مكاسب جديدة للقوات العراقية في الأنبار.. والشرطة تتسلم أمن الرمادي

مجلس المحافظة: نحتاج إلى 20 مليار دولار لإعادة الإعمار

عنصرا أمن عراقيان يعاينان حطام سيارة في قرية المحمدي شمال هيت بعد معارك مع تنظيم داعش أول من أمس (أ.ف.ب)
عنصرا أمن عراقيان يعاينان حطام سيارة في قرية المحمدي شمال هيت بعد معارك مع تنظيم داعش أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مكاسب جديدة للقوات العراقية في الأنبار.. والشرطة تتسلم أمن الرمادي

عنصرا أمن عراقيان يعاينان حطام سيارة في قرية المحمدي شمال هيت بعد معارك مع تنظيم داعش أول من أمس (أ.ف.ب)
عنصرا أمن عراقيان يعاينان حطام سيارة في قرية المحمدي شمال هيت بعد معارك مع تنظيم داعش أول من أمس (أ.ف.ب)

بينما تستعد حكومة محافظة الأنبار ومجلسها المحلي لتهيئة الأحياء السكنية والمناطق التي تم تحريرها من قبل القوات الأمنية العراقية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، كشف مجلس المحافظة عن حاجة المحافظة إلى 20 مليار دولار من أجل إعادة إعمار البنى التحتية التي دمرها تنظيم داعش وتضررت أيضا خلال العمليات العسكرية لاستعادة المدينة. وطالب المجلس بدعم حكومي ودولي كبيرين.
وقال رئيس لجنة الإعمار في مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن حجم الدمار في الرمادي يقدر بأكثر من 80 في المائة حسب تقديرات اللجان المختصة التي قدرت تكلفة إعادة إعمار مدينة الرمادي لوحدها بحدود تسعة مليارات دولار، فيما تحتاج المحافظة لمبلغ 20 مليار دولار لإعمار كل مدن الأنبار بما فيها مدينة الرمادي. وأضاف أن تنظيم داعش فجر عددا كبيرًا من الجسور وعشرات الأحياء السكنية ومدارس ومباني خدمية ودوائر حكومية ومراكز شرطة وكذلك دمر عددًا كبيرًا من محطات الكهرباء ومحطات تصفية المياه.
وأضاف الطرموز أن «حكومة الأنبار المحلية تسعى لإطلاع الرأي العام على الأضرار الهائلة التي تعرضت لها الرمادي، بعد أن قدمت اللجان المختصة تقريرها لحجم الأضرار الناجمة من أجل الإسراع في تقديم المنح المالية لإعادة إعمارها». وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أصدر في مطلع العام الحالي أمرًا بتشكيل لجنة عليا لإعادة الاستقرار وتأهيل مدينة الرمادي، وفيما أشار إلى أن اللجنة ستتخذ الإجراءات اللازمة والفورية لتأمين المدينة وإعادة المواطنين إليها، وجّه بإعمار المدينة من تخصيصات البنك الدولي والدول المانحة.
من جانب آخر، أعلن مجلس محافظة الأنبار، تسلم شرطة الأنبار الملف الأمني في مدينة الرمادي بالكامل. وقال عضو المجلس راجح العيساوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «أفواج طوارئ شرطة محافظة الأنبار قامت بمسك وتأمين جميع مناطق مدينة الرمادي التي تم تحريرها من تنظيم داعش مؤخرًا، وإن المدينة أصبحت مؤمنة بالكامل، وقد تم تنظيف معظم مناطقها من الأنقاض والعبوات الناسفة وإيصال مياه الشرب وتشغيل مولدات الطاقة الكهربائية التي تعمل بالديزل والمنتشرة في جميع مناطق وأحياء المدينة من أجل الاستعداد لاستقبال الأهالي». وأضاف العيساوي أن «القوات الأمنية تسعى لتحرير جميع المدن والمناطق في المحافظة من أجل إنهاء معاناة أكثر من مليون نازح من أهالي مدن الأنبار».
في غضون ذلك، تمكنت القوات العراقية المشتركة من استعادة السيطرة على منطقتي المشاتل والمطحنة في المحيط الجنوبي الشرقي لقضاء هيت بمحافظة الأنبار بعد معارك شرسة مع تنظيم داعش أسفرت عن مقتل العشرات من مسلحي التنظيم المتطرف. وقال اللواء قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات العراقية تتقدم باتجاه تحرير مدينة هيت بالكامل بعد أن تمكنت من تدمير جميع الخطوط الدفاعية التي نصبها التنظيم الإرهابي في مخارج ومحيط المدينة، وقطعاتنا المسلحة أصبحت على مشارف المدينة وعلى استعداد تام لاقتحامها في الساعات القليلة المقبلة».
وأضاف المحلاوي: «تستمر عمليات تحرير مناطق جزيرة الرمادي وتمكنت قطعاتنا المسلحة في قوات الفرقة العاشرة للجيش العراقي وأفواج طوارئ شرطة محافظة الأنبار ومقاتلي العشائر، من خلال عملية عسكرية واسعة لتحرير مناطق البوشعبان والبوعساف والبوعلي والجاسم التابعة لجزيرة الرمادي شمال المدينة، من تحرير و150 عائلة كان يحتجزها تنظيم داعش الإرهابي، وإن تلك الأسر غالبيتهم نساء وأطفال وتم نقلهم إلى مكان آمن وهي المخيمات المخصصة للنازحين».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.