متحف أثينا الوطني كنز أثري من قبل التاريخ

يسلط الضوء على المعالم الفنية والتاريخية والثقافية

بعض زوار متحف أثينا الوطني

لا يصح لزائر العاصمة اليونانية أثينا عدم زيارة المتحف الوطني اليوناني الذي يقع في منطقة إكسارشيا، على بعد أمتار من وسط أثينا، فهو يعد كنزا أثريا للبلاد، وجرى تأسيسه لحماية الآثار اليونانية وتسليط الضوء على المعالم الفنية والتاريخية والثقافية لليونان والحضارة اليونانية المعروفة.
ويعد هذا المتحف أكبر متحف في اليونان وأحد أهم المتاحف في العالم، وتشييده وسط العاصمة اليونانية يجعله مقصدا سهلا للزوار والراغبين في التعرف على الحضارة اليونانية، ويتميز بمبناه الكلاسيكي الحديث الذي جرى بناؤه في نهاية القرن التاسع عشر، على يد المهندس المعماري باناجي كالكو.
ويحتوي المتحف في طوابقه الثلاثة على عشرات من صالات العرض والغرف المختلفة التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع، ويجري عرض محتوياته الأثرية على مجموعات، منها مجموعة ما قبل التاريخ التي تتضمن آثار الحضارة العظيمة في بحر إيجة منذ ستة آلاف سنة حتى عام 1050 قبل الميلاد، والتي تمثل آثار العصر الحجري الحديث والسيكلادي والميسينية.
وقال الدكتور جورجيو كاكافاس، مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط»: «إن المتحف الوطني اليوناني للآثار هو أول وأهم متحف في اليونان، ويعد من المتاحف الأثرية المميزة في العالم، وهو مرتبط باليونان ما بعد الاستعمار، ووفقا لأنظمة المتاحف فمقتنياته تتضمن الآثار اليونانية المختلفة من قبل التاريخ وحتى العصر الروماني، ويحتوي على قطع أثرية من الذهب الخالص والتحف الثمينة، والتي عثر عليها من جراء أعمال حفر في مناطق مختلفة من اليونان، وعند إقامة أي معرض في البلاد، لا بد من استضافة قطع أثرية وفنية من المتحف الوطني.. ونحن سعداء ومحظوظون بأن يكون لدينا مبنى مميز للمتحف، جرى تصميمه بواسطة أشهر المهندسين المعماريين، كما أنه يستضيف القطع الفنية اليونانية النادرة».
أما مجموعة المنحوتات، فيجري من خلالها عرض تطور النحت اليوناني القديم منذ القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلادي عن طريق أعمال فنية فريدة ومجموعة الأواني والآثار الفخارية اليونانية القديمة بداية من القرن الحادي عشر قبل الميلاد وحتى العصر الروماني، ومجموعة البرونز والتي تضم الكثير من التماثيل الفريدة.
كما يوجد قسم للآثار المصرية وأقصى الشرق وهي خاصة لليونان مع معروضات أثرية يعود تاريخها إلى فترة خمسة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى العصر الروماني. ويتميز المتحف بعرض أكثر من أحد عشر ألف قطعة أثرية من آثار اليونان الأصلية التي عثر عليها على الأرض أو أثناء الحفر والتي توضح للزائر الحضارة اليونانية العريقة على مر التاريخ.
ومن جهتها، قالت عالمة الآثار الدكتورة إنستاسيا، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الآن في مكان استضافة المعارض الموسمية، ومنذ أبريل (نيسان) الماضي ونحن نستضيف معرضا عن سفينة كيثثيرا الغارقة، ومن بين الأشياء المعروضة ماكينة إدكيثيرون وهي أول أنظمة حساب التقويم، وأيضا تليسكوب مزود بنظام تروس لمعرفة أوقات غروب الشمس والقمر، ومراقبة الخمسة كواكب المعروفة وقتذاك. وأضافت أن زوار المعرض من مختلف الأطياف، بدءا من تلاميذ المدارس وحتى طلاب الجامعات اليونانية والأجنبية والمتخصصين في دراسة التاريخ القديم وأيضا زوار من المواطنين العاديين المهتمين بالتاريخ اليوناني القديم.
وأوضحت غادولو، أن المتحف يمتلك أرشيفا غنيا من اللوحات الفنية الفريدة ومكتبة تحتوي على مطبوعات نادرة ومسرح وورشة حديثة ومختبرات لصيانة وحفظ القطع المعدنية والفخار والأحجار الأثرية وينظم المتحف معارض موسمية مؤقتة للمصنوعات اليدوية، ويستقبل الآلاف من الزوار من اليونان ودول العالم المختلفة.