الفائزة بـ«ذا فويس كيدز» تنوي دراسة السولفيج وكاظم الساهر مثلها الأعلى

لين الحايك: العلم قبل الفنّ والأعمال الاستعراضية لا تهمّني لأنها تضعف أداء الصوت

لين الحايك مع زملائها على مقاعد الدراسة   -  تحمل جائزة «ذا فويس كيدز» التي حصدتها
لين الحايك مع زملائها على مقاعد الدراسة - تحمل جائزة «ذا فويس كيدز» التي حصدتها
TT

الفائزة بـ«ذا فويس كيدز» تنوي دراسة السولفيج وكاظم الساهر مثلها الأعلى

لين الحايك مع زملائها على مقاعد الدراسة   -  تحمل جائزة «ذا فويس كيدز» التي حصدتها
لين الحايك مع زملائها على مقاعد الدراسة - تحمل جائزة «ذا فويس كيدز» التي حصدتها

في مدينة طرابلس التقينا بحاصدة لقب «ذا فويس كيدز» لين الحايك. ومن مدرستها (مار إلياس) انطلق مشوارنا معها. فنجوميتها لا تقتصر على الغناء فقط، فبشهادة أساتذتها في المدرسة، هي نجمة مقاعد الدراسة أيضا، كونها تتمتع بذكاء خارق وبانضباطية لافتة. «هي تلميذة مميّزة وصاحبة تحليل حسابي يدهشني أحيانا»، تقول أستاذتها في مادة الحساب ليلى سابا عيد التي تؤكّد أن لين متفوّقة في دراستها. وتضيف: «لم أتفاجأ بحصدها لقب ذا فويس كيدز، فلطالما شدّتنا بصوتها الشجيّ، ولن أنسى دورها في (جسر القمر) على مسرح المدرسة، عندما بقي يصفّق لها الحضور دون توقّف لأدائها الرائع». أما مدير المدرسة جهاد حيدر الذي يعرفها منذ نعومة أظافرها، فوصفها بصاحبة الشخصيّة القويّة والتلميذة المثالية التي تجمع ما بين البساطة والطيبة والطبيعية والشطارة معا.
أما أستاذة الكيمياء، وهي المادة الأحب إلى قلب لين كاتيا تركية فتقول عنها: «لديها سرعة البديهة والمنطق الصحيحّ في تحليلها لمعضلة ما، كما لديها شغف ظاهر بهذه المادة العلمية. فعندما تقوم بتجربة كيمائية تنسى كل ما حولها لتستمتع بها وتراقب نتائجها».
عندما دخلت لين الحايك الصفّ في اليوم الأول بعد فوزها في «ذا فويس كيدس»، نظمّ لها أساتذتها وزملاؤها احتفالا فاجأها: «لقد التقطت أنفاسي لثوان قليلة، فلم أكن أتوقّع هذا الاحتفال الذي تخلّلته الزفّة»، تقول لين واصفة وقع المفاجأة هذه عليها، وأضافت: «أحبّ الدراسة كثيرا، وهي ستكون سلاحي في المستقبل، فمبدئي في الحياة يرتكز على إكمال دراستي أولا، والعلم برأيي، يأتي قبل الفنّ، أحيانا».
«لم تغيّرها الشهرة» تقول زميلتها بالصف ميرا الأشقر، فيما تصفها صديقتها سيرين بالمتواضعة، ويقول عنها زميلها ميشال «سيكون لديها مستقبل لامع بالتأكيد». ماذا تغيّر بلين بعد تحقيقها هذه الشهرة؟ تردّ بعفوية: «لقد أصبحت أكثر دبلوماسية في تعاطي مع الآخرين، فصرت أساير الناس وأبتسم لهم ولو كنت بمزاج سيئ، فلا أريد أن يقال عنّي مغرورة أو أن الشهرة غيّرتني». وتتابع: «هذا الأمر يتطلّب مني جهدا، فقبل اللقب لم يكن يهمّني ماذا يفكّر الآخرون بي، أما اليوم فصرت أكثر حساسية تجاه هذا الموضوع».
في منزل لين الواقع في منطقة الميناء في طرابلس، استقبلنا والداها كريستيان ونقولا. وسألنا والدتها إذا ما كانت قد توقّعت فوز ابنتها، فأجابت: «لقد تحضّرت بشكل جيّد وقامت بتمرينات مكثّفة، وتابعتها عن قرب وسمعتها تعيد أغنية (بعاد كنتم) لفنان العرب محمد عبده بتأنّ، فلقد كانت خائفة أن تفشل في أدائها على المسرح كونها تؤدي أغنية صعبة». هنا تتدخّل لين وتقول: «لقد علّمتني والدتي كيف وأين استخدم العرب، ومرات كثيرة كانت تدخل غرفتي عنوة وأنا أتمرن، لتعطيني الملاحظة عن النغمة، فوالدتي فنانة بالفطرة وأنا أثق بإحساسها ثقة عمياء». كم مرة استمعت للأغنية لين؟ «مرة واحدة فقط، بعدها رحت أرددها غيبا».
شجّعت كريستيان ابنتها على الغناء منذ نعومة أظافرها، فهي كما زوجها تنبّها لموهبة صغيرتهما. «قدرتها على حفظ إيقاع أي أغنية بطريقة صحيحة لفتتنا، حتى نصوص مادة الاستظهار كانت تدندنها ولا تلقيها شعرا، فنحن نعدّ عائلة فنيّة يسري الفنّ في دمنا. فخالاتي - تقول كريستيان - من آل بندلي وعمّاتي من آل القطريب، والعائلتان تركتا بصماتهما على الساحة الفنية». وتتابع: أي نشاز كان ينساب إلى أذني لين كانت تنفر منه وتقول لي: «ماما لقد خرج هذا الفنان عن «الريتم». وأنت لين هل تعترفين بأنك نشّزت مرات؟ سألتها، فأجابت: «الفنان الذي لا ينشّز ليس فنانا كاملا، فيكفي أنه علم بنشازه والتقطته أذناه ليكون صاحب أذن سمّيعة، وقد نشّزت في البرنامج بسبب عزف الفرقة الموسيقية المرتفع الصوت، أو بسبب عدم تمرّني الكافي على أغنية ما. للتخلّص من النشاز علينا التمرّن بكثافة، واذكر أن والدتي شارطتني بأنني سأخفق في طربة معيّنة عندما سأقف على المسرح في مرحلة النهائيات، فتحدّيت نفسي وبقيت أتمرّن عليها إلى أن أصبتها وأنا على الهواء مباشرة».
وعمّا حفظته من مدرّبها كاظم الساهر تقول: «أهم ما علّمني إياه أن أتخلص من الشعور بالخوف على المسرح لأنه يؤذي الفنان ويفقده مهارته، كما علّمني كيف أمسك بالميكروفون وألا نهزّ كثيرا ونحن على المسرح». وختمت: «أحبّه كثيرا فهو مثلي الأعلى».
أما والد لين فيؤكّد أنه فخور بابنته وأنه منذ فوزها باللقب لم يتوقّف رنين الهاتف: «علي أن اشكر الجميع لأنهم يساندون لين بشكل لافت، فأهل مدينة طرابلس شجّعوا لين كثيرا وصوّتوا لها بكثافة، وكذلك محبوها من لبنان بأجمعه ومن الوطن العربي».
في اللحظات الأخيرة من البرنامج بدت لين متوتّرة وهي تنتظر إعلان النتيجة: «لقد كان الأمر صعبا عليّ، وكنت في قرارة نفسي أقول (ما تزعلي لين أمير أو زين سيربح)، وعندما صرخت المذيعة ايمي صيّاح باسمي، لم أستوعب الأمر لثوان قليلة». وتضيف: «غالبا ما أفكّر بصورة سلبية، فلا أحب أن أعد نفسي بأمور قد لا تتحقق، ولكن بعد (ذا فويس كيدز) تعلّمت أن أفكّر بإيجابية، وهي طاقة جديدة تركت أثرها الطيّب عليّ».
وهل طلباتك يا لين صارت تتحققّ بسرعة بعد الشهرة التي حققتها؟ «لا أبدا فما زلت أمارس حياتي بطبيعية ولا شيء يميّزني عن غيري من أشقائي في البيت». وتتابع: «لن أنجرف مع مطبّات الشهرة، فسأبقى لين التي يعرفها الجميع ولو حققت النجاحات الواحد تلو الأخرى». وبماذا ستتسلّحين لمقاومتها؟: «بالتواضع الذي هو من صلب شخصيتي، فسأنمّيه وأحافظ عليه. الشهرة لا تهمّني بقدر ما يهمّني الوفاء مثلا!»
وعن مسقط رأسها مدينة طرابلس تقول: «مهما كبرت أو صغرت اشتهرت أو تعلّمت، ستبقى هذه المدينة ملاذي». وتشرح وهي تشبك يديها ببعض: «أهالي طرابلس متحّدون يقفون مع بعضهم في الأفراح والأتراح، فلن أحاول أن أفارقهم يوما، بل سأشّد على أيديهم واقف معهم كما وقفوا معي».
أكثر المعالم التي تحبّها في طرابلس كما تقول هو شاطئها وبحرها. «عندما أنظر إليه أو أسير بقربه تنشرح نفسيتي وأشعر بالسعادة»، تقول لين عاشقة طرابلس الفيحاء كما تسمّي نفسها.
وهل تأثّرت يا لين بأقربائك من آل بندلي والقطريب؟ «هما التاريخ الذي انتمي إليه، فلطالما استمعت إلى أغاني عمّة أمي الراحلة سلوى القطريب، كما أحب أسلوب ابنتها آلين في الغناء، أما آل بندلي فأنا أعرف الأصغر سنّا منهم ريمي، التي اشتهرت بأغنية (اعطونا الطفولة). لقد حفظت أغاني فيلمها السينمائي الوحيد (أماني تحت قوس القزح) لكثرة مشاهدتي له». وماذا عن الأعمال الاستعراضية هل تفضلينها عن غيرها؟ «لا أبدا بل أجدها تسيء للفنان، فهي تتعبه وتفقده قوّته في الأداء، فيلهث وتضيع قوّة صوته». وماذا عن الأغاني الأجنبية هل تجيدينها؟ هنا تردّ والدتها: «لقد لمست الآن قلبها فهي مغرمة بهذا النوع من الأغاني». وتردّ لين الحايك بحماس: «أشعر عندما أغني الأجنبية بحرية أكبر في الأداء، فهو أسهل من الشرقي المرتكز على قواعد صعبة». أدّت لين خلال لقائنا بها أغنية لكريستينا اغيليرا (Hurt)، فأبدعت في الأداء وتماهت مع نغمة الأغنية بشغف فأجادتها بجدارة. «هي واحدة من الأغاني التي أحبها، عندما تقدّمت إلى برنامج (ذا فويس كيدز)، تضمّن تسجيل الفيديو الذي أرسلته لهم أغنيتان، واحدة بالأجنبية وأخرى بالعربية ولكنهم اختاروني للغناء بالثانية، فهم أدرى بهذا الموضوع».
معجبة لين بالفنان ملحم زين وتتمنى أن تلتقي به، وكذلك بالفنان الممثل جورج خبّاز: «أحب صوت ملحم زين وقد تبنّى المقطع الغنائي الذي أديته له من أغنية (عندك هواية)، فنشره على حسابه في موقع إنستغرام الإلكتروني ففرحت كثيرا بهذه اللفتة منه. أما جورج خبّاز فهو يضحكني ويلفتني كفنان متكامل ناجح بكل ما يقدّمه».
لين التي تحبّ طبق الملوخية من يدي والدتها تهوى الطبخ وتقول: «قليلا ما أدخل المطبخ، أجيد قلي البيض فقط، فدراستي من ناحية والفنّ من ناحية ثانية أخذا مني كل وقتي، وعندما يكون لدي وقت فراغ التقي بأصدقائي أو أتمرّن على الغناء». إلى جانب الغناء تهوى لين الرسم وهي كما تقول تنوي الوصول إلى تقنية الرسم الثلاثية الإبعاد. أما الخطوة الجديدة التي تنوي القيام بها فهي دخولها المعهد الوطني للموسيقى (كونسرفاتوار) لتتعلّم السولفيج والعزف على البيانو هي التي تجيد العزف على الأرغن. وقبل مغادرتنا منزلها تقدّمت منّي لين لتقدّم لي قطع الشوكولاته التي تحمل صورتها، ثم قالت: «هي تجربة فريدة من نوعها قدّمتها لي محطّة (إم بي سي)، فكلّ الفريق التابع لها والذي رافقنا أنا وزملائي في مشوارنا هذا، كان رائعا وقد ساعدونا كثيرا في أن نستمتع بهذه التجربة بصورة إيجابية وأنا أشكرهم جميعا».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».