الرياض وجهة السعوديين والخليجيين في «ربيع الكتاب»

كتاب ومسرحيون يثمنون تكريمهم.. وانطلاق الفعاليات الثقافية

شهد أول أيام معرض الرياض للكتاب اقبالا جماهيريا واضحا (تصوير: خالد الخميس)
شهد أول أيام معرض الرياض للكتاب اقبالا جماهيريا واضحا (تصوير: خالد الخميس)
TT

الرياض وجهة السعوديين والخليجيين في «ربيع الكتاب»

شهد أول أيام معرض الرياض للكتاب اقبالا جماهيريا واضحا (تصوير: خالد الخميس)
شهد أول أيام معرض الرياض للكتاب اقبالا جماهيريا واضحا (تصوير: خالد الخميس)

مع انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب، تشهد العاصمة السعودية حراكًا ثقافيًا يتجدد كل عام، خصوصا أن المعرض الحالي يقام في أسبوع إجازة الربيع المدرسية. وافتتح مساء أول من أمس المعرض الذي تشارك فيه نحو 500 جهة بين دار نشر ومؤسسة وهيئة ووزارة، وتحل اليونان ضيف شرف على المعرض هذا العام.
ويجتذب المعرض آلاف السعوديين والخليجيين، حيث يعد الخليج، خصوصا السعودية، القوة الشرائية الأولى للكتاب في العالم العربي. كما يعد معرض الرياض للكتاب الأكبر عربيًا بعد تراجع دور معارض الكتب في دول عربية.
ويمتد المعرض في الفترة من 9 إلى 19 مارس (آذار) الحالي، ويقام بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض. ويكتسب المعرض هذا العام طابعا مميزا من حيث الديكورات والتصميم الذي جاء نموذجا لوسط الرياض التاريخي وبواباته المشهورة (الدراويز)، حيث أطلق على صالات وممرات المعرض أسماء معالم من وسط الرياض التاريخي، مثل شارع الثميري، وميدان الصفاة، وحي المربع، وقصر خريمس، وحي الدحو.
وبعد أن خصص اليوم الأول للمعرض لعرض لمحات من الثقافة والأدب والشعر والتراث اليوناني، تقام اليوم الجمعة أولى ندوات «تجارب شبابية في التأليف»: «الأدباء والناشرون»، بالتعاون مع مؤسسة «مسك»، ويشارك فيها فيصل الحمودي، ورفاه السيف، ويديرها نايف كريري.
وتقيم فعالية «منتديات القراءة» عرضا لبعض التجارب الشبابية الجديدة في مجال القراءة بالتعاون مع نادي «كتابي»، ويقدم فيها: عويّد السبيعي (عرض تجربة نادي «كتابي»)، وماجدة المزروعي: (عرض تجربة «بودكاست وراق»)، وثامر الدهمشي: (عرض فكرة وتجربة «مبادرة سراج»)، وأحمد باحبيل: (عرض مبادرة «كونشيرتو الكتاب»)، ويديرها فهد الشاطري.
أما الأمسية الرئيسية، فتقام الساعة الثامنة مساء اليوم الجمعة بعنوان: «ذاكرة الدبلوماسية»، من أوراق الأمير سعود الفيصل (رحمه الله)، ويقدمها الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير، والدكتور عبد العزيز أبو زنادة، ويدير الأمسية الدكتور ناصر الداود.
حفل الافتتاح شهد عرض فيلم وثائقي عن مرور 10 سنوات من تاريخ المعرض، يروي في 6 دقائق مراحل تطور المعرض خلال عقد من الزمان. الفيلم من إخراج سيدة هي جمانة الشامي، وبطولة نايف خلف، وبمشاركة طفلين. تقول المخرجة الشامي: «إنه تم الخروج عن المعتاد في إنتاج الأفلام الوثائقية؛ إذ تم استخدام قصة درامية لإنتاج الفيلم، وهي طريقة غير معتادة لأفلام تعرض في حفل افتتاح».
وأضافت: «تم الدمج بين مقاطع مصورة من عشر سنوات مضت، إضافة إلى تصوير مشاهد درامية في بداية الفيلم ونهايته».
كما شهد حفل الافتتاح تكريم المؤلفين السعوديين الفائزين بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب هذا العام، وقال الباحث محمد السيف، رئيس تحرير «المجلة العربية» الذي كرّم عن كتابه «ناصر المنقور.. أشواك السياسة وغربة السفارة» (الصادر عن دار «جداول»)، إن هذا الكتاب «تطرق إلى شخصية رائدة لها إسهاماتها الكثيرة وأفضالها الجمة، وبخاصة على مستوى التعليم، ومنذ عهد الملك عبد العزيز، وحق علينا تجاهها أن يكون هناك إصدار يتحدث عنها، وهي شخصية تستحق»، لافتًا إلى أن معايير الجائزة «اتصفت بالصرامة، كونها مؤلفة من لجنة من خارج وزارة الثقافة والإعلام، وهي بدورها ترفع تقريرها إلى الوزير، ما أعطاه صفة الموضوعية».
في حين ذكر الشاعر جاسم الصحيح، الفائز بجائزة الكتاب في مجال اللغة والأدب والشعر، عن كتابه «الأعمال الشعرية» الصادر عن دار «أطياف للنشر والتوزيع»، أن هذه «الجائزة في حد ذاتها نوع من أنواع التكريم، لأنها صادرة من جهة وطنية، وبالنسبة لي، حصلت على جوائز من مؤسسات خاصة أو أفراد، ولها حضورها بالساحة، ولكن هذه الجائزة وطنية، وهي تكريم ليس لي وحدي؛ بل تكريم لجيل من الشعراء والمثقفين أنا أنتمي لهم، فتكريم وطني للثقافة وللشعر».
وأضاف أن هذا التكريم «محطة أتزود منها وقود الدعم والتشجيع وأنطلق للمستقبل، وهي بالنسبة لي تتويج لتجربة امتدت لـ30 عاما مع كتابة الشعر، وجاءت لتثبت مرحلة من مراحلي الإبداعية مع القصيدة».
وبين أن الكتاب الفائز «يضم غالبية ما كتبته على مدى علاقتي بالقصيدة، ويضم 8 دواوين في 3 مجلدات، تصل جميعها لما يقارب ألفي صفحة».
في حين قالت الدكتورة ملحة عبد الله، التي حصلت على المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي من وزارة الثقافة والإعلام عن مسرحية «الغول»: «هذا التكريم من بلدي ولامرأة في المسرح، هو علامة فارقة في تاريخ المسرح السعودي».
وصدر للدكتورة ملحة كتاب يعرض بالمعرض هذا العام، هو «اللذة والكدر» وهو كتاب عن المسرح، من إصدارات نادي أبها الأدبي، وهو عبارة عن مجموعة مقالات عن المسرح العربي والسعودي.
من جهته، أكد الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي أنه لم يفاجأ بفوزه بجائزة «كتاب العام»، عن مسرحيته «الجثة صفر»، موضحًا أن كتابه عبارة عن مجموعة من القصص المسرحية القصيرة التي لا تتجاوز مدتها أربعين دقيقة، تناولها من جانب مختلف؛ إذ جمع فيها ومزج بين الجمال الشعري والأدبي، وعمل على المزاوجة بين النص المسرحي والناس بلغة شعرية مختلفة. وأضاف أن فوزه «جزء من ثمرة جهد استمر سنوات طويلة من العمل الدؤوب والمستمر في المشروع المسرحي».
من جانب آخر، وصف عدد من الفنانين المسرحيين السعوديين تكريم وزارة الثقافة والإعلام لهم على هامش تدشين معرض الرياض للكتاب، بأنه يمثل دافعا كبيرا نحو إثراء الحركة المسرحية والثقافية في المملكة.
وقال الفنان أحمد الهذيل، رئيس جمعية المسرحيين: «يهمني أن تهتم الوزارة بالمسرح أكثر، خصوصا أنه جانب معنوي»، مضيفًا: «أتمنى من الوزارة أن يستمر تكريمها بإيجاد البنى التحتية للمسرح، أما نحن فقدمنا ما نستطيع في زمن لم يكن المجال فيه أوسع للتقنية والدعم».
وأبدى الفنان المسرحي محمد العثيم، سعادته بتكريم هذه الفئة من جيل السبعينات الذين عملوا منذ عام 1970 في المسرح بجهد ومثابرة إلى الثمانينات والتسعينات.
وأشار العثيم إلى أن جميع المكرمين هم ممن لم ينقطعوا عن العمل المسرحي إلى الآن؛ «حيث استمروا في إثراء الحركة الثقافية والمسرحية من الكتابة والإخراج والمسرح، ولم يصرفهم عنه قلة الجدوى والمادة، لأنهم اعتنقوا المسرح فنًا لهم ورسالة لإيصال رسالة للمجتمع».
وأوضح الفنان يوسف الخميس أن التكريم يدل على تقدير الوزير والوزارة للمسرحيين، وأنه يشجع على الاستمرار والمواصلة في إثراء الحركة الثقافية.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».