفخخات عن بعد بواسطة منظومة الكورنيت والصواريخ الموجهة، وقتل جميع الانتحاريين». لكن مصدرا أمنيا في قيادة العمليات أفاد بأن «إحدى المفخخات تم تفجيرها قرب القطعات العسكرية العراقية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».