أطباء بلا حدود تطلب «معلومات محددة» عن العقوبات على العسكريين الأميركيين في قصف مستشفى بقندوز

أطباء بلا حدود تطلب «معلومات محددة» عن العقوبات على العسكريين الأميركيين في قصف مستشفى بقندوز
TT

أطباء بلا حدود تطلب «معلومات محددة» عن العقوبات على العسكريين الأميركيين في قصف مستشفى بقندوز

أطباء بلا حدود تطلب «معلومات محددة» عن العقوبات على العسكريين الأميركيين في قصف مستشفى بقندوز

بعد الإعلان عن فرض عقوبات إدارية على عسكريين متورطين في قصف مستشفى أطباء بلا حدود في قندوز (أفغانستان) في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2015. طالبت هذه المنظمة اليوم (الجمعة)، بـ«معلومات محددة» عن هذه الإجراءات التأديبية.
وكانت طائرة تابعة للقوات الخاصة الأميركية شنت في غارة بعيد احتلال حركة طالبان لوقت قصير قندوز في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، في أهم انتصار عسكري لها منذ طردها من السلطة خلال عملية أميركية في 2001.
وأوقع القصف 42 قتيلا، حسب آخر حصيلة لمنظمة أطباء بلا حدود.
وأعلن مسؤولون أميركيون أمس، أنّ العسكريين المتورطين في القصف نالوا أو سينالون عقوبات إدارية. وأوضح أحدهم أنّ «أكثر من عشرة» عسكريين يشملهم هذا الإجراء، مضيفًا أنّه لا علم له بوجود أي طلب لعقوبة جزائية بحقهم.
وردًا على هذا الإعلان، طالبت منظمة أطباء بلا حدود اليوم، بـ«معلومات محددة» عن العقوبات التي فرضت على هؤلاء العسكريين، موضحة أنّها لم تتلق أي معلومات مباشرة عن مضمون الإجراءات.
وأفادت المنظمة غير الحكومية في بيان «لدينا فقط المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام وهي مبهمة جدًا. سنطلب من الولايات المتحدة معلومات محددة بشأن ماهية هذه الإجراءات التأديبية قبل التعليق عليها». وأضاف البيان: «يتوجب على الولايات المتحدة أن تثبت شفافيتها حيال عائلات الضحايا ومنظمة أطباء بلا حدود والرأي العام من خلال إعطاء تفاصيل حول الإجراءات التأديبية التي اعتبرتها مناسبة ردًا على مقتل 42 شخصًا» خلال الغارة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قدم اعتذارًا على هذا الهجوم الدامي بينما وعدت وزارة الدفاع بتقديم تعويضات. وقد أعلنت في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، أنّ سبب الغارة «يعود قبل كل شيء إلى خطأ بشري».
لكن منظمة أطباء بلا حدود رفضت هذه الرواية وتحدثت عن «انتهاك لقانون الحرب»، داعية إلى إجراء تحقيق دولي محايد وهو طلب حصل على دعم البرلمان الأوروبي خصوصًا.
من جانبه، أعلن الكولونيل باتريك رايدر المتحدث باسم القيادة الوسطى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط أمس، أنّ «الأشخاص الأكثر ضلوعًا في الحادث سيفصلون من وظائفهم»، موضحًا أنّ «عقوبات إدارية أقرت» ضدهم. مضيفًا أنّ «بعضهم استبعدوا من مناطق عمليات».
ويمكن أن تتخذ العقوبات الإدارية عدة أشكال تبدأ برسالة توبيخ إلى رسالة تأنيب التي من شأنها الوقف عن الخدمة وحتى سحب القيادة من موقع عملها.
من جهتها، قالت «هيومن رايتس ووتش» وهي منظمة غير حكومية أخرى، في بيان إنّ «عائلات الضحايا سيعتبرون أنّ العقوبات التي أعلن عنها ظلم وإهانة، وهم محقون في ذلك». وأضافت أنّ «الجيش الأميركي حقق بنفسه وقرّر أنّه لم ترتكب أي جريمة». وتابعت أنّ هذه الخطوة تشكل «إهانة للأرواح التي زهقت في مستشفى أطباء بلا حدود وضربة موجهة لدولة القانون في أفغانستان وغيرها».



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.