الاستثمارات الألمانية في مصر تبلغ 1.9 مليار دولار

عدد السياح الألمان وصل إلى مليون سائح في 2015

الجناح المصري في «بورصة برلين»
الجناح المصري في «بورصة برلين»
TT

الاستثمارات الألمانية في مصر تبلغ 1.9 مليار دولار

الجناح المصري في «بورصة برلين»
الجناح المصري في «بورصة برلين»

أكد السفير الألماني في القاهرة يوليوس جيورج لوي، أن حجم الاستثمارات الألمانية في مصر بلغ 1.7 مليار يورو (1.89 مليار دولار) بواقع 70 شركة ألمانية بالسوق المصرية يعمل بها 23 ألف مواطن مصري.
وقال لوي، عقب لقائه مع محافظ قنا عبد الحميد الهجان في صعيد مصر، إن «عدد السياح الألمان وصل إلى مليون سائح في عام 2015، وبهذا تحتل ألمانيا الترتيب الثالث في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر، مما يعكس العلاقات الطيبة والقوية التي تجمع البلدين».
وأكد السفير الألماني حسب بيان إعلامي، أمس الأحد، على سعادته بأن تكون محافظة قنا أولى محطاته خارج القاهرة منذ تسلمه مهام عمله بمصر في عام 2015، مشيرًا إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين الجانب الألماني ومحافظة قنا في مجالات توصيل مياه الشرب والصرف الصحي والنظافة. وكشف لوي عن منحة ألمانية مقدمة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة قنا بمبلغ 57 مليون يورو لرفع كفاءة محطات المياه والصرف الصحي.
من جانبه، أشار محافظ قنا إلى التنسيق المتبادل بين المحافظة، وبنك التعمير الألماني وهيئة التنمية الألمانية، حيث تم إنشاء 10 مدارس ضمن مشروع تطوير وتحسين البيئة التعليمية، كما تم إنشاء هيئة مستقلة لإدارة المخلفات الصلبة لتطوير منظومة النظافة بقرى المحافظة.
ورأس وزير السياحة المصري هشام زعزوع وفدا من القطاع السياحي الحكومي والخاص، للمشاركة في فعاليات بورصة برلين، التي تعد أكبر بورصة سياحية في العالم، للترويج للأماكن السياحية المصرية، التي انتهت فعالياتها يوم السبت الماضي. وتأتي مشاركة مصر في إطار الجهود المبذولة لاستعادة السياحة معدلاتها الطبيعية، وتحسين الصورة الذهنية عن المقصد السياحي المصري، حيث شهدت كثيرا من الفعاليات الجاذبة التي استمرت على مدار خمسة أيام، بالإضافة إلى عقد كثير من اللقاءات المهنية والإعلامية، لاستعراض آخر تطورات الأوضاع السياحية المصرية.
وشارك القطاع السياحي المصري بجناح كبير تبلغ مساحته 2700 متر، يضم 74 جناحًا تمثل 52 فندقًا و12 شركة سياحية، وجناحا لغرفة الغوص، وجناحا لاتحاد الغرف السياحية المصرية، وجناحين لمصر للطيران، وجناحا لشركة «إير كايرو»، و4 أجنحة لمحافظات الإسكندرية والأقصر والبحر الأحمر وأسوان؛ إضافة إلى 12 جناحًا لعروض توثيق التاريخ المصري لمكتبة الإسكندرية، مع بث مباشر للمقاصد السياحية المصرية من 5 مقاصد مختلفة، مع بعض العروض التفاعلية الأخرى المستخدمة فيها تكنولوجيا.
على صعيد متصل، أعلنت الشركة المنظمة لمعرض السياحة الدولية (آي تي بي) في برلين، أن عائدات الصفقات التي تم إبرامها خلال معرض العام الحالي الذي انتهت فعالياته أمس الأحد، قاربت 7 مليارات يورو (7.8 مليار دولار).
يذكر أن هذا الرقم يتجاوز الرقم القياسي الذي كان قد تحقق في نسخة العام الماضي عندما وصلت المبيعات إلى 7.6 مليار يورو (7.4 مليار دولار).
وعلى مدار خمسة أيام (ثلاثة للزائرين المتخصصين ويومان للجمهور) بلغ عدد زوار النسخة الخمسين من أكبر ملتقى لصناع السياحة في العالم، نحو 180 ألف زائر منهم 120 ألف متخصص.
وقدمت في معرض العام الحالي نحو 10 آلاف شركة عروضها لزيارة مقاصد سياحية في 187 دولة ومنطقة، وكانت جزر المالديف ضيف شرف معرض العام الحالي.
من جانبه، قال كريستيان جوكه، رئيس المعرض، إن الناس «يصبحون على استعداد للتخلي عن رحلاتهم الترفيهية في الأزمنة التي يكون فيها شعور بعدم الاستقرار».
وبلغت قيمة الأموال التي أنفقها الألمان على الرحلات في عام 2015 المستوى نفسه تقريبًا الذي بلغته عام 2014، وقدرت دراسة هذه الأموال بنحو 87 مليار يورو (96.9 مليار دولار).
واتسمت الحجوزات لرحلات موسم الصيف المقبل هذا العام بالتردد، نظرًا للقلق من وقوع هجمات إرهابية والقلق حيال أزمة اللاجئين، وعلى الرغم من ذلك، فإن نظرة قطاع السياحة للمستقبل إيجابية، وذلك بفضل مناخ الاستهلاك الجيد والوضع المستقر في سوق العمل.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.