اتفاق أوروبي على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتقييد حيازة السلاح

أنقرة أعادت لبروكسل 60 متطرفًا حاولوا الالتحاق بـ«داعش» في سوريا

اتفاق أوروبي على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتقييد حيازة السلاح
TT

اتفاق أوروبي على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتقييد حيازة السلاح

اتفاق أوروبي على تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتقييد حيازة السلاح

بدأت في بروكسل أمس اجتماعات وزراء الداخلية والعدل بدول الاتحاد الأوروبي لبحث قضايا مكافحة الإرهاب. وبحث الوزراء مقترحا لمواجهة التطرّف من خلال قانون استباقي لدرء وقوع الهجمات الإرهابية عن طريق تجريم أنشطة التدريب، والسفر للخارج لأهداف إرهابية، وكل أنشطة المساعدة والتحريض للقيام بأعمال إرهابية.
كما بحثوا مقترحا بشأن تشريعات حول تقييد حيازة وامتلاك الأسلحة، بما في ذلك السن الأدنى لحيازة الأسلحة النارية، والاختبارات الطبية لترخيص الأسلحة شبه الأوتوماتيكية من المدنيين، والحيازة الاستثنائية للأسلحة النارية المحظورة لأسباب ثقافية وتاريخية. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، لدى وصولها إلى مقر الاجتماع إنها سوف تضغط باتجاه تبادل كم أكبر من المعلومات الأمنية بين دول الاتحاد، وسوف تطالب باتخاذ إجراءات عملية أخرى مثل فرض قيود على انتشار الأسلحة، والتي تضمن أمن الأفراد. وشددت على أن ما يسمى بتنظيم داعش يشكل تهديدا شديدا على المملكة المتحدة.
من جهته، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة واللجوء، ديميتريس أفراموبولوس، إن الاجتماع تناول قضايا أمنية تتضمن لوائح جديدة لمكافحة الإرهاب والتحكم بالأسلحة. فيما أفادت رئاسة الاتحاد الأوروبي ببروكسل أن وزراء الداخلية والعدل سيتخذون قرارا بشأن تحديد نهج أوروبي لمكافحة الإرهاب، بناء على مقترحات تهدف إلى إيجاد تعريف مشترك لجرائم الإرهاب، وتجريم الأعمال التحضيرية المرتبطة بها. وقالت رئاسة مجلس الاتحاد إن الاجتماعات ستعرف تقييما لتنفيذ توصيات صدرت في اجتماعات 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد أسبوع على هجمات باريس، وتتعلق بتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي في مجال مكافحة الإرهاب. كما بحث الوزراء مقترحا حول كيفية السيطرة على اقتناء وحيازة الأسلحة، مع استعراض الإجراءات المعمول بها حاليا في هذا الصدد، وكذلك تقييم آخر التطورات المرتبطة بالأنشطة ذات الصبغة الإرهابية والتهديدات التي تواجه الدول الأوروبية.
على صعيد متّصل، أكد وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون أن تركيا اعتقلت وأعادت 60 شخصا إلى بلجيكا، كانوا يحاولون السفر إلى سوريا. بينما لمح الوزير إلى تحقيق بعض النتائج مع أنقرة، ومنها اتفاق على تبادل المعلومات الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، إلى جانب حصول بروكسل على صورة من لائحة الممنوعين من البلجيكيين من الدخول إلى الأراضي التركية.
والتقى جامبون نظيره التركي الأربعاء بهدف تعزيز التعاون في مجال الشرطة ومكافحة الإرهاب. وبحسب تقارير إعلامية في بروكسل، حصلت بلجيكا من تركيا على حق الاطلاع على «لائحة سوداء» تشمل أسماء 1224 شخصا يقيمون في الأراضي البلجيكية. وقال جامبون بهذا الصدد: «سنرى الآن على أي أساس يندرج هؤلاء الأشخاص في هذه اللائحة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.